العرب في القدس كم زائد سكانيا وبقره حلوب ضرائبيا
راسم عبيدات / القدس
26-02-2007 02:00 AM
....... لا يكاد يمر يوم وإلا وتقرأ في الصحف اليوميه ، وتحديدا جريدة القدس ، شكاوي
وتظلمات سكان القدس العربيه ، على بلدية القدس الإسرائيليه بخصوص إهمالها وتقصيراتها
بحقهم ، ولكن بلدية القدس " أذن من طين وأذن من عجين ، فعلى سبيل المثال لا الحصر تسوق
بلدية القدس الحجج والذرائع الواهيه ، لعدم تأهيلها لشارع قلنديا – كفر عقب - ، والذي
لم يتبقى منه آثر ، إلا الحفر وأكوام القمامه ، والتي تشكل مخاطر جديه على السكان
ومركباتهم ، بالحاجه الى طاقم من الشرطة لحماية العمال ، ورغم أن هذا التبرير لا يستند
الى الحقيقه ، ولنسلم جدلا ، أن البلديه بحاجه لدوريه شرطة لحراسة العاملينهناك ، فهذا
لا يساوي واحد بالمائه من الجيش الجرار الذي تحشده البلديه في كل عمليه من عمليات هدم
المنازل العربيه ، فاللهدم بحق منازل العرب ، هناك ميزانيات وحراسات و" بواكر " وجرافات
، وأنا أسوق المثال هذا ، لكي أقول لسكان القدس العرب ، بأن الجهود المبعثره وغير
الموحده ، لن تجدي نفعا ولن يكتب لها الناجح ، وبما أن أصحاب الشأن من مصدري "
الفرامانات " والمراسيم الرئاسيه والوزاريه ، لا يهمهم من أمر القدس والمقدسيين ، سوى
إطلاق الشعارات والبيانات ، والصور الملونه أمام الكاميرات والفضائيات ، " والهوبرات "
الإعلاميه ، وجلب أموال الدعم باسم القدس ، وصرفها على غير المقدسيين ، ولذلك فأهل
القدس ، وعملا بالمأثور الشعبي " أهل مكه أدرى بشعابها " ، فعلى الإقل عليهم في الجوانب
الخدماتيه ، إجتماعيا وإقتصاديا ، تأطير وتنظيم أنفسهم ، عبر أجسام وعناوين محدده
وواضحه ، تأخذ على عاتقها التصدي ومواجهة بلدية القدس ، سياساتها وممارساتها وإهمالاتها
وقصوراتها تجاه السكان العرب المقدسيين في الجوانب المختلفه ، تعليم بنى تحتيه ، ضرائب
، مواصلات وغيرها ، وهذه اللجان يجب أن تساندها لجان ومكاتب قانونيه ، تتولى رفع
القضايا باسم السكان المقدسيين العرب على بلدية الإحتلال ، وبالإستناد للقانون الدولي ،
والذي يلزم السلطه المحتله ، بتوفير الخدمات للسكان المحتلين ، والمسأله أبعد من ذلك ،
حيث أن السلطه المحتله ، تعمل وفق خطط وبرامج واليات ممنهجه وموجهه ومداره من أعلى
المستويات الحكوميه من أجل تهويد المدينه المقدسه ، وترسم إستراتيجياتها بعيدة المدى ،
على أساس أن يكون هناك أغلبيه يهوديه ، ليس في القدس بشطريها الشرقي والغربي فقط ، بل
في الشطر الشرقي من المدينه ، والخطه تقضي التخلص من نسبه عاليه من العرب في القدس
الشرقيه ، وبكل الطرق المشروعه واللامشروعه ، وعبر وسائل وقوانين وإجراءات تجعلهم "
يلعنون اليوم الذي ولدوا فيه " ، فمن جدار الفصل العنصري والحصار ، والى مصادرة الأراضي
والأطواق الإستيطانيه في قلب البلدة القديمه ، ومحاولة هدم الأقصى والمقدسات الإسلاميه
، والإستيطان في قلب الأحياء العربيه لمحاصرتها وتطويقها جغرافيا وديمغرافيا ، والضرائب
بمختلف أشكالها ومسمياتها ، الى هدم المنازل وفرض الشروط التعجيزيه والرسوم الخياليه
على البناء ، وكذلك عدم عمل مخططات هيكيله للمناطق العربيه وغيرها الكثير الكثير ، ولكم
أن تتصورا أي حال ووضع سيكون عليه العرب المقدسيين ، والذين يجبرون قسرا على دفع
