"الرواد الكبار" يكرم التشكيلي سعيد حدادين
02-09-2013 10:17 PM
عمون -احتفل منتدى الرواد الكبار بالتجربة الإبداعية للفنان التشكيلي سعيد حدادين، الاحتفالية التي أقيمت برعاية خبير المياه الدولي م.منذر حدادين الذي قرأ كلمة بالاحتفالية التي أقيمت مساء الأحد مطلع أيلول، بحضور جماهيري كبير تضمنت كلمة قدمها نقدية للزميل حسين نشوان حول تجربة سعيد حدادين التشكيلية، وكلمة مقتضبة للفنان حدادين ثمن فيها الاحتفالية والقائمين عليها شاكر الحضور الكبير، وكلمة ترحيبية من رئيسة منتدى الرواد الكبار هيفاء البشير، إضافة إلى افتتاح معرضه التشكيلي في قاعة رفيق اللحام في منتدى الرواد الكبار والذي أشتمل على 30 لوحة أبرزت التجربة الإبداعية للفنان بمراحلها المختلفة. وكانت رئيسة إدارة المنتدى شهادة تقدير للفنان حدادين بالمناسبة.
كلمة هيفاء البشير: حفل تكريم الفنان سعيد حدادين
معالي المهندس منذر حدادين .... راعي هذا اللقاء
أصحاب السعادة والعطوفة
السيدات والسادة
مساءً عمانياً دافئاً وفرحاً بكم ، إذ نلتقي هذا المساء لنكرّم مبدعاً تشكيلياً متميزاً ، وهو الفنان التشكيلي سعيد حدادين الذي قدّم خلال مسيرته التشكيلية عطاءً له هوية خاصة جعلت من إبداعه مدرسة تشكيلية أردنية عربية ، وقد عُمِّمَت هذه التجربة وطنياً وعربياً ، بحيث بات اسم سعيد حدادين ، عبر مشاركاته الفنية المتعددة ، ومن خلال مقتنيات أعماله ، أحد أبرز تشكيليينا الأردنيين . فإذا أضفنا إلى ذلك ، دوره الأكاديمي والتدريسي لعدد من الفنانين والفنانات ، أدركنا أهمية وخصوصية الدور الذي يقوم به مبدعنا في خدمة الحركة التشكيلية الأردنية ورفعها إلى الأمام لتأخذ دورها الذي تستحق في مسيرة الفنون أردنياً وعربياً لذا فنحن نحيي هذه التجربة ونفتخر بها ونقدّرها.
السيدات والسادة :
كما ونسعد أيضاُ في مسائنا الطيب هذا ، بالترحيب بالصديق صاحب المعالي المهندس منذر حدادين ، هذا الرمز الأردني الذي نفاخر به ، ونسعد به أن يكون راعياً لهذا اللقاء .
وهو النموذج الذي يحتذى في العطاء في العمل العام عبر مختلف المواقع التنفيذية والإشرافية والتوجيهية التي شغلها في مسيرته المهنية ، فمرحباً به عَلماً معروفاً ، وصديقاً عزيزاً بيننا .
الحضور الكريم :
اسمحوا لي في هذه المناسبة الطيبة ، أن أشير إلى أننا في المنتدى نقدم أنشطة أخرى غير الثقافية والتشكيلية ، من لياقة بدنية ، وبرامج فنية وغنائية وموسيقية ، وبخاصة الأنشطة الإجتماعية، التي تشرف عليها وتخطط لها اللجنة الإجتماعية للمنتدى ، وهي من اللجان المهمة والناجحة التي نعتز بها ، وضمن هذا النشاط سنقدم لأعضاء وعضوات المنتدى ولأصدقائهم وصديقاتهن نشاطين هما :
1. عشاء العائلة وسيكون في المنتدى يوم الأربعاء 4/9/2013 م الساعة الثامنة مساءً .
2. رحلة غداء إلى جرش وذلك يوم السبت الموافق 28/9/2013م حيث سيكون التجمع الساعة 11:00 ظهراً والإنطلاق من المنتدى الساعة 12:00 ظهراً .
وتفاصيل النشاطين موجودة لدى مشرفة الإستقبال الأنسة شروق العمر .
