نشرت صحيفة الرأي في اعدادها الصادرة خلال الأيام القليلة الماضية تصريحات لعمدة عمان عقل بلتاجي تضمنت اقتراحات قيمة استوقفتني كثيرا واثارت في نفسي شجون الذكريات التي عشناها في عاصمتنا الحبيبة ايام الطفولة والصبا في حارات عمان... ومدارسها... وملاعبها...واسواقها... ومقاهيها...جبالها ووديانها.... عمان التي تربعت على جبالها السبعة وكانت حدودها لا تتجاوز المحطة شمالا والمصدار جنوبا والمدرج الروماني شرقا والدوار الثالث غربا.

أما سكانها فكانوا خليطا من الشراكسة والبدو والفلاحين والشوام اضافة الى الايرانيين والافغان والباكستان والهنود والبخاريين والارمن والاكراد والدروز ومن الدول العربية والاسلامية ومن باقي مدن وقرى المملكة.
احتضنت عمان في نهاية النصف الاول من القرن العشرين ساكنيها بغض النظر عن جنسياتهم ومعتقداتهم فالتقى فيها الشامي مع العراقي ومع اليمني والخليجي والشركسي مع العربي والارمني والكردي والتركماني والدرزي المسلم مع المسيحي الفلاح مع البدوي فتشكلت تعددية كانت وما زالت مثالا يحتذى في المحبة والاحترام المتبادل والاخوة تجمعهم الافراح والاحزان والهموم تحت عبائةعمان العروبة مدينة الحب الاخوي.

توسعت عمان ابتداء مع قدوم الامير عبدالله عام 1921م عندما اتخذها عاصمة للامارة كما اتسعت بشكل ملفت للنظر بعد نكبة فلسطين عام 1948م ثم بعد نكسة عام 1967م وحرب الخليج الاولى وحرب الخليج الثانيةعام 1990 و1991 وبعد احتلال العراق عام 2003م ومن بعدها احداث الربيع العربي اثر قدوم أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين والسوريين اليها فكانت وما زالت عربية هاشمية وحدوية أمها المثقفون والسياسيون والاحرار تزداد بهاء ونضارة وانجازا وتوسعا في كل الاتجاهات حتى أصبحت عمان مركز اشعاع وقبلة العلماء والمثقفين ورجال الاعمال والباحثين عن الابداع والعطاء والانجاز والحرية والاستقلال.

عقل بلتاجي القادم بقوة إلى موقعه كأمين لأكبر بلدية في المملكة تقع على كاهله مسؤوليات كبيرة للمحافظة على بهاء ورونق عمان وارثها وتاريخها والاهتمام بالمواقع التراثية والتاريخية التي تعززهويتها الوطنية وتعمق من روح الانتماء لها مثلما تقع عليه مسؤولية تطوير المدينة وتخليصها من السلبيات التي تعاني منها في المقدمة منها الحفاظ على جمالية المدينة ونظافتها وتنظيم حركة السير والمرور والخلاص من ازمات السير في كثير من مواقع العاصمة خصوصا في ساعات الذروة والعمل على استحداث مشاريع جديدة تساهم في تطوير وتحديث الخدمات للمواطنين والسياح والتجار والصناعيين والمستثمرين واعادة دورها الثقافي الذي شكل مفخرة في السنوات القليلة الماضية.
لقد تحرك عمدة عمان خلال اقل من اسبوع على تعيينه في الكثير من القطاعات وبصورة ظاهرة وتجول في احياء عمان وشوارعها وطلب من أهالي عمان إمهاله 100 يوم لحل المشكلات المستعصية والعمل على إعادة المدينة لتحصل على لقب أنظف مدينة عربية متعهداً بتغييرات ملموسة في جماليتها ومواصلاتها وخدماتها وزرع عمان بالياسمين واعادة تشغيل نبع الماء في رأس العين وتأهيل الساحة الهاشمية.. وما الى ذلك لكن الاهم من ذلك ان تترجم هذه المقترحات الى واقع يقود الى الحفاظ على صورة عمان والق عمان وبهائها ولتكون نموذجا يحتذى بين العواصم العربية فعمان لها فضل على كل اردني واردنية ومن واجب كل منا الوفاء لها بابداء روح التعاون والمسؤولية مع امينها الجديد وهذا اضعف الايمان.

tareefjo@yahoo.com
الرأي