قد يقف أحدنا ضد التطوير دون أن يعرف , لكن الأسوأ هو من يقف ضده وهو يعلم .
هذا ليس كلاما فلسفيا ولا هو إختراع حكمة جديدة , فبين ظهرانينا من يمثلون العبارة السابقة أصدق تمثيل .
هناك من وقف ضد إدخال التكنولوجيا الى المدارس , بحجة أفضلية المدافئ , وقلنا أن كلا الإضافتين ضرورة , لبيئة تعليم مناسبة , وهناك من إتخذ موقفا شخصيا من رجال تولوا مسؤولية ما لمجرد أنهم يكثرون من إستخدام التكنولوجيا ، وهناك , من وقف ولا يزال ضد تحديث وتطوير المرافق , والمباني وغيرها من الخدمات بحجة الحفاظ على القديم وما بداخله من روح تخلد ثقافة ما أو ذكرى ما أو مناسبة ما كما حدث في مواجهة تحديث مستشفيات المدينة الطبية ولم تزل حينذاك مجرد فكرة , وهناك من وقف ضد تطوير الميناء بحجة الأرض , وهكذا .
الأسوأ هو إستخدام أسلحة ليست في مكانها لإثبات الحجة , مثل الإختباء وراء التاريخ والثقافة والتراث وهو ما هو ليس ضد التطوير والتحديث , والأسوأ أن بعض هذه الحجج نجحت في تقويض مشاريع هامة وأفرغتها من أهدافها وغاياتها , وفوتت الفرصة على مجالات واسعة من فرص التطوير والتحديث .
أخيرا , يفاجئنا نقيب المعلمين الأردنيين حينما يصرح في غير إختصاصه , فيعلن « أن الأردني يشعر بالغربة في مطار بلده , في تعميم , يستكمل حملة لا تزال دائرة ضد تطوير المطار , وان كانت دوافع هذه الحملة التي وصلت الى مجلس النواب ذات مآرب خاصة تتقاطع مع بعض المصالح , فإنها بالنسبة لنقيب المعلمين كانت لشأن أخر , فقد أطلق تعميمه لمجرد إنه لم يسمح له كمواطن بالدخول إلى الساحات الداخلية من أجل حمل الحقائب مع ابنه وهو إجراء ليس جديدا فقد كان معمولا به في المطار القديم .
هذا تصريح إنطباعي أطلقه نقيب المعلمين تحت تأثير الغضب , لكنه تصريح مسؤول يخرج عن نقيب لأكبر نقابة في الأردن , ليس أقل من أن يكون حياديا , وليس غاضبا .
لم يكن النقيب هو أول من ينعت مشروعا جرى تطويره بالغريب , فقد سبقه كثيرون سواء كان ذلك في وصف المطار أو العبدلي أو مشاريع العقبة , والمدارس والمستشفيات والأبراج وغيرها .
التَطوُّر يعني , اِزْدِهَارا ، نُمُوا ، تَقَدُّما ، اِنْتِعاشا . وضد التطور يعني تَرَاجُعا ، تَقَهْقُرا ، اِنْحِطَاطا , فأين نقف ؟.. علينا أن نختار .
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي