ها هي طبول الحرب تقرع مجددا..
ترجع بي الذاكرة الى ضربة العراق الأولى عام 1990..يومها كنت اقود السيارة عائدا من عمان الى جامعة اليرموك..وكنت استمع من الإذاعة الى نتائج زيارة الأمين العام للأمم المتحدة دي كويلار وهو يصرح بعد اجتماعه مع الرئيس صدام في بغداد..
وكنت أصلي الى الله تعالى ان يجنب العراق، والعرب، كل مكروه...
في تلك الليلة، في منتصفها.. بدأ القصف.. القصف الذي لم يتوقف حتى اللحظة.. ومعه سالت انهار الدم الزكي..الدم العربي..
اليوم ارفع صوتي مصليا مع الأردنيين جميعا: اللهم جنب سوريا، والعرب، كل مكروه..امنح هذا الشعب السلام..
أعطنا يا رب من نعمتك قليلا من السلام..على أرض السلام..
لكن حين ارى حاملي طبول الحرب تطل صورهم من على شاشة التلفاز.. وحين أرى عيونهم تلمع بالشر وألسنتهم تلهج بالوعيد.. أصاب بالقنوط..
اصلي الى الله انا العبد الفقير: سامحهم يا رب فإنهم لا يدرون ما يفعلون..
ثم استدرك مستغفرا: ومن انا حتى اقنط..فبحر رحمتك لا حد له..
أصلي خاشعا بين يديك... أنر ضمائرهم يا رب..
وأصلي متضرعا: رحماك يا رب..
(الرأي)