بدران يدعو إلى خطاب تربوي ينمي المهارات والاتجاهات
26-08-2013 06:49 PM
عمون - بيّن أ.د عدنان بدران رئيس جامعة البترا أننا في الأردن بحاجة إلى خطابٍ تربويٍّ عصري، تُنمَّى من خلالِهِ المهاراتُ والاتجاهاتُ نحوَ الإبداع. فهناك قدراتٌ إبداعيةٌ لدى الطلبة، علينا اكتشافُها وحضانتها لتنميتِها، إذْ أن الإبداعَ هو الطريقُ نحو نظامٍ تربويٍ منتجٍ، يُسهِمُ في بناءِ الاقتصادِ المعرفي، داعيا لإعادةِ هيكلةِ التعليمِ، والمؤسسات المعنية بتنمية الفكر كالأسرة والمدرسة ومجتمع الرفاق والتربية الموازية والجامعة، موضحا أن الثروة الحقيقية للأمة تكمن في تنمية مواردها البشرية عن طريق تنمية القدرات الحقيقية العقلية وإنتاج التفيكر، حيث انها هي الثروة المستدامة التي علينا استنباتها في الأمة فوق الأرض، بينما الثروة الطبيعية التي تحت الأرض ستنضب مع مرور الزمن.
وأكد كذلك خلال محاضرة له في مدرسة اليوبيل بعنوان " المدرسة أداة التغيير نحو الإبداع" حضرها اساتذة وطلبة المدرسة، أننا بحاجة إلى إعادة صناعة المدرسة، ودورها كحاضنة رئيسة، لتنميةِ المهاراتِ المعرفية والذكاءِ، وصياغة شخصية الطالب المتوازنة من النواحي السلوكية، والأخلاقية، والروحية، والثقافية، والفنية، والرياضية، والاعتماد على الذات، واحترام التنوّعِ بين الأجناس، والأديان، والمذاهب، والاختلاف في الرأي، وتعظيم الجوامع، واحترام الفوارق، والخروج من الصيغة التربوية التقليدية القائمة على منهاج ومدرسة ومعلم تقليديّ.
وأضاف د. بدران في محاضرته أنه علينا أَنْ ننتقلَ بالصفِّ من التلقينِ الذي يفرضُ الحفْظَ على الطالبِ دونَ فكْرٍ ناقدٍ، وتحليلٍ، واستنتاجٍ، واستنباطِ الحلولِ، وشَحْذِ الذكاءِ، وبناءِ الفكرِ الخلاّقِ، وبناءِ مَلَكَةِ التساؤلِ لدى التلميذِ للوصولِ إلى الحقيقة، علينا أن ننتقلَ إلى النقاشِ التفاعليّ والتعلُّمِ المُدْمَجِ، والتعلمُِّ الإلكتروني، وهنا لا بدَّ من التدريــــبِ المستـــــمرِ للمعلــــم وإثارته عن طريقِ تقنيـــــاتِ التعلّمِ الحديثة لينتقلَ بالصفِّ إلى ورشةِ عصفٍ ذهنيٍّ ونشاطٍ عقليٍّ مركّبٍ وهادف، يتوجّهُ الطالبُ من خلالهِا إلى رغبةٍ جامحةٍ قويةٍ في البحثِ عن حلــــول وترسيخ منهجيةٍ حديثةٍ لديه في عمليةِ التفكيرِ بأسلوبٍ منظّمٍ، وعقلانيٍّ، ولتفجيرِ الطاقاتِ الكامنةِ عنده ليحلق في مداراتٍ معرفيةٍ جديدةٍ، ويستطيع تكوينِ الاتجاهاتِ والمفاهيمِ السليمةِ، وبناءِ المهاراتِ والأفكار.
وتطرق بدران في محاضرته إلى أبرزِ التحدياتِ التي يواجهُها التعليمُ في عصرنِا الحالي، كالتحولاتُ التي باتَتْ تشكلُ ضغوطاً على النظمِ التربويةِ لمجابهةِ حاجاتٍ أساسيةٍ في عالمٍ دائمِ التغييرِ، كتوطين المعرفة، والأخذُ بالاقتصادِ المعرفيّ، الذي يعتمدُ على الرأسمالِ البشريِّ، في تهيئتِهِ نحو الريادةِ والإبداعِ، وثورةُ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتكنولوجيا الحيوية، والهندسةِ الوراثية، وتكنولوجيا النانو.
وتطرق كذلك الى أخطاء المدارس الخاصة بالمنظومة التربوية، كالتركيز على الربحِ قصيرِ الأجل، دون رؤيا مستقبلية وعَدَمُ تبنّي أنظمةِ الجودةِ في التعليم موضحا أنه لتحسينِ نوعيةِ مخرجاتِ التعليمِ فانه لا بد من إصلاح عمليةِ التعلّمِ بما يتلاءم مع مجتمعاتِ المعرفة، والاقتصادِ المعرفي، والأخذِ بالتعلمِ المدمجِ بالتقنياتِ التربوية الحديثة. وربط التعليمِ بسوق العمل الذي أصبح عالميا، عن طريقِ ترسيخِ مفاهيمِ الإبداع، والابتكارِ، وبناءِ الريادة وتشجيعُ البحثِ الذاتي، وإجادةُ اللغةِ العربيةِ كوعاءٍ ثقافيٍّ للأمة .