كلما فتحت الجريدة لأقرأها صارت تنتابني نوبة «عطاس شديد» لكثرة ما أقرأ أخباراً تتعلقّ بالأغنام وحركة «الخراف» في البلد، حتى بتّ أتمنى لو أنّي على صلة أو على علاقة بإحدى «الشلايا النائمة» المذكورة في الجرائد، والتي صارت تذكر سيرتها أكثر من أي قطاع آخر أو حزب أو شخصية أو تنظيم أو مؤسسة مجتمع مدني..
***
الخبر الأول قبل ثلاثة أيام: تحدث عن طلب الحكومة الاسترالية من الحكومة الأردنية..بضرورة حسن التعامل مع «الخراف الاسترالية» المستوردة وان تراعى حقوق الحيوان، اثناء النقل، والتجمّع،والمأكل والمشرب..
***
الخبر الثاني: عدد رؤوس الخراف المصدرة الى دول الخليج منذ بدء العام الحالي بلغ 350 ألف رأس من الماشية الحية..
***
الخبر الثالث نشر أمس: يتضمن تحذيراً من مختصين زراعيين، ينصحون فيه المستهلكين بعدم الإقبال على شراء الأغنام والخراف السورية التي قدمت من خلال التهريب خوفا من أن تكون هذه المواشي مصابة بتلوث إشعاعي من بلدها..
الملفت ان هذه الأخبار احتلت أماكن بارزة في الصحيفة ؛ إما في الصفحة الأولى أو على الأخيرة (اقتصادي)..مما استفزني للتعليق على الأخبار الثلاثة:-
بالنسبة لطلب الحكومة الأسترالية: فأنا على أتم الاستعداد لأخذ الخراف الاسترالية الصديقة، بجولة تعريفية في البلد قبل ان يتفلسفوا ويطالبوا بمعاملة حسنة..
أولاً : من حيث النقل، سأوقف باص «كوستر» على طريق الجامعة ثم أجرّ خروفا من قرنيه لأريه كيف الناس تجلس وتقف فوق بعضها البعض بحيث لا يستطيع الراكب أن «يحكّ» ركبته او يتناول «ألشلن الساقط» من جيبه أثناء الوقوف لشدة الازدحام..وبعد ان يرى «المحترف الاسترالي» بعينينه الخضراوين «حالتنا» أقول له :»شفت بعينك..أحّه ما اسقعك..تعال جاي»..ثم سآخذه الى أحد البنوك التي تقوم بصرف الدعم النقدي للمحروقات لأريه الازدحام على أصوله في صالة لا تزيد مساحتها عن 3 x3 م ..»شفت التجمّع..شفت الأزمة..تعال جاي؟؟..ثم أجره من قرنيه نحو شاشة «اللاب توب» لأريه خبراً منشوراً عن قرب تطبيق «البطاقة الذكية»...عندها سيخجل ويطأطئ رأسه..وللشدّ من عزيمته لن أتواني عن تشجيعه بالقول: الله وكيلك يا خوي زيي زيّك! إلك بطاقة والي بطاقة « شو بدّك بعد»؟؟؟.. أما بالنسبة للمشرب- يا قرابة- فإذا كان كل من يمرّ قربك «يعطس» من رائحة صوفك وقلة نظافتك..فانا من يمرّ قربي يعطس ويقحّ «و»يتشردق»..فالحنفية، مثل كأس العالم تأتينا كل أربعة أعوام مرة واحدة...
أخيراً، بالنسبة لخبر تصدير 350 ألف رأس الى الخليج..فأنا متيقّن تماماً ان الخراف كلها ذهبت بــ»فيزة عمل» وخروج بدون عودة..ما الذي يبقيها هنا؟؟..مرة تعداد سكاني، مرّة تخفيض حصة الأعلاف، مرة ضريبة مغادرة، ناهيك عن الترقيم، وخزق الأذان، وفحص الآباط، وعسعسة اللوايا الدورية المخجلة ..لذا اختاروا أن يتربّعوا على «سدر كبسة» معززين مكرمين هناك ..أهون مئة مرة من الموت اليومي واهانة الكرامة من خلال «المسكات» المشينة..
أما فيما يتعلّق بالخبر الثالث: حول خطورة شراء الخرا ف المهربة من سوريا بسبب احتمالية تعرّضها لتلوّث إشعاعي..!! سؤالي : من أين سيأتي التلوّث الإشعاعي؟؟؟..هل الخروف «باقي يشتغل بمفاعل فوكوشيما» أو الأخ زميل لــ»موردخاي فعنونو»..خالصة...يا اما بسهول درعا..أو بصحراء البصرى ...يعني لو قالوا التلوّث بسبب الكيماوي لكان أقرب للمنطق...أما حجة التلوّث الإشعاعي أعتقد انها ثقيلة قليلاً...
ثم ماذا تريدون من الخبر؟؟؟ أن تخيفونا من أكلها فقط لأنها مهربة ؟؟؟... صدقوني أني عاقد العزم على تناولها بإشعاعاتها ونوويتها مع مريس «زرين يورانيوم» منضب ولن أسأل..
تريدون أكثر؟؟؟؟..حتى لو كان الخروف معاه» إيدز» ماكله يعني ماكله!!
ahmedalzoubi@hotmail.com
الرأي