بعيداً عن السياسة – لخبطيطة حوار الفضائيات؟!
ممدوح ابودلهوم
23-09-2013 06:33 AM
أقترح ولا أقر وأرجو ولا أأمر بل وأنصح مجرد نصيحة، بالابتعاد عن السياسة مذكرا بفوائد ذلك وعارضا أيضا خلاصات كجوائز ومغريات، مع أننا نعلم جميعا أنتم وأنا إستحالة تحقيق هذا الأمل الكبير، ذلك أن السياسة والتي بالمناسبة لم يعد صالحا تعريفها بفن الممكن، موجوده في كل شيء في الجامد والمتحرك ما يعني فلسفة وجودها قسرياً حتى بين الشهيق والزفير،وأيضاً ترجمة كيمياء التحالف بعناصره الطبيعية بين الحيوان والبشر والنبات والشجر والتراب والحجر، وصولا إلى وجبة اليوم على مائدة المواطن الاردني الكريم، وعليه فنعم يستطيع كل منا أنا مثلا أن نقول: في حسائي ملح وسكر و.. سياسىة أيضاً!
أبدأ أولا بنفسي وفق مقولة من بدأ بنفسه ما ظلم بأن أنئى ولو اليوم فقط عن لعنة السياسة، مستجيبا لنصيحة الفيلسوف (كانت) من حيث هي الشجرة الجرداء الهرمة حين تصطبغ باللون الأخضر اليانع، أبدأ بنفسي أجل ومتأخراً جداً مع خوفي المبرر والمشروع أن لا يكون قد فات الأوان، ذلك أنني أكتب منذ عامين (....) يصطفان على يمين أربعة عقود بالتمام الباسل وبالكمال النشمي!، وهذا ليس له علاقة بالفخر وما يفخرون ولا بالفشخرة وما يتفشخرون، و مهما يكن فصلّوا في هذا اليوم الميمون أفضل صلاة وسلموا أزكى تسليم،على الذي يشفع يوم الحساب للساسة والاعلاميين، أي نخب المثقفين من منطلق مقولة لأحدهم بأنه : (ويلٌ لبلدْ يحكمه مثقفوه)!
لست هاهُنا أبوح بين أيدي القراء الأكارم من باب التشخيص أو الشخصنة ،أو حتى أنني أؤرخ للكتابة السياسية في الأردن فلهذه المهمة العلمية نُجباؤها العارفين، بل هي مجرد محاولة جدُّ متواضعة للإلتفاف على ما وراء أكمة هذه السطور، والذي أحسب أنه يتمثل في النصيحة أوالدعوة إلى الأبتعاد عن سياسة (اليومين دول) بوجهٍ خاص!، حيثُ راح كلُ من هبَ ودب من الجهلة و الحمقى وأشباه المثقفين والأهم أثرياء الفاسدين اللذين باتوا موضة التحليل السياسي على الشاشة الصغيرة!
غير أن الذي يخرج المرء من عقاله و يحط الأعل بالكف على طريقة معازيبنا السوريين و يسطح بتسكين السين أي يفلق كما سطح البطيخة بالسكين ،هو أن عملية تسطيح الموضوعات - و التسطيح هنا بمعنى التبسيط لدرجة تفريغ هذه الموضوعات من مضامينها - هو سجالٌ بين القنوات الفضائية –ولا أستثني أحداً، وبين ضيوفهم المتفذلكين رغم أن جهلهم المدفوع الثمن ماثلٌ للمشاهدين كما ندوب عمليات شد وجوه الحيزبونات!
والطامة الأكبرهي وجوههم المكررة التي ملّها المواطن الاردني،والذي أكثر ما يخشاه و نحن معه هو ليس حالة القرف من وجوه هؤلاء الكذبة، بل خوف عدوى الجهل فلترةً لكثرة الجلوس أمام الشاشة والإستماع لهؤلاء المتحذلقين، لكننا بالقطع ليس لنا حولٌ أو قوة تنجينا من هذا الإعلام الصدامي المريض بتحليلاته السياسية التخبيصية التي لا تسر الصديق ولا تغيض العدو،إذهي المصلحية و الشللية و الدكاكينية وحكلي لأحكلك،بين تزريق مصاري رِشىً تحت الطاولة أو مشيلي عندك بمشيلك عندي، وبعد..فقد رُفع قلمي و جفت صحيفتي،مع أن صرختي / نصيحتي في الإبتعاد عن السياسة لم تكتمل و يبدو أنها لن تكتمل،إذ هي النبؤة بأنه زمن الرويبضة و بطلها هبنقة في غياب المثقف الحقيقي إعلامياً أكان أم أديباً أم سياسياً و .. لنا عودة في مقبل الأيام ..