كان السؤال الأهم الذي يطرحه الأردنيون في مجالسهم: هل تقوم القوى الكبرى والإقليمية بهجوم على سوريا بعد انكشاف استعمال النظام لأسلحة الدمار الشامل؟!. فتحول السؤال إلى: متى سيكون الهجوم؟!.
والآن يسأل الناس بعد تعقيد الجهد الدولي: هل سيكون الهجوم أميركياً فقط؟ وكيف يكون الهجوم محدوداً، ولا يرقى إلى مستوى اسقاط النظام؟. ثم ماذا سيكون بعد الضربة الجوية؟
-هل سيتم ارغام الطرفين: النظام والمعارضة إلى الجلوس معاً في جنيف – 2، أم أن الفكرة بكاملها تعتمد على وفاق روسي – أميركي لا يبدو أنه يأخذ شكل المشروعية الدولية في مجلس الأمن.. وأن جنيف2 كانت مجرّد كسب للوقت قدمها الروس لبشار الأسد؟؟
والاسئلة كثيرة ولا نجد ان الاجابات المتاحة مهما كانت مختلفة تتعارض او تتقاطع مع اتجاهات السائل الذي يسأل وعنده الجواب.
الاسئلة كثيرة لان الاردنيين في تماس مباشر مع الاوضاع في سوريا ولا ننسى ان الناس يعتبرون انفسهم من «سوريا الجنوبية» مثلما كان النظام يطرح ولسنوات طويلة مشروع الملك المؤسس: سوريا الكبرى.
كانت سوريا هي الاقرب حتى ظهر صدام حسين في العراق فقد استطاع الرجل ان يقرّب العراق الينا الى حد انه اصبح الشقيق الكبير، فالاردنيون رفضوا مبدأ حصار العراق واستمروا في التعامل معه، والعراق قدم للاردنيين نفطاً شبه مجاني، واستوعبت اسواقه كل المنتجات الاردنية ببروتوكول تبادل تجاري كريم, ذلك أن الاردن وحده كان منفذ العراق الى العالم, وكانت العقبة ميناءه, ومطار عمان حلته بعواصم الدنيا!!
العراق الان صار عراقاً مختلفاً. واذا كان رئيس وزرائه السيد المالكي يقدم رجلاً ويتراجع رجلاً في بناء علاقة استراتيجية مع الاردن, فلأن الرجل لا يستطيع وقف التدخل الاجنبي في بلده, فهل يريد أن يرضي الاميركيين والايرانيين معاً. تركيا والاكراد. السنّة والشيعة.. وهذا صعب!!
سوريا بالنسبة لنا حب مستحيل, فالانظمة في تاريخ سوريا الحديث هي إما ضد الاردن لأنها حليفة محور عربي معين, أو ضد الاردن لاسباب حزبية عقائدية, وكان الرئيس الاسد يرضى.. فيكون الغرام بين عمان ودمشق اشبه بالوحدة, لكنه يعود إلى قواعد النظام فيحشد فرقاً عسكرية على حدودنا الشمالية، ويتوسط الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، ويتم سحب الحشود، وكان الحسين رحمه الله يعلّق أحياناً على هذا الحال العجيب في العلاقات الدولية: لا يوجد حشود على حدودنا، هذه قطعات سورية تتجه إلى الجولان!!.
نحن نهتم لما يجري في دمشق، ولكننا لا نخاف.. فقد تعاملنا مع كل الظروف التي كان يمرُّ بها البلد الشقيق. وكنا نعرف كيف نفرض احترامنا عليه وعلى غيره!!.
الرأي