يخوض منتخبنا الوطني لكرة القدم مساء اليوم واحدة من أهم مبارياته عبر تاريخ اللعبة في البلاد، عندما يستضيف منتخب أوزبكستان في لقاء الذهاب في التصفية النهائية للملحق الآسيوي حيث ستقام مباراة الإياب في طشقند يوم الثلاثاء والفائز من مجموع المباراتين يصبح على بعد 180 دقيقة فقط من كأس العالم.
لم يسبق لمنتخبنا الوطني أن اقترب إلى مثل هذه النقطة من التأهل لنهائيات كأس العالم، وربما يحتاج الأمر سنوات طويلة حتى يصل إليها مرة أخرى. حق منتخبنا الوطني في الحلم باللعب في كأس العالم مشروع وحدث بعد سنوات طويلة من الجهد والتعب والكفاح في منافسة منتخبات تفوقنا بشكل كبير سواء في القدرات البشرية أم المادية. موقع منتخبنا الحالي في المنافسة على بطاقة التأهل هو طموح عجزت عنه الصين واحدة من كبريات دول العالم اقتصاديا وسياسيا وبشريا كما لم تتمكن من الوصول إليه اي من دول الخليج الشقيقة التي تنفق بسخاء شديد على منتخباتها الوطنية.
ما يثير الأسف أن منتخبنا في مواجهة أهم مبارياته ليس في أفضل حالاته. هنالك شعور عام بالإحباط من قبل اللاعبين وصل إلى مرحلة الحرد ورفض لعب المباراة لأسباب مختلفة، ولكن السبب الجوهري هو شعور اللاعبين بعدم التقدير المادي والمعنوي بعد وصولهم لهذه المرحلة من خلال عدم صرف المكافآت التي حصلوا على وعود بشأنها من قبل اتحاد كرة القدم. يدخل منتخبنا المباراة أيضا بجهاز تدريبي جديد خاض فقط مباراة واحدة أمام سوريا قبل شهر كان أداء الفريق فيها اقل من الناحية الفنية والمهارية مما كان عليه في المباريات السابقة.
إذا كانت ثمة فرصة حقيقية لمنتخبنا في التأهل للمباراة الأخيرة في مشوار التصفيات فهي موجودة اليوم وفي عمان. منتخبنا اثبت في مبارياته السابقة أن عمان مدينة عصية على الانكسار حيث انتصر فيها منتخبنا على كبار القارة حتى أن موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» أطلق على عمان تسمية «القلعة» نتيجة قوة المنتخب فيها. لكن منتخبنا عندما يسافر يصاب إما بالحنين إلى البلاد أو « الدوار وسوء الهضم» بحيث يتعرض لخسائر ثقيلة. فرصتنا الرئيسية تمكن في الفوز اليوم بفارق هدفين مما قد يسمح لنا بالدفاع عن هذا التقدم في طشقند أمام منتخب قوي بدنيا وفنيا ويحظى بدعم كبير من جمهوره.
إحباط اللاعبين قد يكون مبررا ولكن مباراة اليوم ليست ابدا الحالة المناسبة للضغط على الاتحاد لأن اللاعبين أنفسهم يملكون فرصة ذهبية لتسجيل اسمهم بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة الأردنية والعربية. بكثير من الجهد وربما قليل من الحظ يمكن أن يكون لاعبو المنتخب في البرازيل في الصيف القادم يلعبون أمام كبار العالم وهو حلم كافة اللاعبين سواء في البلدان القوية كرويا أو التي في قيد التطور.
نتمنى أن يحظى النشامى بدعم الجمهور الكبير ويتجاوزوا شعور الإحباط ويتمكن الجهاز التدريبي من ايجاد الخطة المناسبة لمواجهة منتخب قوي جدا في مباراتين، لأن سنوات طويلة من العمل أوصلت الجميع إلى هذا الموقع، ولا يمكن أن يتخلى عنه النشامى بسهولة ويجب أن يقاوموا حتى الصافرة الأخيرة.
الدستور