لسان حال الشعب السوري الأعزل الشقيق وبالذات أطفاله يقول :
هذا ما جناه ابي عليّ
وما جنيت على أحد
فهو لم يرد في يوم من الأيام أن يصير حاله إلى ما صار إليه الآن، مع أنه مُلام في أنه لم يئد الفتنة حال بعثها.
داخل القطر السوري إستُخدم السلاح الكيميائي ضد المواطنين العُزل الأبرياء الأنقياء بياتا وهم نائمون، والعالم الأنساني بأسره بكى على أطفاله الذين طالتهم يد الغدر المستترة، فبدل إعطائهم الحليب الصافي السائغ، تم أعطاؤهم وعلى حين غفلة السموم الكيميائية التي لا تبقي ولا تذر!
فكانت تبعاً لذلك الإنتفاضة الفِطرية الإنسانية العالمية المُشرفة تجاه فعل جبان كمقترفيه والساكتين عليه بلا شرف، وبذلك أيضاً نشأت سُنة حميدة صارت تتحلى بها النفس البشرية في دول العالم أجمع وهي ملاحقة طغاة الأنس وأعداء البشرية «وآكلوا لحومهم» أين ما حلو.
إن المتألم بالأمس واليوم هو الشعب السوري، ولكن ليس للأبد فلا بُد لليل أن ينجلي ولا بُد للقيد أن ينكسر، وقد آن الأوان لإنهاء معاناته بلا عودة، وذلك باستئصال المسبب من خلال استخدام الجراحة العسكرية المنضبطة وليس كيميائياً كما فعل الطُغاة، فبالرغم من قبح فعلهم لا تسمح النفس المطمئنة المُصلحة الطاهرة العادلة المنقذة بتكرار الفعل المُشين الرديء.
وعليه فإنه من الضروري وقبل بدء أي عمل عسكري ومن باب التيقن ودرء الشبهات الإجابة على بعض الأسئلة لتطمئن القلوب، وهي:
هل ثبت على طرف معين تلبسه للجريمة بالوجه القطعي؟
أليس من المنطق أن يتم عرض تقارير لجان التحقيق وخبراء الأسلحة الكيميائية على الملأ قبل إتخاذ أي إجراء مصيري كهذا؟ وذلك من خلال عرض الأدلة والبراهين الدامغة حتى لا يكون لدى أحد الشك في عدالة القصاص، فما نحن بصدده هو حرب تحمل في ثناياها شواظا من نار ونحاس ودماء.
أليس في إشهار تلك التقارير وئد لفتنة قد تصيب الشعوب، وتمنع من تكوين حالة «مع وضد»، فلا أرى أن أحدا يتثبت من وجود ظالم أو مجرم وينصره، فإن لم يكن بدافع الإنسانية فقد يكون بدافع الخجل!
ليعلم الجميع بأن معاقبة المجرم السفاح المتجاوز لقيم البشرية جميعاً بما جنت يداه، لا تعني بأي حال من الأحوال تفويض العالم باستباحة القطر الشقيق أو إحتلاله، ولكن نحن مع إستئصال الخَبَث منه وبالتحديد بعملية جراحية «نانوية دقيقة» تصل إلى مستوى الجراحة التجميلية التي لا تترك أثراً ملحوظ أبدا، فلا أحد يريد دمارا يفوق مسببه أو يزيد!
ولمن لا يعرف فإن النانوميتر هو جزء من الألف مليون من المتر، وهو ما وصلت إليه القدرات البشرية التقنية لتاريخه، والذي يطلق عليه العلماء بالنانوتكنولوجي.
muheilan@hotmail.com
الرأي