تطورات أربكت الموقف الأميركي
رشيد حسن
02-09-2013 04:21 AM
تطوران خطيران اربكا الموقف الاميركي وموقف الداعين لشن حرب على سوريا بتهمة التفجير الكيماوي في الغوطتين، والذي أودى بحياة اكثر من “355” شخصا بريئا، واصابة المئات.. . وفقا لتقديرات أطباء بلا حدود.
التطور الاول : رفض مجلس العموم البريطاني اشتراك بريطانيا في الحرب، بتصويت “285”نائبا ضد خطة كاميرون ، مقابل “272”نائبا ايدوا الاشتراك، ومن تابع النقاش في مجلس العموم، يجد ان السبب الرئيس في هذا الرفض، هو الجرح العراقي الغائر في الجسد البريطاني، بعد ان قاد توني بلير بلاده للاشتراك في تلك الحرب من خلال تلفيق الاكاذيب عن اسلحة الدمار الشامل التي يملكها العراق، وها هو السيناريو يتكرر من جديد، في ضوء تحميل النظام السوري المسؤولية، قبل ان تصدر لجنة التحقيق تقريرها الرسمي، وهذا يعني ان واشنطن وحليفيها كاميرون واولاند اصدرا الحكم على النظام السوري قبل استكمال التحقيق.
موقف العموم البريطاني شكل ضربة قاضية لسياسة كاميرون، واعتبره وزير خارجية المانيا بانه يعبر عن مواقف كافة الشعوب الاوروبية.
لم يتوقف الامر عند هذا الحد، بل اتسعت دائرة الرفض للحرب الاميركية المتوقعة لتشمل الشعب الاميركي نفسه، اذ اعرب أكثر من 70% من هذا الشعب في استطلاع عن رفضهم لهذه الحرب، وطالب “116”نائبا بعرض الامر على الكونجرس، واعلنت دول اميركا الجنوبية ومصر وتونس رفضها المطلق للتدخل العسكري في سوريا ... وخروج مظاهرات غاضبة في اليمن والاردن تندد بالعدوان الاميركي، ودعوة حركة تمرد المصرية الشعب المصري وشعوب الامة تنظيم مظاهرات امام السفارات الاميركية استنكارا لهذا العدوان غير المبرر. التطور الثاني : هو اعلان أمين عام الامم المتحدة بان كي مون، بان تقرير اللجنة النهائي قد يستغرق مدة اسبوعين، لاستكمال تحليل العينات التي اخذت من المواقع ومن الاشخاص الذين تعرضوا للمواد الكيماوية، وهذا اسهم في زيادة ارباك موقف الادارة الاميركية، التي سارعت باعلان مضمون تقارير استخبارية تتهم النظام السوري بالتفجير، دون تقديم الادلة الكافية ، وهي تقارير تعتمد على معلومات زودها بها جهاز الاستخبارات الاسرائيلية، ومصدرها التنصت على المكالمات السورية.
فاذا اضفنا الى العاملين السابقين موقف روسيا والصين الرافض لاتهام النظام السوري ، قبل ان تنجز اللجنة الدولية تقريرها ، واتهام روسيا المعارضة باقتراف جريمة التفجير الكيماوي المروعة، من خلال صور للاقمار الصناعية الروسية، وتصريحات الاخضر الابراهيمي ،المبعوث العربي والاممي لحل الازمة، والتي تؤكد ان لا تفويض من مجلس الامن للحرب الاميركية على سوريا، كل هذا وأكثرمنه ضاعف من ارباك اوباما، وأسهم في تغيير لهجته ، وهو يحاول تبرير الحرب، بانها عبارة عن ضربات صاروخية محدودة، للحفاظ على هيبة وسمعة اميركا، وهو عذر اقبح من ذنب..! ورغم كل ما اسلفنا من تطورات مهمة اربكت دعاة الحرب والعدوان وكشفت عن اهدافهم الخطيرة ، وهي تدمير سوريا كما دمروا العراق وليبيا لاشاعة الفوضى الهدامة ، لاعادة تقسيم المنطقة من جديد ، بعد ان فقدت “سايكس-بيكو” صلاحياتها منذ زمن بعيد... فان الحرب الاميركية قادمة لا محالة، ولن تكون حربا محدودة، بل ستمتد رقعتها الى دول الجوار، وخاصة الى الكيان الصهيوني - كما يتوقع الخبراء العسكريون.
باختصار.....المفارقة المؤلمة التي تدمي القلوب، هي موقف الجامعة العربية، التي اعطت المبرر والشرعية لاميركا للعدوان على بلد عربي وشعب عربي، في حين رفض مجلس العموم البريطاني، وكافة الشعوب الاوروبية الاشتراك في هذه الحرب العدوانية.
انه زمن الانهيار العربي الذي يفرض على الشعوب ان تنهض وتضع حدا لهذه الكارثة؛ التي تهدد بشطب الأوطان، وتحويل الشعوب الى مماليك..!
Rasheed_hasan@yahoo.com