عمون - تزامن الحديث بين ما نشرته صحيفة يدعوت احرنوت, وما صرح به عبدا لله نسور رئيس الحكومة الأردنية, حول مشروع تبادل المياه بين الأردن والكيان الصهيوني. ولتلخيص ما أورده النسور نورد ما يلي:
ناقل المياه سيوفر تحلية 100 مليون م3 بكلفة 980 مليون دولار.
مجلس الوزراء وبعد استكمال الدراسة قرر السير بالمشروع( ناقل البحرين)
جر المياه من العقبة إلى الريشة لتحليتها فتنقل المالحة إلى البحر الميت وبينما تنقل المياه المحلاة جنوبا باتجاه العقبة.
يتم تخصيص جزء منها لمحافظات الشمال (المفرق،وجرش واربد وعجلون) ... كيف؟؟
تزويد هذه المحافظات ب 20 مليون م3 من مياه سد الوحدة
بسبب ارتفاع أجور النقل سنشتري مياه من طبريا لتزويد محافظات الشمال, ونبيع مياه محلاه في الجنوب.
نبيع المياه المحلاة بسعر التكلفة 1 دينار/ م3 ونشتري المياه ب بثلث دينار.
ولتلخيص ما ورد في الجانب الإسرائيلي (يدعوت احرنوت وموقع عرب 48 تقول ما يلي):
السلطات الإسرائيلية وعمان تجريان اتصالات متقدمة حول تبادل المياه.
تقام منشأة لإزالة ملوحة مياه البحر وتحليه 85 مليون م3 منها 35 مليون م3 لاستخدامات العقبة والجنوب وبيع 50 مليون م3 لإسرائيل.
بالمقابل سيتم تزويد محافظات الشمال بكمية 50 مليون م3 من بحيرة طبريا.
المشروع هو لحل مشكلة تزويد المياه لايلات والنقب.
هذا المشروع يعفي إسرائيل من إقامة محطة تحليه مستقلة في ايلات. كما يعفيها من الارتباط بما يسمى مشروع المياه القطري الذي ينقل المياه من طبريا إلى النقب وهي مشاريع ذات تكلفة عالية.
هناك حديث حول منحة من البنك الدولي لمشروع قناة البحرين قيمتها 5 مليار دولار، بشرط أن تقلص الأردن حجم الدعم الحكومي. كما إن الأردن سيضطر لتجنيد 2,6 مليار دولار للمشروع
ترمي الخطة إلى إيجاد آلية بديلة لما ورد في اتفاقية وادي عربة من تحويل 50 مليون م3 سنويا من إسرائيل إلى الأردن.
ولمناقشة ما طرحه رئيس الوزراء الأردني ببضعة اسطر, نقول إن هناك قضايا غير واضحة وغير مفهومة.
يقول الرئيس إن المشروع سيكلف 980 مليون دينار, في حين يقول الجانب الإسرائيلي إن المشروع هو مرحلة من مراحل قناة البحرين وعلى الأردن تجنيد 2,6 مليار دولار.
يقول الرئيس إن بيع المياه المحلاة في الجنوب وشرائها من بحيرة طبريا (غير منقاة ) بسبب ارتفاع تكلفة الضخ من العقبة إلى الشمال. ولكنه لم يقل لنا كم هي تكلفة تنقية مياه بحيرة طبريا .
ولكن الرئيس يناقض نفسه ويقول، سيتم إعادة المياه المحلاة من الريشة إلى العقبة ليتم تخصيص جزء منها لمحافظات الشمال المفرق واربد وجرش وعجلون. وأنا أسال دولة هل ستنساب هذه المياه انسيابا طبيعيا اوستتسلق الجبال دون ضخ؟ أم أنها ستضخ... فأين التوفير إذا!؟
يقول دولة الرئيس وسيتم تزويد هذه المحافظات بعشرين مليون متر مكعب من مياه سد الوحدة. وأود أن اذكر دولة الرئيس بالحقائق التالية عن سد الوحدة.
سد الوحدة افتتح عام 2005
تراوح التخزين طوال السنوات السبع من عشرة إلى عشرين مليون متر مكعب منها 5,5 مليون متر مكعب تخزينا ميتا لا يمكن ضخه.
عشرة مليون متر مكعب يمكن الاستفادة منها وتذهب إلى إسرائيل بموجب نصوص اتفاقية وادي عربة, والتي خصصت 25 مليون متر مكعب سنويا من مياه السد لإسرائيل.
في معظم النشرات المائية الرسمية عن تخزين السدود, ترد عبارة (باستثناء سد الوحدة )أي انه ليس مخصصا لنا.
تعتبر إسرائيل أن الأردن مدين لها بخمسة عشر مليون متر مكعب تقريبا, لم تأخذها من السد، ولذلك تخصمها من التزاماتها بإعطاء الأردن 55 مليون متر مكعب من بحيرة طبريا ، ولم تضخ للأردن إلا 35 مليون متر مكعب تقريبا.
بعد كل هذا أريد من دولة الرئيس أن يجيبنا كيف سيعطي محافظات الشمال 20 مليون متر مكعب من سد الوحدة.
على المستوى الوطني
أولا: ستضخ المياه المحلاة من الأردن إلى النقب,
ويجب أن نذكر الحقائق التالية لتعرفوا لمن سيضخ نظام الحكم الأردني مياهنا المحلاة.
مساحة النقب 12 مليون دونم, وقد اقر الكنيست (قانون برافر) والذي ينص على هدم بيوت العرب في النقب وترحيل 50 ألف منهم وتوطين مئات ألاف اليهود مكانهم.
