لا نريد ان نظلم الاردن ومطالبته بمواقف لا يمكن ان تكون الا منطقية وصحيحة , فتصريح وزير الاعلام مشكورا حول براءة الاردن واراضية من اي عمل عسكري ضد سوريا كافة, والذي يعكس تمسك الاردن بثوابته وتقديره للمخاطر المستقبلية المترتبة على ما نسمعه من اصوات طبول تدق , باعتبار ان المصلحة العليا تقتضي البحث عن الحلول السياسية وادوات تحقيقها على الساحة السورية .
من حق الاردن ان يدافع عن ارضه وشعبه من اي احتمالات مسيئة, وهي كثيرة ومتعدده . فالروؤيا الثاقبه تحتم ان يبحث الاردن مع ذاته واشقائه واصدقائه كل السبل التي تحول دون تعرضه لاي مخاطر خاصة وان الاردن هدف سياسي خصب للعديد من القوى لمتطرفه ومن بعض الانظمة التي تريد ان تعيد خلط الاوراق في المنطقة , فالاخوة والجيرة عبر عنها الاردن منذ زمن بعيد وبمواقف عمليه , فبالاضافة للمواقف المشرفه عبر تاريخه ومسيرته نراه يجسد هذا التلاحم العربي بطريقة عملية تمثلت بهذا الكم البشري الهائل الذي يستوعبه من ابناء الامة وهو بالاساس يعاني من ضائقة اقتصادية مائية بيئيه معروفة للجميع .
الاستقرار السياسي بالاردن وبداية ترسخ قواعد الاصلاح هو الذي يدفع بالمجتمع الاردن لان يمضي في بناء قواعده المؤسسية كما هو الحال بانتخابات البلديات , والبرلمانية والنقابات ,,الخ وليس لاسباب يحاول البعض ترجمتها بطريقة خاطئة تتجاوز الصواب . فترسيخ المؤسسات الوطنية شعبيا منطلق التغير نحو الدولة العصرية , ولا بد هنا من تثمين ذلك خاصة واننا نقوم بها وسط لهيب مشتعل , وصهيل خيول تمضي نحو دمشق واراضي سوريا . وطبول تقرع في مجلس الامن وعواصم الغرب والولايات المتحده ومحاولات روسية لاجلاء رعاياها من سوريا وتصريحات تؤكد عدم استعداد روسيا لخوض حرب مع امريكي) تختلف عن مثيلتها (البوشيه) فعدم توريط امريكيا بحرب طويله فيها مآسي بشرية وماليه حقيقة اقتنعت بها ادارت اوباما وكانت شعار حملاته الانتخابة التي فاز بها مرتان .
الامريكان مقتنعون من استخدام سوريا للمواد الكيماويه , فالقضية تتعلق بتنصتات استخباريه ودلائل دفع بالادارة الامريكيه السعي لايقاف ممارسة النظام السوري و استخدامه مرة اخرى للاسلحة الكيماوية سواء على المواطنين السوريين او على حلفائها من دول الجوار او على اسرائيل .
الضربه لسوريا قادمة ولكنها على النمط الليبي و بشكل اقل وبعدد طلعات جوية وصواريخ تستهدف 400 هدف حددته المعارضة السورية واستكشافات الاقمار الصناعية والاستخبارية الامريكية , والهدف منها شل حركة الجيش السوري ومراكز مواصلاته واتصالاته وتزويده , ليكون ذلك رادعا يدفع بالنظام السوري قبول المفاوظات السلميه والهرولة لها خاصة وان مؤتمر جنيف 2 على الابواب .
المشكلة الان ليس بطبيعة الضربة على سوريا التي يمكن ان تبدأ بعد ثلاثة ايام اي بعد خروج فريق التفتيش والتحري الاممي , خاصة وان الاستعدادات في البحر الابيض وتركيا جاهزة , بل المشكلة في حالة الهلع التي تصيب الناس والتخوف من استخدام سوريا للاسلحة الكيماويه كحالة تهديد ومساومة وخلط للاوراق السياسية . فتخوف الاردنيين من شطحات بعض المتفلسفين في القرار السوري من ان يكون الاردن احد هذه السيناريوهات وان تكون الاراضي الاردنية احد الاهداف او معبرا لصواريخ متجهة لدول مجاورة اخرى , فان حالة الخوف تصبح مشروعة وتحتاج الى حالة طمأنه من ان قواتنا المسلحة قادرة عن الدفاع عن تراب الوطن وعن الشعب ووضع الحلول لكل الاحتمالات المتوقعة . فقرار الحكومة الطلب من الاصدقاء آليات واجهزة ومعدات متطوره قادرة على الدفاع وردع عملية استباحة الاجواء لاردنية وتعريض الارض والشعب للمخاطر , اصبح الان قرار يستحق من الجميع الاحترام .
دعونا نثق بانفسنا ولا ننقلب على اعقابنا , فمصلحة الوطن العليا تفوق على اي مصالح سياسية او فكرية او مصلحية .