السيدات والسادة :
الحضور الكريم :
وفي الختام ، وإذ أُثمن وأُرحبّب حضوركم الطيب هذا ، وبخاصة رعاية معالي المهندس منذر حدادين لهذا الحفل الكريم ، فإنني أتمنى للجميع أُمسية رائعة ، ولفناننا الكبير الأستاذ سعيد حدادين تكريماً يليق به .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة راعي الحفل منذر حدادين
أيها السيدات والسادة الحضور ،
أسعدتم مساءً وأزجي لكم مشاعر الشكر والعرفان لمشاركتكم في حفل تكريم الفنان الرائد سعيد حدادين ، كما أزجي آيات الشكر لمنتدى الرواد الكبار لمبادراته في عقد هذا اللقاء واحتضانه بغية تكريم رائد من رواد الفن الذي ابتدأ أردنياً وتدرج حتى اشتهر إقليمياً وعالمياً .
ولقد تشرفت إذ قبلت رعاية هذا التكريم فالفن مقياس لتقدم الأمم ومدى تطور حضارتها ، فلا غرو إذن يوم اشتهر الفنانون في العصر الذهبي العربي في بغداد وفي الأندلس ، وأعني به الموسيقى والغناء والفنون المعمارية ومحاكاة الطبيعة ، وفنون القول من خطابة وشعر وتشعب أهدافه وتوسع أوزانه وقوافيه .
وكي لاأبحر في تاريخ الفنون عندنا وفي العالم ، أود أن تشاركوني الشعور بالفخر والفرح أن أنتجت ماعين تلك البلدة الوادعة فناناً بحجم سعيد في فترة من تاريخ بلدنا كان البلد فيها يكد لتوفير سبل العيش الكريم ، ويهرع خريجو الثانوية لدراسة المهن كالطب والهندسة والحقوق وخلافها ولم نكن نسمع أن شاباً انصرف إلى دراسة الفن والتخصص في أي من مساراته ، إلا أن سعيداً كان خروجاً على ذلك التوجه وأبدع في خروجه هذا حتى أضحى يدرس الفن للراغبين فيه ، وتشهد لوحاته عبر مسيرته الفنية إبداعه وتجلياته .
وتفخر عشيرة الحدادين في انتماء سعيد إليها ، كما تفخر بمنجزاته وبسيرته العطرة ، وتسعد إذ ترى جماعة من أبنائها وبناتها قد ولجوا دروب الفن وسلكوا الطريق التي مهدها سعيد وهو لأعماله وريشته المبدعة ولهناته وخلقه ولحبه للوطن وأهله يستحق هذا التكريم ، ونسعد مع سعيد في هذا المساء السعيد .
نبارك لسعيد بتكريمه ، ونبارك لوطننا بإنجازاته وانطلاقاته الفنية ونأمل أن يطيل الله في بقائه منتجاً كعادته بسخاء ، ونأمل أن يتحفنا بالمزيد من أعماله وحتى تجلياته الأدبية .
شكراً لكم مرة أخرى ومبروك لسعيد ومحبي سعيد وهم كثر
كلمة حسين نشوان
مساء الخير
سعيد انا بتكريم سعيد
والشكر الموصول للمؤسسة منتدى الكبار بكل المعاني
وأغبط صديقي بمشاركة د. المنذر حدادين ، وهو الشاعر المثقف
وبالنسبة لي ربما تكون شهادتي مجروحة، فهو صديق، وصديق عزيز..
وأنا ساوجز، ما استطعت إلى ذلك سبيلا،
سعيد الأنسان
لا أعرف بالضبط متى التقينا ، طبعا –انا وسعيد-، لكن أحس دائماً أنني أعرفه منذ زمن بعيد، ليس أنا وحدي من يشعر بذلك، بل جميع من يعرف "سعيد"، لأن من يعرفه يعرف فيه النقاء، ويعرف إنساناً لا يبحث عن "مصلحة" يحب بالإطلاق، ويعبر عن ذاته ببساطة وعفوية، وإنسانية، ينحاز للمظلومين والفقراء، زاهد في الحياة كثيراً، وهو صاحب موقف ورأي جريء يعلنه على الملأ في الحياة والوجود..
وحتى اختياره للرسم بخلاف رغبة والده الذي كان يحب لابنه أن يدرس الطب، فقد اختار سعيد الرسم، لأنه يرى في الفن" وسيلة التغيير"، ووسيلة الجمال" وأداة الرقي" ويرى أن العالم يمكن أن ينتج آلاف الأطباء والمهندسين والعمال ، ولكنه العالم الذي يضن بخلق الفنان، والشاعر..
ومن هنا فهو لا يتعامل مع الفن بمنطق التجارة والسوق، فهو يعتبر أن الفن مشاع، لأنه "رسالة".