مدد الاحتلال خطته لتعزيز مستوطنات النقب وخاصة مستوطنة سيروت والمستوطنات المتاخمة لقطاع غزة.
يقوم الكيان الصهيوني بهدم قرى النقب العربية وتقوم كتائب المقاومة بإطلاق الصواريخ على المستوطنات اليهودية هناك.
.
هدم الاحتلال قرية العراقيب 50 مرة منذ عام 2010 وكان سكانها يعيدون بناءها .
تتزامن مشروعات توطين ملايين اليهود في النقب, مع دعم من نظام الحكم في الأردن بتوصيل مياه ناقل البحرين, ودعم من نظام الحكم المصري بتوصيل الغاز المصري, وذلك لإنارة المشروع الاستيطاني وتزويده بالمياه, وترحيل 100 ألف عربي من قرى النقب. ( وهذا يعني أن الدعم يلغى عن الاردنين ويقدم للإسرائيلين)
تم نقل قاعدة عسكرية خامسة إلى النقب, تشمل قاعدة الاستخبارات التي تضم كافة الوحدات التكنولوجية للاستخبارات العسكرية, والكلية التكنولوجية التابعة لشعبة التصنت.
ثانيا : ضخ المياه من بحيرة طبريا إلى الأردن
المجرب لا يجرب.
لقد ثبت أن الكيان الصهيوني ضخ إلى الأردن مياه برك الأسماك الملوثة والتي لم تعد صالحة لتربية الأسماك. كما انه ضخ مياه ملوثة بالطحالب والزيوت وعجزت محطة زي عن تنقيتها . فلماذا ندخل في التجربة مجددا؟ ولم يتحدث احد عن التكلفة الحقيقية لتنقية هذه المياه, علما أن الجانب الأردني لم يشترط مواصفات لهذه المياه, بينما اشترط الجانب الاسرائيلى نوعية المياه بجاني كميتها.
ثالثا : سد الوحدة
لم تستفيد محافظات الشمال من مياه سد الوحدة لغايات الشرب، كما منع المزارعون من الزراعة حول السد، وتقوم الأجهزة الرسمية الأردنية بإتلاف كل المزروعات لمزارعينا الذين يحتاجون لكل الدعم، ولا يتم ذلك بالطبع إلا بالتنسيق والتعاون مع إسرائيل ولصالحها.
رابعا : المياه الجوفية الأردنية في ألحمة
حينما تدفق بئر ألحمة الشهير بكميات هائلة من المياه أتلفت الحفارة من شدة تدفقها, وشكلت نهرا في المنطقة’ اختفى الحديث عن ذلك البئر ولم يضخ منه لمحافظات الشمال شيئا, وخاصة بعد أن قام الكيان بحفر أبار قريبة من المنطقة سحبت المياه الجوفية من باطن الأرض ورافق ذلك صمت النظام الأردني المطبق.
خامسا: موافقة إسرائيل
بتاريخ 30-8-2013 صرح وزير المياه الأردني:
(يجب على الأردن الحصول على موافقة إسرائيل لان البحر الميت مشترك)
وانأ اسأل السيد الوزير : هل أخذت إسرائيل موافقة الأردن على مشروعها الجديد والمسمى بحيرة شالوم MED – DEAD
وبما أن هذا المشروع الجديد هو الرابع حول قناة البحرين فاسمحوا لي أن ألخصه لكم ببضعة اسطر, ضمن ما يسمح به الوقت, واعرض عليكم 6 صور له وهي من مصادر إسرائيلية
مشروع بحيرة شالوم SHALOUM LAKE MED DEAD
يشمل المشروع ما يلي
بناء حوض على ساحل المتوسط.
حفر نفق بطول 72 كم وقطر 10م ينقل المياه من المتوسط بالانسياب الطبيعي تحت مستوى سطح البحر إلى بحيرة شالوم.
بحيرة شالوم مساحتها 3 كم2 وعمقها 80م تقع جنوبي وادي قمران وتبعد 20كم عن القدس لتكون نقطة جذب سياحية.
تسقط المياه من بحيرة شالوم إلى البحر الميت لتولد 2500 ميجاوات كهرباء للبيع.
يتم التحكم اليدوي لتدفق المياه عبر النفق من خلال 3 بوابات.
يتوقع المشروع رفع مستوى البحر الميت إلى 395 متر تحت سطح البحر خلال أول 7 سنوات.
سيتم المحافظة على مياه البحر الميت في بعض المواقع وعدم مزجها مع مياه المتوسط للأغراض السياحية.
بعد هذا المشروع من حقنا أن نسأل وزير المياه الأردني ومن هم فوقه فيما إذا أخذت إسرائيل موافقة الأردن على هذا المشروع لان البحر الميت مشترك.
دراسة البنك الدولي
شملت دراسة البنك الدولي عدة خيارات :
الأول: نقل مياه إلى الأردن من المتوسط.
الثاني: نقل مياه من تركيا عبر أنابيب أرضية.
الثالث: نقل مياه من الفرات عبر خط ناقل إلى الأردن.
الرابع: تحليه مياه الأحمر على خمس مراحل تهدف في النهاية إلى تحليه 2150 مليون م3 من المياه.
بما أن الأردن يتعامل بغموض حول هذا الموضوع, فمن حقنا ألان أن نسأل كيف يمكن أن يسير خياران من خيارات البنك الدولي في نفس الوقت وبالتزامن فهل مشروع شالوم ليك هو ضمن الخيار الأول ؟
وهل مشروع تحليه مياه الأحمر على خمس مراحل ضمن الخيار الرابع؟
دكتور مهندس
ســفـيـان الــتــل