إندونيسيا تواجه أزمة في الطيارين
07-09-2013 12:17 PM
عمون - (د ب أ)- تحت الشمس الحارقة جلس طلاب إحدى مدارس الطيران في مدينة باندونج الإندونيسية يتبادلون أطراف الحديث خلال فترة الاستراحة بين التدريبات.
تقول بونجا إنداه بوسباريني /18 عاما/ التي أنهت 10 أشهر من فترة تدريبها في أكاديمية باندونج للطيران ومدتها 18 شهرا "أود العمل في شركة طيران وقيادة طائرة كبيرة".
وبونجا هي الفتاة الوحيدة بين الطلبة الذكور الذين يرتدون جميعا نظارات زرقاء من ماركة "ريبان أفياتور" وملابس رياضية .
وتواجه إندونيسيا نقصا في الطيارين التجاريين مع نمو سوق الطيران المحلي والدولي بنسبة 20% سنويا كما تظهر شركات طيران جديدة مع تحرير القطاع في أوائل الألفية الثالثة.
وقد نقلت شركات الطيران الإندونيسية أكثر من 70 مليون راكب العام الماضي حيث أدت سنوات النمو الاقتصادي الجيد إلى زيادة حجم الطبقة الوسطى في البلاد وبالتالي زيادة الطلب على خدمات السفر بالطائرات.
ومن المتوقع انضمام المئات من الطائرات الجديدة إلى أساطيل شركات الطيران خلال السنوات المقبلة بعد أن تعاقدت شركة الطيران منخفض التكاليف "ليون اير" وشركة جارودا إندونيسيا المملوكة للدولة على شراء عدد كبير من الطائرات من شركتي بوينج الأمريكية وأيرباص الأوروبية.
ووفقا لوزارة النقل الإندونيسية فإن مدارس الطيران في إندونيسيا وعددها 16 مدرسة لا تستطيع توفير أكثر من ربع عدد الطيارين الجدد المطلوبين لتلبية الاحتياجات المتزايدة. وتحتاج البلاد وفقا للوزارة إلى 800 طيار جديد سنويا.
ويقول إحسان أمين مدير إدارة تطوير الأعمال في أكاديمية باندونج للطيارين إن "مدارس الطيران في إندونيسيا لا تستطيع مواجهة النمو في صناعة السفر الجوي في البلاد".
وتلجأ شركات الطيران المحلية إلى الاستعانة بطيارين من البلدان الأخرى في آسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية ولكن أغلبهم طيارين شباب ويحتاجون إلى وقت طويل لاكتساب الخبرة المطلوبة.
وقال أمين إن هؤلاء الطيارين الأجانب يتركون الشركات الإندونيسية بعد أن تصل خبرتهم إلى 2000 ساعة طيران.
أما هيري باكتي جوماي مدير عام الطيران المدني في وزارة النقل الإندونيسية فيقول إن أخر حادثين بسيطين وقعا في البلاد كان فيهما مساعد الطيار أجنبيا شابا.
ففي 13 نيسان/أبريل الماضي أخطأت طائرة بوينج 737-800 تابعة لشركة طيران "ليون اير" مدرج الهبوط وتحطمت قبالة منتجع ساحلي في جزيرة بالي. وتم إنقاذ كل ركابها البالغ عددهم 108 ركاب.
وكشف تقرير حكومي برلماني أن مساعد الطيار كان يقود الطائرة قبل تسليم أذرع التحكم إلى قائد الطائرة على ارتفاع حوالي 150 قدما لأنه لم يتمكن من رؤية ممر الهبوط.
ولكن جوماي كان حريصا فلم يرجع هذا الحادث ولا الحادث الآخر إلى نقص الخبرة ولا الجنسية الأجنبية لمساعدي الطيارين.
وقال جوماي "كل حادث له ظروفه لذلك لا نستطيع أن نرجع كل الحوادث إلى عامل واحد".
وقد حسنت إندونيسيا سمعتها السيئة في سوق الطيران بسبب كثرة حوادث الطيران لديها بالتوسع في إنشاء مدارس الطيران وتدريب ضباط المراقبة الجوية الجدد وفنيين الطيران وإخضاع شركات الطيران إلى عمليات مراجعة خاصة بعد سلسلة الحوادث التي وقعت خلال السنوات العشر الماضية.
ولكن بودي سوديبيو محلل شؤون الطيران ورئيس تحرير مجلة "أنجكاسا" المتخصصة في صناعة الطيران والفضاء يقول إن الحكومة لم تتوقع النمو في صناعة الطيران.
وأضاف أن "الفوضى البيروقراطية لدينا تعني أيضا أنه سيكون هناك بطء في التعامل مع النمو".
وقال إدوارد سيرايت مدير الشؤون العامة في شركة طيران ليون أير إن 5ر2% فقط من إجمالي الطيارين في الشركة وعددهم 1200 طيار أجانب وأن المتاح من الطيارين الإندونيسيين يتحسن.
وأشار إلى أن الشركة تدفع نفس الأجور للطيارين الأجانب والمحليين دون تمييز منوها إلى أن قائد الطائرة يحصل على راتب يصل إلى 12 ألف دولار شهريا.
وقال إن شركته قد تستغنى تماما عن الطيارين الأجانب بحلول 2015 بفضل خريجي مدرسة الطيران التابعة للشركة.
كما تدير شركة جارودا وشركة طيران محلية أخرى مدارس طيران خاصة بهما.
ولكن المشكلة ليست في توفير أعداد الطيارين المطلوبة ولكن أيضا في نقص الفنيين ورجال المراقبة الجوية وهو ما يعني أن هناك أزمة حقيقية في العنصر البشري في صناعة الطيران الإندونيسية التي تشهد نموا قويا في الطلب عليها.