عمون - بكل المقاييس السياسية والاقتصادية والاجتماعية وسواها، نحن في الأردن متأثرون بأية تطورات ستطرأ على الأزمة الطاحنة في سورية الشقيقة، والأمر المتوقع حتى اللحظة هو أن من يعدون لضرب سورية سيعمدون إلى انتهاج النمط الليبي في ضرب عصب القوة للدولة السورية، وفي الوقت ذاته تقوية المعارضة وتمكينها من التقدم نحو دمشق في محاولة لإسقاط النظام والإمساك بزمام الأمور.

أياً كانت السيناريوهات التي ستطبق فإن الأمر الذي لا شك فيه هو أننا أردنياً متأثرون حتماً بالنتائج، وبخاصة في ظل تشابك المشهد العام للمعارضة وتعدد فصائلها، والأمر الأكثر تعقيداً من ذلك هو توقع انفلات الأمور في الإقليم إذا ما تطورت الضربة العسكرية الغربية إلى حرب أو ما يشبه الحرب الإقليمية على الأقل، وهو أمر سيحتاج إلى وقت طويل من المعاناة والفوضى التي لا شك لها انعكاساتها السلبية جداً علينا!.

ليس لنا في الأمر سلطة، فالأمور تسير رغماً عن إرادتنا وإرادة العرب كافة، واجتماع الجامعة العربية الأخير أكبر دليل على التشتت العربي لا بل العجز العربي عن التدخل وفرض حل منصف لمصلحة سورية وللعرب جميعاً والذين هم أعجز ما يكون عن حل مشكلاتهم بأنفسهم، وبالتالي حاجتهم الدائمة لتدخل الآخرين لحلها بالطرق التي تخدم مصالحهم بالضرورة، وهذا من حيث منطق الأمور في هذا الزمان حق لهم، إذ ليس من المنتظر أن يدفع الأجنبي بجيوشه ويخوض حروباً من أجل عيون العرب وهم أنفسهم عاجزون عن التعامل مع قضاياهم الداخلية بما تستحق!.

الأمر الناجز في كل هذا، هو حتمية أن نعمل ما استطعنا مسؤولين ومواطنين على حماية بلدنا ومصالحنا لنخرج من هذه "الورطة" التي تعدت حدود الإقليم نحو التدويل، بأقل الخسائر، وفي ذلك واجب ليس كمثله واجب حتى وإن اختلفت مواقفنا ورؤانا إزاء ما سيحدث، فكما نتمنى السلامة لكل أرض العرب بما في ذلك سورية، فمن باب أولى كذلك، أن نتمنى ونعمل من أجل سلامة الأردن الذي لا ظل بعد ظل الله جل في علاه غير ظله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.