عمدة عمان .. مثال على الإصلاح
د.خليل ابوسليم
11-09-2013 02:54 AM
أخيرا انتهى الماراثون نحو المنصب الأهم في المحسوبيات حيث تم الكشف عن هوية عمدة عمان الجديد، بعد معركة عسيرة خاضتها الحكومة ومارست خلالها دوائر النفوذ المختلفة شتى الضغوط من اجل أن يحظى احد محسوبيها بذلك المنصب العريق.
اليوم بانت هوية العمدة الجديد، وهو الأمر الذي استغرق الحكومة وأغرقها في مستنقع من الواسطات والمحسوبيات فالكل يريد توصيل (زلمته) إلى سدة الأمانة.
إذا كانت الحكومة قد استغرقت كل هذا الوقت في البحث عن أمين لعمان، ترى كم ستستغرق من الوقت وهي تبحث عن علاج لمشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية المزمنة؟ أم أن هذا كله كان عبارة عن مسرحية الهدف منها لفت الأنظار عن مشاكل جسيمة اكبر من ذلك بكثير.
أرجو أن لا يفهم من هذا أنني ضد الأمين الجديد، فهو رجل معروف على المستوى المحلي من خلال تقلده للعديد من المناصب والتي بدأها كما هو موضح بسيرته الذاتية بموظف لمدة شهر واحد في البنك العربي إلى أن وصل إلى لقب معالي.
من ساهم في جعل منصب عمدة عمان محط أنظار الكثير من الطامعين والطامحين به، هو تصرفات المسئولين التي كانت وما زالت تغض الطرف عن سلوكيات الأمين من خلال الصلاحيات المطلقة التي يتمتع بها والتي تتجاوز صلاحيات رئيس الوزراء في الإنفاق والتعيين، الأمر الذي جعلها تستهوي الكثير من الباحثين عن الشهرة والثراء والبقاء تحت الاضواء.
لقد بات معروفا سلفا، وفي الأردن على وجه الحصر إمكانية التنبؤ وبدرجة عالية من الدقة بالشخص القادم لموقع المسئولية بمجرد أن يخلي الشخص المغادر موقعه الذي لا يعرف لماذا أُسند إليه ولا كيف غادره، وليس أدل على ذلك من تشكيل الحكومات والانتخابات النيابية وتعيينات الأعيان، ولن نهمس بأسماء السفراء والمفوضين في الخارجية!
السبب ببساطة متناهية هو أن الحكومة مهما تغيرت شخوصها فهناك صندوق أسود يتم سحب الاسم من داخلة، بالطبع هذا الصندوق لا يحتوي على أي من أبناء الحراثين أمثالنا، فهو حصرا للمسئولين السابقين، وفي حال رغبت الحكومة بتجديد الدماء بهذا الصندوق، فلديها خزان احتياطي هائل من أبناء الذوات والمسئولين.
كتبنا أكثر من مرة عن لعبة تدوير الكراسي، وما زلنا نبحث عن إجابة لسؤال واحد لا ثاني له، وهي ما هي الحكمة المنشودة من تدوير الشخص منذ نعومة أظفاره إلى أن يتغمده الله برحمته في دورة كاملة على كافة مناصب الدولة السياسية والخدمية والثقافية ...الخ.
فهل عجزت الأردنيات عن إنجاب أشخاص يمكنهم تقلد سدة المسئولية باستثناء من حباهم الله سمة الواسطة والمحسوبية؟
ثم بعد ذلك تتشدقون بالإصلاح!!!
kalilabosaleem@yahoo.com