تفتح الازمة المصريه الحالية بتداعياتها الدموية وتطاير النار في اجوائها مسارات عديدة لملفات اخرى في المنطقة , وتعيد الى الاذهان حكايات غابت عن الساحة مثل القدس وفلسطين , ويعود الملف السوري في قراءة مختلفة بعد موقف السعودية واخواتها ...
ما الذي جرى وكيف قرات دول عديدة الحدث المصري امور تشير اليها القضايا التالية :-
1- بعد عزل مرسي تحدثنا عن عودة ما يسمى بمحور الاعتدال العربي الذي عبر عن نفسه من خلال دعم سياسي ومالي للقيادة المصرية الحالية , وكان متوقعا ظهور مقاومة اخوانية لكن الامور بشكلها الحالي ولجوء الجماعة للعمل العسكري لم تكن حالة متوقعة بالصورة التي شهدناها , ولعل دول هذا المحور شعرت بحجم التحدي الذي تواجهه مصر , وظهر احتمال ولو كان بعيدا بان تدخل مصر مرحلة الفوضى الامنية والسياسية بصورة قريبة مما يجري في سوريا , وهذا الاحتمال يعني الكثير للمنطقة ويعني انتصارا للاخوان كحالة محلية ولمحورها الاقليمي كحالة خارجية , ويعني ايضا ان مصر الفوضى تعني حالة جديدة مع اسرائيل وفتحها امام حماس عسكريا , ويعني ايضا انتصارا لوضع مصري اعلن هذا المحور دعمه له مع بداية ظهوره .
دخول مصر مرحلة الفوضى السياسية والامنية احتمال تريده دول عديدة في العالم ليس حبا في الاخوان بل كراهية بمصر وخدمة لاسرائيل , وهناك تركيا التي تخوض معركة نفوذها في سوريا ومصر وتتكأ على الاخوان وقطر , وهناك حالة التردد داخل الادارات الامريكية في الكونغرس والبنتاغون والبيت الابيض والمخابرات .
الموقف السعودي الحاسم وعلى لسان خادم الحرمين وما تبعه من مواقف حاسمه من دول المحور كان رسالة اقليمية بان معركة مصر اقليمية وعربية وان هناك ادراكا لخطورة الحالة المصرية .
2- ومرة اخرى تدفع جماعة الاخوان ثمنا لادارتها السلبية لعلاقاتها العربية خلال العامين الاخيرين سواء من خلال تعامل ادارة اخوان مصر او التنظيمات المحلية , ومن الطبيعي ان تقوم الدول التي تضررت من ذلك الاداء بالتحول الى عدو استراتيجي للجماعة والسعي بكل امكاناتها للحد من نفوذ الجماعة ومواجهتها , وزاد من العداء للجماعة الاداء غير الناضج من بعض القيادات المحلية وحالات الاستفزاز والاستعداء للجماعة نتيجة الخبرة المتواضعة جدا لمجموعات تصدرت قيادة الجماعة في اكثر من صعيد .
3- اما القدس وفلسطين فقد عادت اليوم في تفسير بعض الجماعة لما جرى لمرسى وجماعته , واعتقد انه استخدام بائس لان القراءة البحثية لكل خطابات مرسي خلال عام من حكمه لم يجد فيها ذكرا لاسرائيل او هجوما عليها , بل عين مرسي سفيرا مصريا جديدا في تل ابيب ولم يقدم حكمه ضد السفارة الا الحماية كما كان الحال قبله , ولم تتعرض تل ابيب لاي تهديد من حكم الاخوان ولا حتى مظاهرة المصريون لم يعزلوا مرسي لانه قرر ازالة اسرائيل , وليس لانه قرر تحكيم الشريعة فهذان ملفان كانا خارج الاداء الاخواني , لكن المشكلة كانت في عقلية التنظيم وفشلها في ادارة الدولة , ولهذا فكل حديث يربط بين القدس والمشروع الاسلامي مع احداث مصر , حديث يحتاج الى مراجعة .
4- اما سوريا فهي اليوم في خندق مشترك مع معسكر الاعتدال في مساندة مصر , فالاخوان عدو مشترك للطرفين , ولعل في موقف محور الاعتدال حديث يمكن للنظام السوري الاستفادة منها سياسيا , وهي دعم هذه الدول لمصر في سعيها لفرض القانون ومحاربة الارهاب والضلال .
اعلم جيدا ان هناك اختلافات كبيرة بين الحالتين المصرية والسورية لكن هناك ايضا تقاطعات وبخاصة فيما يتعلق بالقاعدة وغيرها .
5- اما قطر في العهد الجديد فانها ارسلت رسالة تحمل الجديد من خلال تقديمها دعما اقتصاديا من الغاز للحكم المصري الجديد لكنها استمرت بذات محددات موقف الحكم القطري السابق , وهذا يشير الى عدم حسم لبعض المسارات او ان قوة وتسارع الاحداث اكبر من سرعة اجراءات التغيير .
الرأي