عمون- أكد وزير التربية والتعليم رئيس اللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور محمد الذنيبات على الدور المحوري الذي تضطلع به المملكة الأردنية الهاشمية في المنطقة والعالم في دعم الجهود المبذولة الرامية لدعم السلام والاستقرار، مبيناٍ أن الأردن كان وما زال يخطو بخطوات فاعلة على مستوى الإقليم للتأكيد على إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلات والتي تدعم الاستقرار المنشود .

وبين أمين عام وزارة التربية والتعليم الأستاذ صطام عواد في كلمة ألقاها مندوباً عن وزير التربية والتعليم في افتتاح أعمال الندوة الإقليمية حول " المشكلات الإجتماعية والإنسانية المعيقة للسلام والإستقرار في العالم " والتي انطلقت أعمالها في عمان اليوم بمشاركة خبراء ومختصين من عشر دول عربية أن الغاية المرجوة من انعقاد هذه الندوة يتمثل في تبادل الآراء ووجهات النظر حول هذه المشكلات من خلال أوراق علمية تقدم خلال جلساتها.

ووجه الأستاذ عواد في الندوة التي تنظمها اللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" وعلى مدى ثلاثة أيام في فندق القدس الدولي – عمان ، الشكر الوافر إلى المنظمة الإسلامية وممثلها، والتي أولت هذا الموضوع اهتمامها، وحرصت على أن تُعقد في المملكة الأردنية الهاشمية التي أطلقت مبادرة رسالة عمان، تلك التي تركز على مفاهيم الوسطية والتسامح والسلام ونبذ العنف انطلاقاً من قوله تعالى: "ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة".

وأضاف أن عقد هذه الندوة يأتي مبادرة محمودة من المبادرات الإنسانية للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة لما لهذا اللقاء من أبعاد إنسانية بالغة الجدية، فالفقر، والجوع، وغلاء الأسعار، وسوء التغذية، والجريمة، وانتشار الأمراض والتعصب الطائفي والعرقي، وتفشي الكراهية والأحقاد، وفقدان السلم الأهلي، وغيرها من المشكلات تمثل هاجساً لا يقبل التقاعس أو التأجيل في ظل هذه التحديات الراهنة .

وأشار إلى أن العقودُ الأخيرة من القرن الماضي، والعقد الأول من هذا القرن حملت إلينا العديد من المشكلات والتحديات، التي بلغت من التعقيد والتشابك حداً لا تستطيع معه دولة واحدة بمفردها أو دول عدة مواجهتها، ومن هنا لا بد من تطوير وعي مشترك عالمي تجاه هذه المشكلات، وتطوير التعاون الدولي من أجل حلها، فقد آن الأوان وبشكل جاد وفاعل توجيه اهتمامنا الحقيقي لبذل مزيد من الجهد الجاد للبحث عن حلول ناجعة للتغلب على هذه المشكلات من خلال رؤى كفيلة تساهم في حلها .

وأعرب الأستاذ عواد عن تمنياته التوفيق لأعمال الندوة في تشخيص المشكلات وتقديم الدواء الناجع الذي يؤدي إلى حلها، المستند إلى رؤىً اجتماعية وعلمية وفكرية وإنسانية راشدة بإذن الله ، مقدماً الشكر والتقدير للمشاركين في أعمالها لمساهماتهم وحضورهم الذي يأتي تواصلاً لا ينقطع للحوار الإنساني .

من جانبه بين ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الدكتور عبد العزيز الجبوري أن المنظمة الإسلامية أولت إهتماما بالغاً حول توفير الفرص المناسبة للعلماء والباحثين في مجال السلام والإستقرار العالمي بمناقشة المشكلات الإجتماعية والإنسانية المؤثرة في السلام العالمي وإمكانات دراسة جوانبها الإستراتيجية والتخطيطية المتعددة وتحليل معطياتها في الدول الأعضاء للوقوف على سبل ومناهج حلها وآليات إحتوائها ، بهدف مساعدة الدول الأعضاء على تخطي الواقع الراهن بالإستفادة من آراء الخبراء والمتخصصين والتجارب المتطورة .

ونقل الدكتور الجبوري تحيات الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري / المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" إلى المملكة الأردنية الهاشمية ( ملكا وحكومة وشعبا ) على إستضافتها أعمال هذه الندوة المباركة على أراضيها ، متواصلا بالتحية والتقدير إلى اللجنة الوطنية الأردنية ورئيسها ، وإلى أمين سرها وكافة العاملين فيها على جهودهم الطيبة والمباركة وتعاونهم المثمر مع المنظمة الإسلامية على توفير مستلزمات تنفيذ الأنشطة والبرامج التي من شأنها فائدة أمتنا العربية والإسلامية ومنها هذا النشاط الحيوي .

وأعرب عن شكره للمشاركين من الدول العربية الأعضاء الذين تجشموا عناء السفر ومشاقه ، وإلى الأخوة الخبراء من المملكة الأردنية الهاشمية للمشاركة في الرأي والمناقشة لهذا الموضوع الحيوي ، متمنياً أن يتوصلوا إلى تحقيق الأهداف التي إنعقد من أجلها والخروج بتوصيات ومقترحات من شأنها تطوير واقع مجتمعاتنا العربية والإسلامية المتطلعة نحو التطور والإزدهار وتعزيز دورها الفاعل للمشاركة في ركب الحضارة الإنسانية المعاصرة والمستقبلية بكفاءة وفاعلية وإقتدار .

بدورها بينت أمين سر اللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم انتصار القهيوي أن أعمال الندوة التي تأتي بمشاركة أكاديميين وخبراء ومختصين من دول السعودية وفلسطين واليمن وقطر ولبنان والعراق وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى المملكة الأردنية الهاشمية تهدف إلى المساهمة في تشخيص المشكلات الإجتماعية والإنسانية التي تحول دون استقرار المجتمعات ، ونشر ثقافة السلام والتفاهم في المجتمعات العربية بشكل يخدم التنمية المجتمعية والإقتصادية .

وأوضحت أن محاور الندوة تتضمن تشخيص واقع المشكلات الإجتماعية والإنسانية في العالم الإسلامي وتأثيرها على السلام والاستقرار العالمي ، والعوامل المساعدة على ظهور المشكلات الإجتماعية والإنسانية المؤثرة على السلام والاستقرار في العالم ، ودور المؤسسات البحثية في مجال العلوم الإجتماعية والإنسانية في تشخيص هذه المشكلات ، وأخيراً اقتراح استراتيجيات وطنية فاعلة لإشاعة السلام والاستقرار العالمي .