السيناريو الأميركي : ضربة واحدة و خمسون هدفاً؟!
ممدوح ابودلهوم
15-09-2013 09:47 PM
الأمر إبتدأً و فيما يخص الضربة الأميركية (المنتظرة!)على القطر السوري الشقيق هو أمرٌ ملتبسٌ وفي غاية التعقيد،ما ينبغي أخذه على هذا النحوالشاعري بين التبسيط تارة و بين التصطيح تارة أخرى، ذلك أن سوريا والنظام الأسدي تحديداً هي في الكتاب الأميركي لاعبٌ كبيرٌ ورئيس في منطقة الشرق الأوسط، وتتعلق به ملفات سياسية دسمة بين التكتيكي و الأستراتيجي منذ عام 1967 تنتظرها أجندات جائعة مستفزة و طازجة ، ولعل هذا يأتي في مقدمة المسوغات التي تقف عائقاً دون التسريع في ضربة العم سام آنفاً ..
لقد إتخذ الرئيس أوباما قرار الضربة والتي اختلفت المعلومات المتقاطرة من قارة التفاحة الحمراء حول موعدها، والذي اجمعت وسائط الميديا مساء الأحد الماضي على أنه سيكون بين شهريّ أيلول و تشرين أول، والستون يوماً هذه و التي يمكن تمديدها إلى تسعين يوماً هي المهلة التي حددها الكونغرس للرئيس أوباما في ضرب سوريا، بمعنى أن سبب التأخير وفقاً للمعلومة آنفاً هو لتأمين الغطاء المادي والمتمثل في موافقة الكونغرس على قرار الضربة ، ما يتقاطع مع القراءة التي خلصت إلى أن تأخير الكونغرس، يعود وبحسب هذه القراءة إلى خيار التريث الذي ربما جاء عدوى من قرار رفض مجلس العموم البريطاني،أما الغطاء القانوني فليس ملزماً إذ يستطيع أوباما وبصفته القائد الأعلى للقوات الأميركية المشتركة أن يأخذ القرار دون العودة إلى الكونغرس..
غير أن هناك أصواتاً أخرى أكثرَ حكمةً في مطبخ صنع القرار الأميركي، ترى أن التأخير قد يأخذ بحل الربع ساعة الأخير فيعطي الفرصة للحل السياسي،وأيضاً إعطاء مهله للتشاور مع حلفاء واشنطن في المنطقة دول الخليج والسعودية وإسرائيل، كما أنه سيساعد في دقة سيناريو الضربة بحيث يكون على قائمة المسوغات حماية الجوار السوري و إسرائيل أولاً ، أما إنتظار بريطانيا رغم حماسة رئيس وزرائها ديفيد كاميرون فلم يعُدعائقاُ،وبالمناسبة فإن ألمانيا قد رفضت المشاركة بينما وافقت فرنسا و بقوة، في حين أن حلف الناتو لم يتخذ قراره بعد بينما يميل الإتحاد الأوروبي إلى خيار عدم المشاركة ..
كُلُ أولئك وفي الأطارعدة عناوين مفصلية في غاية الأهمية تنضوي تحتها جردة حساب الأرباح و الخسائر لهذه الضربة، يأتي في مقدمتها تأكيد هيبة الولايات المتحدة في مواجهة الدب الروسي في المقام الأول،الذي يحاول إستعادة دوره قبل الحرب الباردة كقطبٍ ثانٍ في مقابل القطب الأول الأميركي..
على أن روسيا وعلى لسان رئيسها بوتين، والذي يتراجع يوماً إثر يوم عن تصلب موقفه في الوقوف الصريح مع نظام الأسد ضد الولايات المتحدة، لن يتمسك كثيراً بما صرحَ به غير مرة وهو أن مرجعية قرار الضربة والوحيدة هي الأمم المتحدة،حتى وإن راحت تبحر البارجات الروسية نحو الشرق الأوسط،مع أن لا قواعد روسية في المنظقة سوى قاعدة وحيدة في طرطوس مضادة للصواريخ وفق نظام ما يسمى بالقبة الحديدية، والتي صرح أوباما في محاولة لمغازلة بوتين انها (لن تمس!) أي لن تُضرب، مع أن محللين استراتيجيين وخبراء حرب رجحوا أن العم سام لن يفوت فرصة ضربها و الإعتذار فيما بعد بحجة خطأ تصويب!
في التحليلات وآخرما حُرر في هذا المقام فإن الضربة ستكونُ موجهةً لخمسين هدفاً إسترتيجياً هاماً ومعروفاً،كقصرأوقصوررئيس الجمهورية وقنوات الإتصال ومراكز قيادات الجيش والأمن والإستخبارات والطيران وغيرها من قوات النظام، إذ أن وعد البيت الأبيض أمام العالم و بخاصة حلفاء العم سام في المنطقة دول الجوار/دول الطوق و تركيا،هوعدم شن حرب هدفها العريض تدمير سوريا إذ ترى الولايات المتحدة على لسان مستشار الأمن القومي،أنه إذا كانت الخطوات المطلوبة لأسقاط الأسد هي خمس خطوات فنحن سنتوقف عند الخطوة الرابعة، و في التحليلات أيضاً وللحديث بقية أن السيناريوالأميركي بكله وكليله في مواجهة النظام السوري سيكونُ تجربةً عمليةً لا تمريناً وهمياً لضرب إيران..!