تداعيات الضربة الأمريكية المتوقعة لسوريا على الاقتصاد الأردني
د. عادل محمد القطاونة
08-09-2013 07:17 AM
يترقب الشارع الأردني منذ ما يقارب من الأسبوع الحديث الدائر عن ضربة عسكرية أمريكية متوقعة للشقيقة سوريا ، ومع تسارع الأحداث الدائرة على الساحة الدولية وبين مؤيد ومعارض للهجوم الأمريكي تتسارع الأحداث في المملكة بكافة المسارات ، فالمملكة تمر اليوم وأكثر من أي وقت سبق في منعطف حاد سياسياً ، إقتصاديا وإجتماعياُ !
يدرك المواطن الأردني وهو المواطن الأكثر ثقافة وتعلماً والأقل أمية بين أقرانه من الإخوة العرب أن الضربة العسكرية سوف تسهم بشكل أو بآخر في تفاقم الأزمة الاقتصادية المتخمة أصلاً من حمى العجز والمديوينة وملفات الفساد التي أرهقت الاقتصاد الأردني عبر سنوات سابقة !
إن ملفات الأمن والدفاع والطاقة والتعليم والصحة والمياه كانت ولازالت تشكل هماً ينخر في جسد الحكومات المتعاقبة ، فمشاريع التنمية والتطوير وتمكين البنية التحتية غالباً ما كانت تصطدم بتغير سياسي خارجي أليم أو واقع لفساد داخلي أكثر أيلاماً ! فتتبخر الأمنيات ويصبح الهم الأول لدى الحكومة تغطية العجز المتوقع نتيجة الأحداث الغير متوقعة داخلياً وخارجياً ، خصوصاً إذا ما أخذنا بعين الإعتبار إلى أن أغلب موازناتنا تفتقر إلى المرونة الكافية لمواجهة أحداث طارئة تحتم إعادة التوجيه لبنود الموازنة بما يكفل توظيفها بالشكل الأمثل لخدمة الوطن والمواطن.
بشكل مباشر ودون تسويف أو تحريف فإن من المتوقع أن تحدث الضربة العسكرية الأمريكية آثاراً داخلية وخارجية فسعر برميل النفط على موعد مع الصعود مع صعود أول صاروخ أمريكي للأراضي السورية !! مما يحتم على الحكومة رفع أسعار المحروقات المرتفعة أصلاً ، في مقابل ذلك فإن من المتوقع أن يرافق صعود الصاروخ الأمريكي الأول هبوط في مؤشر السوق المالي بشكل يتماشى مع قوة الأول ! حيث أن السوق المالي يتأثر وبشكل كبير بالأحداث السياسية المحيطة والحدث السوري يعتبر من الأحداث ذات الأهمية بالنسبة للمستثمر المحلي والعربي وحتى الأجنبي، ومع صعود الصاروخ الأمريكي الاول على الأراضي السورية ستلغى جميع الرحلات السياحية القادمة إلى المملكة فمن غير المنطق أن يكون هنالك وفود سياحية في منطقة يعرفها الغرب تحت مسمى الشرق الأوسط ، وفي هذه الأيام تطلق الصحافة الغربية على الشرق الأوسط بالشرق الأوسط الملتهب !!
من المتوقع أن يزحف إلى الأردن عشرات الآلاف من السوريين مع أول صاروخ أمريكي مما قد يرفع أعداد اللاجئين السوريين في المملكة إلى الرقم 2 مليون مع نهاية العام الحالي على أقل تقدير ، كما أن العمالة السورية سوف تفرض نفسها كرقم صعب في معادلة سوق العمل الأردني مما سيدخل المملكة في أزمة جديدة مع ارتفاع معدلات البطالة والفقر بين الأردنيين والموجودة أصلاً بمعدلات مرتفعة وتزيد عن ال 13 % كبطالة للعام 2013 أما الفقر فالاحصائيات تتحدث عن نسب تفوق ال 40% من أبناء الشعب الأردني إذا ما أخذنا معدل الدخل عند الرقم 300 دينار أردني والتي لا تكفي لسد أدنى متطلبات الحياة وخاصة في ظل التضخم وارتفاع مستويات المعيشة في المملكة !!
خلاصة القول أن ضربة أمريكية تعني هزة جديدة من هزات ضربت الاقتصاد الأردني عبر سنين سابقة أسمهت بشكل أو بآخر في تفاقم عجز الموازنة الأردنية مما يستلزم من الحكومة البحث في الوسائل الناجعة للمرور بالاقتصاد الأردني إلى بر الأمان وبأقل الخسائر المحتملة.
لندن – المملكة المتحدة
qatawneh@yahoo.com