عبيد للبيع بداعي .. *فرحان عليمات
25-09-2013 12:54 PM
لعلّ في العبودية شيء يستحق التفكير في هذه الأيام، فهي لا تجعلني أفكر بشيء إلا بخدمة سيدي وولي أمري، ولا أطمح إلا برضاه، ولا أفكر بعدالة أو مساواة أو كرامة أوحقوق إنسان، و لا تعليم أو صحة أو مأوى، ولا ضرائب تُجبى مني ومن أمثالي العبيد لأجل رفاهية أسيادنا ولا تجعلني أُعنى بوظيفة جاءت أم ذهبت، ولا بإقصاء أوتمييز، أوتظلم وشكوى في المراكز والمؤسسات التي أُسست لشرعنة العبودية، ولا أحد يستطيع أن يشك في انتمائي أو ولائي، فما أنا في النهاية إلا عبد لا أملك إلا أن أُقاد إلى سوق النخاسين للبيع بسعر مناسب ،أو للتخلص منّي وإبدالي بعبد آخر.
أنا عبد جاهز للعبودية دون مقابل، وأعد سيدي الذي يقبلني عبدا له أن أكون كما يريد ،مطيعاً مخلصاً كتوماً، لي عين ترى ولسان لا ينطق، فقد قبلت بالعبودية لأرتاح ولا أُفكر في شيئ
ولا شروط ومطالب لدي سوى لقمة الخبز، وقد ألجأ إلى الرجيم إن أحب سيدي؛ فكثرة الأكل تسبب الأمراض والتخمة،وأنا لا أريد أزعجك يا سيدي بمعالجة أمراضي، وأريد أن أوفر بعضاً من خبزي لحيواناتك الأليفة التي تشاركني مهجعي.
وإذا كنت يا سيدي ومولاي ترغب بالمزيد من العبيد، فإن عائلتي الصغيرة ترغب أيضاً بالعبودية مثلي، وهي عائلة جاهلة أخطأت الطريق، فحملت من الشهادات والخبرات ما حملت، وعملت خلال مسيرتها على الإخلاص والصدق والانتماء لتعدّ نفسها لخدمتك وإرضائك.
أما عن رأي الشرع في الرق يا سيدي والذي نهى الإسلام عنه منذ بزوغه وقولهم: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحراراً؟" فلا تقلق به فإن في ذلك فتوى، فنحن في الظاهر خدماً لسيادتكم، وفي الباطن عبيداً لكم، نؤمر فنطيع، وأذاننا قد ثقبت وحبالنا معنا..... كم أنا وعائلتي عبيد مريحون.... ولكل من يرغب في اقتناء عبد نحن جاهزون، وهذا زمن العبودية شئنا أم أبينا إلى أن يعود زمن بلال بن رباح عندما قتل سيده في الجاهلية أمية بن خلف.