لا زالت ذكرى صور الضحايا والدماء وقد تصدرت الشاشات في ليبيا والعراق وافغانستان والصومال واليمن ، ولا زالت هذه الدول مُهددة بالتحول إلى دول فاشلة وأحد أهم اسباب وصول هذه الدول إلى هذا الحال هو شهامة الولايات المتحدة الأمريكية التي تَهُب لنجدة الضعيف وإحقاق الحق وإقرار مبادئ حقوق الانسان وتجذير الديمقراطية كلها كليشيهات تتصدر الميديا الصهيونية في العالم لتسويغ تدمير الشعوب والأوطان ، فأمريكا باتت الدولة التي تُمارس الإرهاب جهاراً نهاراً وتَدّعي مُحاربته وبتأييد رسمي عالمي تبعاً لجدول المساعدات والمصالح مع الدولة الأمريكية .
وبإختفاء القطب الآخر وتَفَرُدّ امريكا بقيادة العالم منذ بداية التسعينات وحتى اليوم لم نرى إلا انصياعاً للقرار الأمريكي مُغلفاً بالديمقراطية وحقوق الانسان لدولة مارست أكبر وأعتى وأكثر الجرائم في التاريخ الإنساني و منذ نشئتها ، فقد قامت على أنقاض قَتْل وذَبحْ وتَشريدْ 15 مليون هندي أحمر هم مواطنوا امريكا الأصليين ، وما أن وصلت إليها جحافل المشردين وعصابات المافيا والفارين من الأحكام في أوروبا والذين دخلوا التاريخ بكميات الدماء التي أَراقوها وعدد العبيد الذين جلبوهم من افريقيا على شكل صَيداً بالشِبَاكْ و إبر التخدير وبنفس طريقة اقتناص الحيوان، ولا ننسى قنابل هيروشيما وناجازاكي وجرائم الحرب في فيتنام واعتقال نوربيغا وغيرها وغيرها....!!!

هذه الدولة التي باتت مشكلة الشعوب المُضطهدة والمُعذبة في العالم بعد أن ساهمت في خراب الدول وقتل علماءها ومثقفيها ومبدعيها و بما تقتضيها مصلحتها و مصلحة حُلفائها، كما في النموذج العراقي تسعى اليوم لمزيد من القتل والدمار والتخريب تحت شعارات وقوانين وضعتها الأمم المتحدة لحفظ السلام والنهوض بالثقافة والتعليم والإبداع لتُستغل من قبل الامريكان في إشاعة الفوضى ضمن مُخطط صهيوني يستهدف في أولوياته نهضة الأمم لمصلحة الشعب الذي اختاره الله ليسود العالم وتتحول شعوبه لخدم وحشم لهذا الشعب المختار!!!.

أن استهداف أية بلد عربي في المنطقة يأتي في إطار خدمة وحماية هذا الكيان المسخ الذي إغتصب فلسطين وهيمن على المنطقة وجاري اخضاع ما تبقى منها لضمان سلامة وسيطرة هذا الكيان على كامل مُقدّراتها حيث جُندت كافة الطاقات لخدمة هذا السرطان لضمان تفوقه وتجذير استسلام الأمة بعد إحباطها وانحطاطها ووصول مواطنيها إلى حد اليأس.

إن جحافل الأسطول الأمريكي وحلف الناتو لن تجلب إلا مزيد من الفوضى والدمار للشعب السوري ، لا أدري كيف تتم حماية شعب بإلقاء القنابل والمتفجرات والصواريخ من البواريج والطائرات وإذا كان هذا هو اسلوب امريكا في حماية الشعوب فكيف إذا أرادت دمارها ؟؟!! إن إشاعة الفوضى في سوريا على الطريقة العراقية والليبية هي الطريق الوحيد لايصال هذه الدولة بما فيها من تاريخ وعراقة ومقومات إلى دولة فاشلة تُحاكي الدولة الليبية التي نراها الآن ، ألا يكفي الشعب السوري ما يجري من قتل وتشريد وجرائم حتى تقترف امريكا جريمتها الأكبر هذا من ناحية ، ماذا لو استخدمت سوريا وايران وحزب الله ترسانة اسلحتها وافرغتها في المنطقة رداً على الغارات الامريكية ، كم سيكون عدد الضحايا وعدد الدول الفاشلة ؟؟!! أم أننا بصدد مشروع مارشال جديد لانعاش المنطقة بعد تدمير مقوماتها لانعاش الصناعات المدنية والعسكرية في الولايات المتحدة ، واعتقد أنه الهدف الأساسي لتحرك الامريكان ولن يوقفه إلا تهديد حقيقي للكيان المغتصب لفلسطين ، لأن حماية هذا المسخ من أهم أهداف التحرك الأمريكي ومهما يكن عدد الضحايا فالدماء العربية رخيصة على حكوماتها فكيف بها على الأمريكان والصهاينة ؟؟!!.