المعايطة يكتب : الملك والدولة الواثقة
22-09-2013 02:55 AM
احدى قواعد العمل السياسي وادارة العلاقة مع العالم ان على كل طرف ان يحسن تقديم نفسه وصورته للعالم , ولعل هذا ما ميز القيادة الاردنية تاريخيا القدرة على الحديث مع العالم بلغة مباشرة , لغة واحدة تخلو من الازدواجية مما منحها مصداقية .
ولعل الكثيرين لايدركون عمق المكانة التي تتمتع بها القيادة الاردنية دوليا الا عندما تقترب من كثير من التفاصيل , فالملك يقدم للدول الكبرى راي ورؤية ووجهة نظر وتقييم منجي , وقيادات الدول الكبرى تستمع الى الملك باحترام وتقدير , وهذه الاراء ووجهات النظر ليست حديثا عاما بل هي محصلة خبرة ومعلومة ورؤية , ولهذا فالملك زعيم يتحرك في العالم بمضمون , وتقديمه للقضايا العربية يتم بعقلانية مؤثرة بعيدا عن الاستعراض , ولعلي هنا استذكر زيارة جلالته الى واشنطن في بداية عام 2012 وكنت برفقة زملاء اعلاميين كرام , وفي تلك الزيارة كان الربيع العربي في عامه الاول وكانت حتى الادارة الامريكية لاتمتلك الرؤية الكاملة لادارة مايجري لكن ما قدمه الملك في حينه من قراءة وتقييم فيما يخص ساحات عربية هامة ومشتعلة كان متقدما وهو ما شهدنا الكثير منه بعد ذلك .
امس كتب الملك مقالا في صحيفة امريكية هامة قدم فيه للراي العام العالمي مسار الدولة الاردنية ونهجها وميزات النهج الاردني الامن المعتدل السلمي في مرحلة الاضطراب والقلق والدم والانفلات السياسي والامني , ولم يكن حديث الملك لغايات الاستعراض والحديث عن الماضي بل في سياق عنوانه ان الاردن دولة تعمل قيادته وفق رؤية واضحة جوهرها الايمان بالاصلاح , ايمان حقيقي ليس تحت ضغط المرحلة بل قناعة , وهذا الايمان لايخل به بطء او اختلاف على التفاصيل مع اي طرف .
وعندما يتحدث الملك عن النموذج الاردني الراشد الامن فانه يقدم للعالم منجز الدولة الاردنية بكل تفاصيلها من قيادة ومؤسسات وقوى سياسية ومجتمع , ويقول للعالم ان هذه الدولة التي تتحمل اعباء نقص الموارد والمشكلات الاقتصادية وضريبة موقعها الجغرافي , هذه الدولة تقدم اداءا حضاريا متقدما ليس فقط في مجال التعليم وبناء الانسان وغيرها من المجالات , بل ايضا في ادارة المراحل الصعبة وغير الاعتيادية .
الملك وهو يتحدث للعالم يقدم صورة زاهية للدولة تستحقها ونحن في زمن كل شيء تحت نظر العالم , انها دولة واثقة راشدة في ادارة المراحل القلقة , ومساحات الخروج عن هذا النهج مازالت فردية ولم تذهب باي طرف الى تبني نهج غير راشد .
في زمن تدير دول علاقتها مع مكوناتها بالدبابة والصاروخ والطائرات , هنالك ملك يتحدث للعالم بزهو واحترام عن شعبه كل شعبه , ويرسم للدولة الاردنية صورة زاهية لايخدشها حتى تفاصيل لانرضى عنها من اي جهة ولايرضى عنها حتى الملك .