الضرائب والغرامات ، مقابل خدمات لا يتلقونها بالأساس ، حيث أن من لا يدفع ، فهناك
عمليات " تقشيط وتشليح " تنتظر المواطن العربي على الشوارع والطرقات ، وبطرق لصوصيه ولا
إنسانيه ، فأي مقدسي عربي ، يكون مطلوب لأحد دوائر الإحتلال ، سلطة ضرائب ، تأمين وطني
، غرامات ومخالفات بناء ، فهو معرض أثناء سفره للإعتقال أو مصادرة سيارته ، إذا لم يقم
بالدفع الفوري للمبالغ المطلوبه منه ، وآية خدمات يريد أن يتلقاها مقابل الضرائب التي
يدفعها ، أو يجبر على دفعها فعليه أن " يدوخ السبع دوخات " وأن يكون خبير وعارف في
أساليب اللف والدوران ، وبعرف لعب السبع ورقات ، وبجبد تقديم الرشاوي والتسهيلات ، وإذا
حصل بعد كل ذلك على الخدمه المطلوبه ، يكون كما يقول المأثور الشعبي " أبو زيد خاله " ،
فعلى سبيل المثال لا الحصر ، هناك شوارع لم يجري تأهيلها ، منذ عهد الإنتداب البريطاني
، مثل طريق القدس – بيت لحم القديمه ، والعديد من القرى والأحياء أكثر من عشر سنوات
تطالب ببناء مدارس ، من أجل إستيعاب الطلبه ، ولكن لا حياة لمن تنادي ، وأما إذا عرجت
على الملاعب والحدائق والمتنزهات ، فهي موجوده فقط في الكتيب الذي توزعه البلديه سنويا
حول إنجازاتها وخدماتها المزعومه في القدس الشرقيه ، ويشاهدها الأهالي في وسائل الإعلام
، أو يرونها في الأحلام ، وعلى ضوء كل ما ذكر ،وعلى ضوء هذه السياسات العنصريه ، والتي
تتبعها بلدية القدس بحق السكان العرب المقدسيين ، والتي بات الجميع ، يدرك أنها تستهدف
بالأساس وجودهم ، فهل هذا يعني أن يلقي سكان المدينة المقدسه بالمسؤوليه على الآخرين ،
وأن يستمروا في إنتظار أن يأتيهم الفرج من الآخرين ، وهم يعرفون جيدا أن الأخرين ، جزء
من الأزمة والمشكله ، بل ويساهمون في تعميقها وإستفحالها بدلا من حلها ، وعليهم أن
يقوموا بمبادرات محليه وبقواهم وجهودهم الذاتيه والمحليه ، فها هو الشيخ رائد صلاح وثلة
من المخلصين من أمثاله من أهلنا في الثمانيه وأربعون ، يدافعون عن عروبة المدينة
المقدسه وإسلاميتها ، وعن مقابر المسلمين ، بجهودهم وقدراتهم الذاتيه ، وهم يحققون
إنجازات ونجاحات في هذا الجانب ، أكثر من أية جهة تدعي الحرص والمسؤوليه عن القدس
وأهلها ، ونحن بإمكانياتنا كمقدسيين ، أن نحظو حظو الشيخ رائد صلاح وكل الخيرين من
أبناء شعبنا ، ونبادر لحماية أرضنا ووجودنا ومقدساتنا ، وبالمقابل نستمر بمطالبة كل
الجهات والعناوين فلسطينيه وعربيه وإسلاميه ودوليه ، بأن تتحمل مسؤوليتها تجاه ما يجري
في المدينة المقدسه ، وعلى الجميع أن يدرك ، ان ما يجري في القدس ، هو عملية تطهير
عرقيشامله ، وأن العرب الموجودون في القدس هم كم زائد ، يجب التخلص منه ، وذلك من أجل
حسم السياده على الشطر الشرقي من المدينه ، من خلال الحقائق والوقائع على الأرض ، وليس
من خلال الشعارات والبيانات " والفرمانات " والمراسيم ، فهذا كله لن يعزز من صمود أهل
المدينة المقدسه ، ويزيد من تشبثهم بأرضهم ووجودهم ، والمسأله بحاجه الى خطوات عمليه ،
وليس تنظيرات ولجان وإجتماعات ، لا تغني ولا تسمن من جوع ، فلو دفع كل مسلم دينار ضريبة
للقدس ، فأنا متأكد أنها ستتحول الى جنة الله على أرضه ، ولن تطمس معالمها الإسلاميه
والعربيه الى الأبد .
rasim@shepherdsfieldymca.org