أمن الأقليم على المرجل الأميريكي ؟!
ممدوح ابودلهوم
12-09-2013 03:56 AM
لست أعتقد ولو للحظة مُقطعة من وقت هذه المرحلة المفخخة بصاعق الخراب، أن الضربة الأميريكية المؤكدة على ضرورتها ليست و بغير قراءة الحل القاطع أو المثالي ، الذي يحقق وقت المنظور الأميريكي الهدف الرئيس المرتجى لهذه الضربة ألا وهو أسقاط الأسد، بتقييم ما يُسمى في علم العسكرتاريا بتقدير الموقف على أرض الواقع فإن آخر من يتأثر بالضربة هو الرئيس الأسد، ناهيك بأن تلك الضربة ستكون الشرارة الأولى التي ستشعل فتيل المار في سوريا فدول الجوار / دول الطوق ثم الأقليم –مع التنوية ووقف التقديم آنفاً و أيضاً جردة حساب للذي يجري بين أميركا وحتى سوريا ومن ورائيهما المجتمع الدولي ليسوا على استعداد لخوض حرب عالمية رابعة لأجل عيون الشعب السوري بل و العرب بإجمال ..
تأخير الضربة فيما بات معلناً ليس سببه التلويح الروسي الذب بدأ تهديداً و أنتهى تراجعاً وما مبادرة بوتين الا واجهة لهذا التراجع ،ليس سببه أيضاً حصافة الحوار بين أعضاء الكونغرس و الذي سيفضي بالضرورة إلى رجاحة القرار حتى لو كان الأذنبالضربة ما عنوانه العريض مصلحة العم سام،وهو قرارٌ لا بد استطلاع أسفرت نتيجته عن أن 59% يعارضون الضربة، أما أخذ الوقت ببحث المبادرة الروسية و الحوارات حولها من لدن البيت الأبيض و الخارجية الأميركية و الأمم المتحدة بهدف الموافقة المؤكد عليها في نهاية المطاف ، فهي أميركية كما مضغة اللبان لتزجيه الوقت بهدف إلهاء المجتمع الدولي و أولاً الدب الروسي، عن الضربة القادمة لا جدال إذ أن ساعة الصفر قد وُضعت داخل المربع الحديدي البيت الأبيض و الدفاع البنتاغون ووكالة المخابرات المركزية و الخارجية أما قرار الكونغرس فمجرد ماكياج و ليس غير لتجميل الضربة !
الأمن الأقليمي و ربما الأمن الدولي خالصة وحده العالم سيكوناً سجالاً للغليان أو الأحتراق بين مرجل الأسد أو على المرجل الأميريكي ، فتركيا على صفيح ساخن و لبنان الأمتداد الجغرافي و التواشج الديمغرافي مع إطلاق اليد الطائفية الأخرى لنظام الأسد حزب الله الشيعي بزعامة نصر الله،كل أولئك جعل لبنان المنهك أصلاً نتيجة للحروب الصغيرة طائفياًو عائلياً ساماً هملاً و على شفير الهاوية – بإعتباره شئنا أم أبينا جزءاً من سوريا كما سبق و ألمحنا ،ثم و لعله الأهم لم يُشر أيّ تحليل شرق أوسطياً أو غربي العم سام تحديداً، إلى أي علاقة بين ما يجري في مصر-خارطة التقسيم جاهزة 3 دول قبطية مدنية و إسلامية (!) وبين ما يجري حالياً في سوريا و ربطه جيوبوليتكياً مع ما وراء اكمان الضربة القادمة ، أما إيران فذراعها الطائفية الشيعية في لبنان، و الأخرى العسكرية تحارب في الداخل السوري ،أما أظلافها مائياً فأسطولها الذي كان أيام الشانشاهية بدعمٍ معلنٍ من الدب الروسي وغير معلن من العملاق الصيني، أما باقي أقطار الجوار و منها دول الطوق فمنصات الصواريخ الأسرائيلية على الأهبة دعماً للقواعد الأميريكية في الأٌقليم كقاعدة عيديد في قطر و انجيرتك في تركيا و غيرها ، و محلياً وفي معزلٍ عن تطمينات الحكومة التي نُقدر و نحترم ،فإن سيناريو الضربة ليس على مائدتها المستديرة حتى تحيز بين حسابيّ السرايا و القرايا و بمعنى أن البلل لابُد محسوم!
لسنا نعلم علم اليقين لماذا تأخر الغرب مثلاً بالبيت الأبيض عامين و نصف على الدم السوري المراق،كي يحاولوا عبر الضربة لي ذراع و الأدق اسقاط النظام بحجة استخدامه الكيماوي تخصيصاً و امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل تعميماً، وهل كان يجب أن يستشهد 1300 بغاز الكيماوي ناهيك بالآف الجرحى و المصابين بين أطفال و نساء و عجزه كي يستفيق العالم فيؤدب النظام الحاكم؟ حتى أن ناشطين و دعاة حقوق إنسان و كترجمة عملية و كموقف إنساني بإزاء جرائم الأسد،يجمعون لإعادة تعريف القوانيين الدولية المتعلقة بحقوق الأنسان و الجرائم التي تُنتهك بحق المدنيين من جديد متنورين بما جاء في جنيف الفارطو جنيف 2 المؤجل (!) حتى أن العوبة المبادرة الروسية لوضع ترسانة الكيماوي الأسدية، تحت المراقبة الأممية، ما هي إلا التفاف صارخ على وضع الحقيقة أمام المجتمع الدولي من جهة و حركة مفضوحة لتقوية النظام من جهة أخرى ..
خلف الأبواب المغلقة،خلوصاً، يدور الحديث حول مخاوف العم سام و الأمم المتحدة من وصول الجماعات الإرهابية إلى السلطة بعد سقوط الأسد الغير مؤكد حتى تاريخه، و أنا أشير هنا مثالاً لا حصراً إلى ما يُسمى بجبهة النُصرة و التي أتقاطع مع القائلين لتبعيتها إلى القاعدة ،مع أن المدعو أبو محمد الجولاني بايع الظواهري خليفة بن لادن أمير القاعدة ، و التخوف الأميركي يعود إلى نهايات كانون ثاني هذا العام و مرده إلى الوحدة بين هذا الجولاني أمير جبهة النصرة، و البغدادي القرشي أمير القاعدة في العراق ما نتيجته هو إيقامة دولة العراق و من مصدر آخر إمارة الرافدين الإسلامية ، أما باقي قوى المعارضة و الجيش الحُر فما ينسحب على النصرة لا ينسحب عليهم و بخاصة تيار الإتلاف السوري و تيار بناء الدولة السورية و مهما يكن و بحسب هشام مرّوه عن تيار الأتلاف فإنه تحت الضربة أم لم تتم فإن الثورة ستموه ذلك أن الثورات على ضعفها و بدروس التاريخ لابد و أن تنتصر في نهاية المطاف ..