التدخل العسكري الغربي في سوريا يلبي أهداف إسرائيل
د. جورج طريف
30-08-2013 03:23 AM
طغت انباء التدخل العسكري الامريكي الغربي ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد على الاحداث خلال الايام القليلة الماضية وخاصة بعد اعلان وزير الخارجية الاميركي بأن هناك أدلة ثابتة على استخدام السلاح الكيميائي من قبل النظام السوري ضد المدنيين السوريين واتهامه دمشق بمحاولة إخفاء الأدلة.
وأيا كانت الجهة التي استخدمت السلاح الكيماوي سواء أكانت المعارضة السورية ام قوات النظام فان من الواضح ان قراراتم الاتفاق عليه من قبل الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وبريطانيا بضرورة تنفيذ ضربة عسكرية ولو محدودة ضد نظام الاسد خارج اطار مجلس الامن، ولذلك نلاحظ ان الدول التي تشارك في الضربة بدأت تسوق المبررات لتنفيذ الضربة العسكرية في اطار يتماشى مع القانون الدولي، ومن هذه المبرارات أن السلاح الكيميائي الذي اُستخدم في سورية تحت سيطرة النظام السوري، وأن هذا النظام يستطيع تنفيذ مثل هذه الهجمات باستخدام الصواريخ، وان هناك محاولات من قبل النظام لإخفاءالحقيقة، وتدمير الادلة بالمدفعية، وأن قرار دمشق بالسماح للمفتشين الأمميين بالدخول إلى غوطة دمشق جاء متأخرا، بالاضافة الى التشكيك بصدقية كل ما يقوله النظام.
نحن لسنا مع استخدام السلاح الكيميائي بغض النظر عن الجهة التي تستخدمه لا بل وندين استخدامه بشدة لكن تبني هذه الحجة يذكرنا بما حصل في العراق عام 2002م عندما امطرت الولايات المتحدة العالم بالادلة التي تؤكد وجود السلاح الكيميائي والبيولوجي والجرثومي لدى نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.... واثبتت واشنطن بعد تدمير العراق واحتلاله عام 2003 م خلوه من هذه الاسلحة......فهل نحن امام سيناريو مشابه لما حصل في العراق...؟ وهل الضربة الاميركية الغربية حاصلة بغض النظر عن قرارات لجنة التحقيق اوالتفتيش عن الاسلحة الكيميائية في سوريا....؟.
المعطيات حتى الان تشير الى أن الإدارة الأمريكية بصدد دراسة كيفية الرد على استخدام دمشق السلاح الكيميائي وأن هذا الرد يستجيب للمصالح الأمريكية التي تحاول الادارة الاميركية مخاطبة المحور الروسي-الايراني من خلال الساحة السورية، لكن ماهو اهم من ذلك كله ان الضربة العسكرية المتوقعة لسوريا ستحقق - ان حصلت-مجموعة اهداف مرة واحدة لا تخدم سوى مصالح اسرائيل بالدرجة الاولى يأتي في مقدمتها التخلص من مصادر القوة العسكرية البرية والجوية والبحرية للدولة السورية، ومحاولة جس نبض ايران وروسيا تجاه الضربة العسكرية والتعرف على سيناريوهات الرد الايراني والروسي بهذا الشأن، وايصال رسالة لإيران بأن العالم لن يسمح لها بمواصلة مشروعها لإنتاج سلاح نووي، ولتحقيق ذلك فإن الولايات المتحدة وإسرائيل تجريان اتصالات مكثفة بشأن العملية العسكرية التي تشارك فيها مجموعة دول على سوريا، وأن وفداً إسرائيليا رفيعاً برئاسة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب عامي درور ورئيس شعبة التخطيط في الجيش نمرود شيفر، يجريان مباحثات في واشنطن مع مستشارة الأمن القومي سوزان رايس بشأن هذه المسألة.
العملية العسكرية الغربية على نظام الاسد لم ولن تكون من اجل عيون الشعب السوري بأطفاله وشيوخه ونسائه ولم ولن تكون لحمايته من الاسلحة الكيمائية هي فقط خدمة لمصالح تل ابيب وواشنطن لا غير.
tareefjo@yahoo.com
الرأي