عمون – أنس علي - خميس بن جمعة هو ذاك الكاتب الذي صاغ من الحرف حللا وجواهر غرف من بحر الثقافة الكثير فكان الشاعر والمثقف والأديب خرج من رحم الكرك جنوب الاردن في عام 1964 ، كاتبا وشاعرا أردنيا, كان لـ عمون شرف احتضان كلمه في مطلع تأسيسها في عام 2006 وصدر له عام 1993 مجموعة شعرية بعنوان حنجرة غير مستعارة عن وزارة الثقافة الأردنية.

ومن سمرة الكرك وشموخ قلاعها ذهب ليكون مزنا يروي صحراء الخليج بعذب كلماته وثقافته حينما أجبرته تكاليف الحياة على العمل في امارة الشارقة في دولة الامارات العربية ونشر كتابه الشعري الأول فيها حين فاز بجائزة الشارقة للإبداع العربي عام 2000 عن مسرحيته كوكب الوهم و التي أصدرتها دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة في كتاب، ثم فاز بجائزة جمعية المسرحيين بالإمارات للتأليف المسرحي عام 2002 عن مسرحيته أشباه وطاولة وأصدرت له وزارة الثقافة الأردنية عام 2007 كتابا يضم مسرحيات ثلاث عنوانه السقف وأصدر له الانتشار العربي عام 2008 مسرحية عندما بكت الجمال، وحاز على جائزة ناجي نعمان العالمية عام 2007 .

نعم هو الأديب الأردني الأستاذ عاطف علي محمد الفراية الذي وافته المنية أمس الأربعاء ليأخذه الموت جسدا وتحييه أعماله وكلمات محبيه روحا .
فها هي "الكاتبة" رؤيا البسام التي ترحمت عليه وفي صوتها انين على فراق العاطف فقالت عنه :
" المرحوم الاستاذ عاطف هو فقيد على الكل من الثقافة والمسرح والأدب وكان مبدعا وحاصدا للجوائز إذ كان يحصل في كل سنة على جائزة حتى جاء القدر .

قصتي معه بدأت حينما ربط كتاباتي ما بين إسمي المستعار وإسمي الحقيقي وفي الحقيقة لم أستطع إخفاء الموضوع عليه ، ومعرفتي به زادت بعدما فزنا بجائزة ناجي نعمان والتقينا عقبها في بلدية اربد في تكريم وكانت اربد حينها مدينة الثقافة ، وفي الحقيقة صدمت جدا بخبر وفاته فهو عزيز علينا حيث كان أحد أعمدة الكتاب لا سيما المسرح . "

أما الكاتب علي سنيد فبدأ بتعزية لنفسه بحزن بليغ من فراق الأحبة فقال :
" أعزي نفسي وأهله وكافة محبيه ، حيث شعرت بالأسى والحزن بخبر وفاة عاطف ونتمنى من الله رحمته به وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان فنحن فقدنا قامة وكأنه ينتمي للمثقفين الكبار الذين لم تمهلهم الحياة وقتا طويلا ، وأعزي نفسي مرة أخرى بوفاة هذا الكاتب الرائع الذي غادرنا "

وكان للكاتب عمر الشاهين حزنا وأسى كبيرين تخللهما عتابا على الوطن فقال :
" فجع المجتمع الاردني والكرك خاصة بموت ثلاثة سياسيين وأدباء بشهر واحد وهم عيسى القصوص ورفقة دودين وعاطف الفراية .

موت عاطف جاء مفاجئة صادمة لكل من تعرف عليه بالرغم أننا كنا نلحظ الاحتراق الداخلي الذي يعيشه عاطف الفراية ابن الكرك والأردن الذي أجبرته الظروف على العمل في امارة الشارقة في الامارات وكأن غربته تشبه خلع شجرة الزيتون من تراب الكرك ووضعها في صحراء الخليج وهذا ليس بذم بل شكر للشارقة الي احتضنت مثقفا بحجم عاطف وشكلت له باب رزق وابداع ونشر كتابه الشعري الأول فيها وعاش باقي سنوات عمره حتى سلم روحه لله .
وكان عاطف مبدع في كتابة الشعر وكذلك تميز بالمسرح وحصل على عدة جوائز منها جائزة ناجي نعمان العالمية .
وزاد : تزاملت أنا وعاطف في وكالة عمون عندما تأسست وكنا نكتب المقالات بطبعها الالكتروني الحديث وكان عاطف مبدع في الكتابة عن التراث الأردني والتاريخ المحكي الذي عايشه بطريقة جذبت قراء عمون والتي كانت كما زالت بأن تكون واحة الأردنيين في الداخل والخارج وكان أكبر أثر لعاطف على المغتربين بطريقة جذبه المميزة للمواضيع الذي يختارها .

وقال : علي ان لا أبالغ إن قلت أن هذه الشهرة ل عمون لم يصنعها سرعة الخبر فقط بل أولئك الكتاب الذين تميزوا بالمقالات الالكترونية المفتوحة .

أخيرا أقول إن موت أي مثقف بنوبة قلبية شيئا متوقع وليس مفاجئ لنكران المجتمع والحكومات للمثقفين والاعلاميين والأدباء الذين يجحدهم المواطن والحكومة ووزارة الثقافة .
وختم مات عاطف لانه لم يستطع أن يرى الأردن والوطن العربي يسير بما نراه نحن الان ... "