رد الاسباب لادواتها.. ردا على ابو رمان
كتب محمد سويلم
لم اجد بدا الا ان اعلق على مقالة للزميل محمد ابو رمان الكاتب في صحيفة الغد؛ بعنوان "من المخطئ؟!"، حيث أن فكرة المقال ليست مجرد فكر او اتجاه يمثل الكاتب وحده واختصاره بشخصه، بل ان ما يدور في هذا المقال وما سبقها في السنوات الاخيرة من كتابات، كلها تصب ليس بفكر فحسب بل وبمشروع اصبح في مرتبة المصير لنا جميعا، فالجوار كله اليوم على كف هذه الفكرة؛ فأصابع مفكريها هي التي تتحكم في شكل ما ستؤول اليه الصورة النهائية للمنطقة برمتها، وعليه شرعت في الرد والتنويه لعدد من المفاصل..
اولا: فيما يخص مسألة بقاء الاسد بالحكم أو رحيله وتمرير قضية صراعه مع شعبه على انه المعيار فيما يحدث وما سيحدث في الساحة السورية وأيضا في أطروحة استمراره في الحكم وبحسب ترجيح الزميل: "..ولا يوجد عاقل يعتقد أن الاسد يمكن أن يبقى حاكما حتى لو قضى على أغلبية الشعب السوري!"..
هذا منطقه بحذافيره من مقالته! وسأعلق عليه بمنطقين؛ الاول أنه جعل الشرط بل والمنطق في البقاء بالحكم والمحافظة عليه؛ مرتبط بالترقي والعلو في آلة القتل للشعب! وأكمل بان بشار الاسد لن يبقى حتى لو زاد شرره ووصل به الحد لدرجة قتله أغلبية شعبه ومع هذا فلن يبقى؟! وهذا مقتضى كلامه وفكرته.
إذن نحن نطلب ترجمة وتفسيرا للتناقض؛ فكيف يصبح شرط البقاء ومنطقه هو ذاته حجة ومنطق ازالة الاسد وتنحيته؟!، وهو ذاته عنوان تدمير سوريا واعلان الحرب عليها وهو ما تسوقون وتروجون له وتتحججون به (كفريق متبن لذات الفكرة ومؤيدين لضرب سوريا)؟! لان حجتكم ان بشار قتل شعبه لذلك لا بد من ازالته؛ مع اعتبار ان التمكن والقضاء على الشعب هو منطق البقاء، وانا هنا فقط اشير وانوه الى بعض التناقض فيما يطرح وفي الفكر الذي يسوق، لا اكثر من ذلك.
أما المنطق الثاني فهو الحقيقة؛ بأنه حتى لو أباد شعبه كله وشعوب دول اخرى ايضا وليس اغلب شعبه كما ذكر الكاتب! لن يبقى في الحكم؛ لان المعيار الحقيقي والواقع في ساحة القتال الذي اعرفه ويعرفه الكاتب جيدا! هو القضاء على العصابات والتنظيمات والتيارات التكفيرية التي هي من صنع الصهيونية بستار الدين! ومليشيات المعارضة مدفوعة الاجر من مرتزقة ومن دول غارقة بالعمالة، هذا معيار الحقيقة على الارض وليس الاسطوانة المشروخة من سلب حرية الشعوب وقتل الديمقراطية والاضطهاد وغير ذلك من المبررات التي هدمت اوطانا وجلبت خرابا وتشريدا..
ثانيا: أما جواب سؤاله الذي طرحه في مقالته -بقصد التمويه والتضليل- عن سبب الخراب والصراع الداخلي، وبلا ادنى شك فالجواب هو الصهيونية وادواتها في الداخل والخارج لتنفيذ مخططات اليهود في تغيير خريطة المنطقة وتفتيت اوطاننا وهدمها بوصفة من الحجج تتناسب وعاطفة الشارع وعقليته، مستغلة سلاح الجهل الذي تغذيه ماكنة الشر الاعلامية التي وضفتها الصهيونية لخدمة مخططاتها وليس هذا الامر بخفي على الزميل..
ثالثا: فليذهب الاسد واعوانه الى غير رجعة لا يهمنا ذلك، لكن الطامة في الخيانة للاوطان لصالح اليهود والامريكان.. الشعب السوري ضحية الخونة والتكفيريين اتباع الفكر الوهابي الذي تأسس صهيونيا بلمسات بريطانية ومثله في العمالة حزب الاخوان بعد اغتيال البنا وتحريف نهجه لصالح المخططات الاستعمارية التي تحصد اليوم ثمارها..
ليس في سوريا فحسب بل على امتداد رقعة الوطن العربي الذي تعمه الفوضى التي قام بانتاجها وإخراجها وكتابة السيناريو وتوزيع ادوارها: الدول الاستعمارية! وقام بأداء الادوار باحتراف: أدوات من داخلنا مجندة لحساب المخرج والمنتج! والبطولة تنافس عليها ماكنة اعلامية ضخمة؛ من فضائيات ووكالات أنباء وصحف وكتاب واعلاميين، والدور المحوري لعبه بإتقان: أدوات وخونة وعملاء لبسوا ثوب الدين حيلة واستتروا بالاسلام زورا..
اما البيئة الحاضنة فهي الجهل لدى نسبة كبيرة من الشعوب التي لا تملك تمييز الصواب من الباطل وتحكم عاطفتها التائهة على المنطق والعقل وتعتبر الخراب اصلاحا وهدم الاوطان وتدميرها اعمارا وبناء!
لن اتعمق او اطيل في هذا التنويه المقتضب على ما اورده الزميل في مقالته وما يتناوله باستمرار في جميع كتاباته، فظني ان السطحية في الوقت العصيب والدقيق الراهن، أكثر ايجازا وأبلغ امعانا واوفر اقناعا لمن لا اجندة تحجب بصيرته..
صورة الاقصى الجريح والارض المغتصبة المستغيثة ولا.. من مجيب؛ والعدو الغاصب ينعم بها آمنا وحرماتها يستبيح!! وتطلع الى أشلاء اوطاننا.. تحترق من حوله وتنهار وتدك حصونها والاسوار!! أما عدونا فيوغل في تحصنه وامنه يقوى ويزداد..!!
صورة واقع المشهد.. أظنها تكفينا لنستفيق من غفلتنا...
moh_sweilem@alrai.com