facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التفرد باتخاذ القرار *د.عودة الله منيع القيسي

10-09-2013 12:33 AM

تعديل حكومة رئيس الوزراء الثانية والتفرد باتخاذ القرار
د . عودة الله منيع - القيسي
التعديل الاول الذي أجراه الدكتور عبد الله النسور على حكومته الثانية - عليه ملاحظتان كبيرتان :
الاولى : أنه لم يعين له - نائبا .
الثانية : أنه لم يعين ولا واحدا من اعضاء مجلس النواب .
فماذا يعني هذا ؟
يعني أن رئيس الوزراء مصمم على التفرد باتخاذ القرار كما هو دأبه , منذ أن عين رئيس وزراء .

لان عدم تعين نائب له يعني انه لا يريد لأحد ان يشاركه في اتخاذ القرار ؛ لأنه لو عين نائب رئيس .. فلا بد , او على الاغلب , ان هذا النائب لا يرضى ان -يهمش- وانما يطالب بأن يستشار , وأن يكون لرأيه اعتبار ( وقد حدث قبل حوالي عقد ونص ان استقال الاستاذ ذوقان الهندواي , عندما كان نائبا لرئيس الوزراء , لان رئيس الوزراء - همشه . ولا ريب ان هذا من الاسباب التي تقصر في مدة خدمة رئيس الوزراء , في منصبه ) .

ولم يعين رئيس الوزراء وزراء من النواب , لان النائب ينتمي الى كتلة ولذا .. فهو مدعوم من كتلة . ولذا .. لا يقبل بالموافقة على اي قرار يتخذه رئيس الوزراء , وهو غير مقتنع به . فاذا كان النواب الذين دخلوا الوزراة مثلا ثمانية , وكانوا من ثماني كتل او ست كتل , ثم اختلف رئيس الوزراء مع بعضهم , وقرر باقالته لشهوة التفرد باتخاذ القرر , فانه من باب الاحتمال الكبير .. أن يستقيل كل الوزراء النواب , تضامناً مع زملائهم , واحساساً بما ادى برئيس الوزراء , باقالتهم هذا البعض . عندئذ .. كما يعرف كل عاقل ان الكتل التي منها هؤلاء الوزراء , وعددهم غالباً اكثر من نصف اعضاء مجلس النواب سيطلبون عقد جلسة , لطرح الثقة في الحكومة . والذي لا شك فيه انهم سيسقطونها .. لهذا تجنب رئيس الوزراء تعيين اعضاء في الوزارة من النواب .

أما سائر الوزراء الذين يعينهم رئيس الوزراء بالاتفاق مع جهة اتخاذ القرار السياسي .. فانهم ياتون , اساساً , وقد حددت لكل منهم مهامة , فلا يملك ان يتجاوزها ,. ثم .. كل منهم يعلم انه – اذا وَقَفَ مناقشاً رئيس الوزراء , ومخالفاً رايه , فانه سيخرج من الوزارة , في اول تعديل . ولذا .. فهو يحاول جاهداً أن يرضي رئيس الوزراء , ولا يخالفه ..

وبهذا التخطيط يطمئن رئيس الوزراء انه –متفرد– باتخاذ القرار .

مقابل هذا النهج , أنا أرى ان الوعي الهائل الذي ملأ نفوس الناس , مثقفين , ومفكرين و وعاديين وعيَهم بوجوب سيادة اليمقراطية , والحرية والمساواة , والعدل , واتخاذ القرار بالاغلبية الجماعية ,, متقدم على هذا النهج التفردي الذي ينتهجه رئيس الوزراء ..
ما المخرج من ذلك ؟
المخرج –كما أراه– ان جلالة الملك , بصلاحياته الواسعة , عندما يعين رئيس وزراء – ي رئيس وزراء– أن يعين الى جانبه نائباً للرئيس تعييناً , وأن يكون للنائب وصف وظيفي تحدد فيه صلاحياته , ومشاركته في عمل مجلس الوزراء . وأن يتضمن ذلك الدستور او القانون . ولا ضير أن مثل هذا .. غير جارٍ في السابق , لأن المرحلة الجديدة تختلف عن المرحلة القديمة , ولأن الوعي الذي ملأ نفوس الناس .. ينزع بهم – بالحاح – الى عدم تفرد احد باتخاذ القرار , لما لذلك من اضرار .

