هل الجريمة في الاردن ظاهرة متنامية
19-01-2008 02:00 AM
يتسأل الناس في الاردن هذه الايام عن الاسباب المؤدية الى الزيادة في نسبة الجرائم وهل هي ظاهرة متنامية وخاصة قد هاتفني مجموعة من الاصدقاء من خارج الاردن بالاضافة الى الاستفسارات عن ذلك من خلال البريد الالكتروني مما دفعني الى ضرورة الكتابة حول هذا الموضوع مع ملاحظة ان المواطن اصبح يستشعر بذلك من خلال قراءته للصحف اليومية او الاسبوعية بالاضافة الى الصحافة الالكترونية ، وللوقوف على كافة الجوانب المرتبطة بذلك فانني ارى ان السبب في هذه المشاهدات من حيث هل هنالك تنامي في الجريمة ام لا وذلك على النحو التالي :1.ان الزيادة في عدد الصحف اليومية والاسبوعية وكذلك الالكترونية والمحطات الاذاعية على قناة الاف ام وبسبب التنافس الشديد فيما بينها ورغبة منهم في الحصول على الخبر ومتابعته بسرعة وما يسمى السبق الصحفي ونشر ما يجب ان ينشر وما لا يجب ان ينشر ومع الرغبة في تهويل الاخبار وحتى تلبي رغبة القراء في متابعة هذه الصحف فاصبحت الغاية لهذ الوسائل الاعلامية الخبر دون التمحيص فية ومدى تاثيره على كافة القطاعات في الاردن الاقتصادية والاجتماعية والامنية وحتى السياسية مما ادى الى الشعور لدى المواطن بان هنالك تنامي في هذه الجرائم وزيادة عن المالوف في نسبتها عن السنوات السابقة علما بان الصحف في السابق كانت تنشر مثل هذه الاخبار وانما بصورة منظمة خاصة تلك الجرائم التي تكون بحاجة ان يطلع عليها المواطنيين .
2.ان طريقة احتساب الجرائم تتم من خلال احصائيات موثقة سنويا من قبل ادارة المعلومات الجنائية التابعة الى مديرية الامن العام والموضحة في الجدول التالي
وذلك ضمن الاعوام السابقة والموضحة بادناه :
نوع الجريمة السنه 2004 2005 2006
الجنايات والجنح 6288 5636 6123
المخلة بالدين والاسرة 128 137 134
الجرائم المرتبطة بالاخلاق 1564 1430 1543
ومن خلال قراءة هذا الجدول يظهر انه بالنسبة لجرائم الجنايات والجنح لا يوجد ذلك الفرق الكبير في هذه الاعوام الثلاثة السابقة ، وكذلك الحال بالنسبة لجرائم المخلة بالدين والاسرة ، وايضا بالنسبة لجرائم المرتبطة بالاخلاق كالاغتصاب والزنا وهتك العرض والبغاء وغيرها وحيث اخترت هذا النوع من الجرائم في هذا التحليل لان غالبية الجرائم التي نقراء عنها في هذه الايام تقع ضمن هذه الجرائم ، ومن هنا لا نستطيع التحدث عن اي تنامي في الجرائم ضمن مؤشرات التحليل الاحصائي السنوي للجريمة ، وخاصة انه معروف علميا بانه يوجد دائما اختلاف في الجرائم من حيث نسبتها باختلاف الفصول الاربعة خلال السنة الواحدة وحتى باختلاف نوع الجريمة نفسها بحيث ان النسبة في فصل الصيف قد لا تكون نفسها في فصل الشتاء والعكس صحيح .
3 . من خلال مشاهدة لطبيعة الجرائم في الاردن يظهر في بعض الاحيان انه تكون هنالك تزايد مستمر لمجموعة من الجرائم في نفس الفترة قد تكون اسبوع او اكثر وكما حدث سابقا بما يسمى ابو شاكوش او الاعتداء على العاملين في الصيدليات او في بعض جرائم القتل والسرقات وكما كان يطلق عليها بجرائم (.......) لا اريد ذكر الاسم لارتباطها باحد العشائر الاردنية المعروفة ، وحتى في حوادث السير ايضا يتم ملاحظة مثل هذه الشواهد من حيث تزايد نسبتها في فترة معينه ، ولكن عند اجراء المقارنه بشكل عام على مدار السنه تكون ضمن المؤشرات السنوية المعهودة وقد يكون هنالك زيادة او نقصان بنسبة 10% .
4 .ان وجود في الاردن اعداد كبيرة من الوافدين ما يشكل نسبته 30 % من اعداد السكان ونتيجة لاختلاف الثقافة والديانة والتنشئة الاجتماعية فهذا بحد ذاته يساعد في اختلاف انواع الجرائم التي يتم ارتكابها من قبلهم بالاضافة الى التاثير في زيادة عدد الجرائم في الاردن .
5 . ان التنوع الثقافي وقلة الوازع الديني وتدني الارتباط بالعادات والتقاليد والرغبة في تقليد الثقافات المنحدرة الينا من خلال القنوات الفضائية ، وما يتبعها من تنوير الشباب على الحداثة في كيفية ارتكاب الجرائم قد ساعد ايضا في توجيههم نحو ارتكاب بعض الجرائم المختلفة عن البيئة الاردنية .
6 .ان الازدياد في التفكك العائلي وقلة تاثير الاسرة في تربية ابناءهم وعدم المتابعة الحثيثة لتصرفاتهم والسلوكيات الصادرة عنهم ، وانكفاء الوالدين نحو لقمة العيش وكيفية توفير الاموال للانفاق عليهم قد ساهم في زيادة نسبة انحراف الابناء وبالتالي التوجة نحو ارتكاب الجرائم .
ولذا فانني ارى ان ظاهرة الجريمة في الاردن ليست متنامية بشكل غير مألوف عن طبيعتها وانما ضمن تقديراتها النسبية ، داعيا الصحف اليومية والاسبوعية وخاصة الالكترونية البعد عن اساليب الأثارة في نقل الاخبار ووصفها كعناوين رئيسية بما يتناسب مع اهمية الخبر بالنسبة للقراء والمجتمع وذلك رحمة في سمعة الاردن وسمعة ابناءه .