فهو يردد دائما: في هذا الزمن الصعب ومن بين الاحداث المتراكمة التي تمر بها أمتنا تكون الكلمة او اللوحة او الصورة الاعلامية في مواجهة الظلم والعدوان، والفنان من موقعه يجب ان تلتحم اعماله بقيمة الحدث المؤلم ولكن هذا الابداع الجمالي يجب ان لا يكون آني، لقد رسم بيكاسو لوحته الشهيرة الجرنيكا ضد النازية الالمانية التي درت قريته. يجب ان يكون الهم في مستوى الوعي والحدث الذي تعيش فيه، وينبغي ان ينحاز الفن للضحية.
سعيد الفنان
رغم دراسته الإكاديمية في أعرق المعاهد الروسية، وكان أول طلبة الفنون، الا أنه اختار التعبير فنيا في الرسم بعفوية، وعمق في آن معاً، وعندما اختار الوجه الإنساني فلأن الوجه هو مفتاح شخصية الكائن، ومن هنا اختار أسلوبه المتميز بكسر العناصر الكلاسيكية للرسم من خلال التكثيف والاختزال في الخط واللاتوازن في المتناظرات. ليعبر عن حالة العام المشوه الذي لا تتأتى معرفته إلا بعين واحدة فتختل الصور.
والفنان يعتبر نفسه ناقد للعالم ، وربما الفنان بنظره "هو الناقد" ومن هنا فهو يرسم العالم الحقيقي وليس الواقعي، من خلال فضح تشوهاته.
وتمتاز رسوماته الكاريكاتورية بشدة الاختزال، واللون الواحد والعمق في آن معاً، وبالمناسبة فهو ينشط في موضوع الكاريكاتير عند الأحداث، ومنها غزة وبخلاف الرسم والتخطيطات التي تشكل اشتغالاً يومياً، وكثيرا ما يكون جالساً مع الأصدقاء وينشغل بالتطيطات التي تعد بالآلاف .
ومثلما يلتقط بعينه الكثير من المشاهدات التي يرسمها، فهو يلتقط الأفكار التي يعبر عنها في نصوص لا تبتعد عن رسوماته، حيث تمتاز النصوص بالتكثيف والمفارقة ، فهي نصوص تبدو أحيانا تراجيدية موجعة، وأحينا أخرى كاريكاتورية مدهشة.
في كل ما يعبر فيه الفنان سعيد باللون أو الكلمة، يبقى سعيد المثقف، ابن مادبا البسيط، سيليل القمح، منحازا لقضايا الوطن والأمة ، وتظل تجتمع في روحه ثنائية سعيد الأنسان..
ويذكر أن الزميل نشوان الذي يقدم قراءة في مجمل تجربة الفنان سبق وأن أنجز كتاب نقدي حول تجربة حدادين عنوانه "الوجه جسد الكون"، والكتاب الصادر حديثا عن منشورات أمانة عمان الكبرى محطات ومواقف الإبداع في مسيرة فنان تشكيلي على نحو منهجي يغوص في أساليب وتقنيات اللوحة ورسالتها في حيز الحضور الإنساني رغم ارتكاز أعمال حدادين على تلك الملامح العفوية والبسيطة .
السيرة الذاتية للفنان حدادين
وحدادين الذي تمتد تجربته على نحو 40 عاماً أقام عشرات المعارض في الأردن والبلدان العربية والأجنبية، يعد من رواد الحركة التشكيلية الأردنية، وطليعة خريجي الفنون، تتلمذ على يديه الكثير من الفنانين، تركز في أعماله على الوجوه، وكان أقدم مؤخرا على تجربة استثنائية، حيث أقام ما أسماه "معرض اللوحة الواحدة"، عارضا لوحة واحدة فقط، اختارها من بين أعماله التي تربو على 700 لوحة، عدا عن آلاف الاسكتشات خلال مسيرته الفنية. وبرر الفنان الذي تخرج من أكاديمية الفنون بالاتحاد السوقيتي سابقا هذا المعرض بأنه "يسعى للخروج من النمطية التي فرضت على الفنانين لعرضها في الصالات، انطلاقا من فكرة البيع والتسويق، معرض اللوحة يسعى إلى إقامة الحوار مع الجمهور، والتفاعل مع المهتمين".
وحدادين المولود في قرية ماعين العام 1945، درس كلاسيكيات التشكيل في كلية الفنون الجميلة (الفوف) ليحصل على درجة البكالوريوس 1974، ويكون أوّل طالب أردني يحمل شهادة التخصص في التصوير من (الاتحاد السوفيتي). اقام أكثر من عشرة معارض شخصية في الأردن ولندن وقطر وروسيا، ومثلها من المعارض الجماعية في المملكة والصين واليمن ولندن وروما، كما مرت تجربته بعدد من التحولات التي انتقل فيها من الدرس الأكاديمي إلى الواقعية فالرمزية ثم التعبيرية.