عمون - قلقيلية/مصطفى صبري- مرض الايدز الذي مازال يفتك بحياة الآلاف سنويا في العالم، داهم هذه المرة عائلة فلسطينية، نقله الزوج المريض لزوجته دون علمها حيث اصابها الاعياء الشديد بعد فترة، فيما أظهرت نتيجة الفحص لدى طبيب العائلة "الصاعقة " -كما تقول الزوجة - "انني مصابة بمرض الايدز المنقول عن طريق زوجي". الزوجة الفلسطينية في حيرة من أمرها، وتقول بعد ان رفضت الكشف عن اسمها لحساسية الموضوع:" انا سيدة مسلمة متزوجة ومحافظة، وللاسف الشديد زوجي غير ملتزم واعرف خيانته الزوجية دون ان استطيع تغيير واقعه او الامتناع عنهوبعد معاشرته لي جنسيا قبل شهرين شعرت بتعب واعياء شديدين، وعلى اثر ذلك قمت بمراجعة طبيب العائلة الذي اجرى لي بعض الفحوصات المخبرية الطبية، فكانت بعدها النتيجة اصابتي بمرض الايدز المنقول من زوجي ". واضافت: "انني في حيرة من امري... فهل زوجي قاتل لي وللجنين الذي احمل به منه، وهل يجوز لي ان افشي هذا السر امام الناس او ان امتنع عنه ؟".

وتقول المرأة المصابة بهذا المرض مع جنينها: "انني اتوجه الى الشرع الاسلامي في سؤال يتضمن مدى جواز مطالبتي بدية عن هذا الامر الخطير الذي اصابني ".

الحيرة سيدة الموقف لدى هذه المرأة الفلسطينية، فالعادات الاجتماعية تمنع افشاء الأسرار خوفا من الفضيحة والعزلة الاجتماعية، بينما الخطر عليها وعلى جنينها يتفاقم في حال لم تواصل العلاج المطلوب. وتباينت آراء اهل العلم الشرعي في هذا الموضوع بعد عرض الحالة عليهم، فمنهم من قال انه يتوجب على الزوجة الامتناع فورا عن المعاشرة الزوجية ويجوز لها طلب الفرقة من الزوج المصاب بعدوى الايدز باعتبار ان الايدز مرض معد ٍ تنتقل عدواه بصورة رئيسية بالاتصال الجنسي، واذا كان قصد من تعمد نقل العدوى الى شخص سليم نقل المرض فهذا الامر يعد من كبائر الذنوب والشخص المتعمد لنقل المرض يستحق العقوبة.

احد المصادر الشرعية التي تمت استشارتها في الموضوع، اعتبر الزوج قاتلا لزوجته وللجنين الذي تحمله قتلا بالتسبب، بحيث اذا ماتت فعلا بهذا المرض المنقول من زوجها، فعلى زوجها الدية ونفقات العلاج اضافة الى دية الجنين. وافاد المصدر: "يفضل لهذه المرأة عدم افشاء السر امام الناس لان الشرع يحبذ الستر".

مصدر شرعي آخر افاد بأن عليها ان تبوح بسر زوجها المريض خوفا من ان ينقله للاخرين، كما ان امتناعها عنه قد يضطره للبحث عن غيرها، لذا فامتناع الزوجة عن زوجها لا فائدة له، فيما أكد مصدر شرعي آخر تمت استشارته، ان الزوج لا يعتبر قاتلا لانها وحملها لا زالا على قيد الحياة، وفي حال التأكد من ان زوجها يزني باخريات غيرها فلا مانع من ان تبلغ عنه ليحذر الناس من شروره ومفاسده، كما يجوز لهذه الزوجة المسكينة -ان كانت صادقة في كلامها عن زوجها- فيحق لها بل يجب عليها ان تمنعه من معاشرتها لكي لا يزيد مرضها. وبالنسبة للدية فلا يحق لاهلها ان يطلبوا الدية من الزوج.

الفتوى الشرعية لم تنقذ الزوجة وجنينها، فيما تنتظر الزوجة من الطب بارقة أمل لها ولجنينها الذي سيخرج الى هذه الدنيا حاملا فيروس مرض الايدز. عن شبكة فلسطين