وان يعين رئيس الوزراء نصف الوزراء من النواب , موزعين على الكتل . ولا ينفع ان يغض النظر عن تعيين نواب وزراء , حتى تكبر الاحزاب ( الذي قد لا يكون كبرها قبل ربع قرن ) ثم لا ينفع أن يشكل الحزب الحائز على الاغلبية – في مجلس النواب أو الحزبان المتحالفان – الحكومة . ( علماً اني لا أرى أن يشكل الحزب الفائز او الحزبان المتحالفان الحكومة – خلافاً للغرب – لماذا ؟ - لأن الاحزاب , عندنا , ايديولوجية , والحزب الحاكم أو الحزبان – يقصدان أن يغيرا – بِنية – المجتمع , تبعاً للأيولوجية . أما الأحزاب , عندهم , فخدماتية –إصلاحية , فلا تغيير – لبنية – المجتمع سواءٌ – أفاز الحزب الديمقراطي – في أمريكا , مثلاً – أم فاز الحزب الجمهوري – وأمامنا دليل واقعي لا يكذب ؛ فقد سقط حكم الحزب الواحد في مصر , ونحن نرى الجرائم التي يرتكبها الحزب الواحد في سوريا , وسيسقط كذلك في تونس ) .
نحن ننظر الى الواقع الناجح الذي يقود الى مستقبل ناجح . وهذه النظرة تقتضي أن يكون نصف الوزراء من كتل النواب – بنص الدستور و القانون . وهذه النظرة هي التي تتماشى مع وعي النفوس- وان يكون نصفهم الآخر – لا من هؤلاء الوزراء – المملى عليهم , والمستلبين , وأنما عن طريق مشاركة جميع الاحزاب , والتجمعات , ولو على دورات وزارية , لا دوراة واحدة – ان هذه المرحلة الانتقالية او التي يراد لها ذلك , بما يعمرها من وعي – تستوجب مثل هذه الحكومات المتنوعة الممثلة لجميع الاطياف والتجمعات , حتى ننهض ببلدنا , ونرضى شعبنا , ونصل الى برّ الامان . ثم .. أن تتخذ القرارات , بعد النقاش , باغلبية الاصوات – يضاف الى هذا .. أن تكون هذه المؤسسية متبعةً في الوزارات والدوائر – كل مسؤول يساعده لجنة من مسؤولي الوزارة او الدائرة , في اتخاذ القرار بالأغلبية – ايضاً . ولا يجوز أن ينحني احداً منهم – لخلاف معه – وانما تبتّ في الخلاف المحكمة الدستورية .
بهذا .. نخرج من دائرة نهج القرار – الفردي – الذي يساوي نهج الدكتاتورية والاستبداد والفساد , وعدم الحرية الفعلية وعدم العدل والمساواة والانصاف – ويساوي عدم قيام القرار الجماعي الذي ياتي من رأي الاغلبية , بالتصويت , وهو اصّح من رأي الفرد .
والحق .. أن الفساد الاكبر .. ليس احتياز المال العامّ او المال الخاصّ , بأيّ طريقة من الطرق الشيطاينة . وليس تعيين من لا يستحق واقصاء من يستحق , ولا وضع الشخص في المنصب الذي لا يستحق عن طريق الواسطة والمحسوبية , والرشوة , وما تتبعه الماسونية
من أساليب , هذان النوعان من الفساد - كلُّ منهما فساد - كبير .
ولكن ليس هو - الفساد الأكبر – انما الفساد الأكبر - هو التفرد - باتخاذ القرار !! ( وهذا ينطبق على كل الدول العربية , ودول العالم الثالث . اما العالم الاول فهو يعمل بذلك ) .
لأن احتياز المال العامّ .. يخسر البلاد – حوالي عشرين بالمئة – من دخلها ؛ ولان وضع الموظف في المكان الذي لا يناسب يخفض من الانتاج – بنسبة عشرين الى ثلاثين بالمئة .
اما – التفرد – باتخاذ القرار – فيجعل شخصا واحداً , بأهوائه , ورغباته , وتوجهاته , بلى وبقدراته العقلية المحدودة , مهما كان . من دون دعم العقول الاخرى , وحتى لو كان عبقرياً , وما أقل العباقرة !
اما هذا التفرد فهو الذي يقود الوطن ايَّ وطن الى – الدمار – لان التفرد باتخاذ القرار – يلغي الديمقراطية الحقة , ويلغي الحرية والعدل والمساوة , ويكرس نهج الاستبداد والفساد . وذلك .. ما يجعل نفوس الناس – تنكمش – تنطوي على شعورها بالظلم والفساد , وعدم استقلال الرأي , فلا يكون انتاج مُرضٍ , ولا يكون اخلاص للعمل , بل ولا يكون ابداع – فيدخل المجتمع في طور من الانحطاط النفسي , والاخلاقيّ , والابداعيّ , والفكريّ . وهذا .. هو الخراب والدمار .
ان تحول منهج الحكم الى التشاور والنقاش , واتخاذ القرار – بالاغلبية – على جميع المستويات .. يرتفع بالبلاد الى التحضر والازدهار : تنطلق – الحرية والمساواة , والادارة الحكيمة – الى الابداع والابتكار , والى انتهاء العَوَز والفقر والجوع , والى أن تصبح الفوارق بين طبقات المجتمع فوارق محدودة , بحيث لا تكون الطبقة الغنية تطاول السماء , والطبقة الفقيرة تغوص في اعماق الغبراء .. ان اتقاذ ايِّ مجتمع لا يكون بغير ذلك . ان الاستبداد بالرأي والاجراءات الذي تجذر نهج عهود الظلام .. لا تصلح به حياة , ولا يُبقي على كرامة , ولا يزيل جوعاً وفقراً وظلماً , وهده تساوي كفراً .
واذن .. فان مطلب – الغاء – التفرد بالقرار , بما اسلفنا من اقتراحات , ومن تحليل – هو مطلب عاجل – عاجل .. لا يحتمل الارجاء .





  • 1 محمد 10-09-2013 | 03:20 PM

    أسألك بالله يا دكتور هل تشعر بأن رئيس الوزراء يتفرد في اتخاذ القرارات؟..........؟


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :