facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




60 في المئة من شباب مصر يعانون اكتئاب ما بعد الصدمة


26-08-2013 02:34 PM

عمون - "تشعر ببعض الضيق؟" "تماسك!".. "محبط ولديك رغبة في الانعزال عن العالم؟".. "انعزل ولا تزعجنا بتوافه الأمور".. "تتمنى لو إنك لم تولد في هذا التوقيت وفي هذه البلد؟".. «احمد ربنا أنك على قيد الحياة. مثلك ولدوا وماتوا في أعمال عنف هنا وتظاهرات سلمية هناك».

عبارات باتت موحدة في أرجاء المحروسة. تسمعها في المقاهي الفاخرة تتردد بالإنكليزية المخلوطة بالعربية على ألسنة شباب تفاءلوا برياح ربيعية في كانون الثاني (يناير) 2011 وصدموا بدولة دينية في حزيران (يونيو) 2012 وبوغتوا بعنف وإرهاب دمويين في صيف 2013 يهددان ويتوعدان بالقتل إما في مسيرة «سلمية» أو الإصابة في تظاهرة حاشدة أو التوقيف في حظر تجوال صارم.

وتسمع العبارات نفسها في مقاهٍ شعبية يرددها رواد من الشباب الذين لم يجدوا ضالتهم المنشودة من ثورة أو تحول ديموقراطي نحو الفاشية الدينية أو انقلاب شعبي نحو دولة مدنية. فالحال من سيء إلى أسوأ والأوضاع لا تدعو إلا إلى مزيد من الإحباط مع إضافات حول السلامة الشخصية تحت وطأة تهديدات جمعت الأطراف المتناحرة.

الحال النفسية للشباب في مصر تتأرجح بين الإحباط والاكتئاب والقرف والخوف والرغبة في الانتقام. ويظل جميعها – باستثناء الرغبة في الانتقام- ينظر إليه باعتباره من الرفاهيات التي يمكن تأجيلها تحت وطأة الوضع الراهن المتأزم. لكن هذا وذاك وجهان لعملة واحدة.

ملايين البيوت المصرية تضيف إلى قلقها على المستقبل وخوفها من مغبة السدة السياسية وانقشاع آمال المصالحة الوطنية قائمة جديدة من القلق على الأبناء والبنات، إما لمشاعر متضاربة تعصف بهم، أو لإحباط متزايد يتملكهم، أو خوفاً على سلامتهم من النزول إلى الشارع. العطلة الصيفية التي قاربت على الانتهاء تجعل من إقناع الأبناء من الطلاب والطالبات بالبقاء في البيت في غير ساعات الحظر أمراً شبه مستحيل. وهذا يعني قلقاً مستمراً وتوتراً عصبياً يضربان أرجاء البيوت لحين عودة الأبناء سالمين.

وكانت الجامعة الأميركية في القاهرة أجرت دراسة ميدانية عقب ثورة يناير عنوانها «فتح النوافذ على القاهرة الكبرى: التغلب على التوتر والصدمات النفسية في مصر الجديدة». ووجدت الدراسة أن نحو 60 في المئة من المصريين بدت عليهم أعراض الاضطراب النفسي ما بعد الصدمة، وبالتالي قد يحتاجون إلى رعاية نفسية. كما أشارت الدراسة إلى أن المشاركين فيها أبدوا قدراً غير متوقع من الاستعداد للمشاركة والبوح والتعبير عن مشاعر القلق والتوتر التي استبدت بهم على رغم إن تلك سلوكيات غير شائعة أو مقبولة عادة في المجتمع المصري، وهو ما يعني أن الوصمة باتت في حد ذاتها رفاهية.

محمد فضل (22 سنة) يقول إنه يخرج يومياً لارتباطه بفترة تدريب عملي في الصيف قبل بدء العام الدراسي الأخير له في الجامعة. وعلى رغم إنه شارك في غالبية الفعاليات الثورية بدءاً من كانون الثاني 2011 مروراً بتظاهرات دعم مطالب الثورة والتنديد بإخفاقاتها، وانتهاء بفعاليات تفويض الجيش لتنفيذ الإرادة الشعبية بعزل الدكتور محمد مرسي، وعلى رغم يقينه باحتمالات تعرضه للإصابة أو حتى الموت في عدد من تلك المشاركات، إلا أن مخاوفه الحالية تختلف تماماً. «هذه الأيام ومع الكشف عن الوجه الدموي للجماعة التي كانت تحكم مصر، بت أخشى على نفسي وعلى سلامتي في كل مرة أنزل فيها إلى الشارع. وصحيح إن الخوف لم يمنعني من النزول، إلا أنه يسبب لي قلقاً وتوتراً ينعكسان سلباً على تفاصيل حياتي اليومية».



ارتفاع البطالة يزيد الإحباط

التفاصيل اليومية لحياة حاتم علي (24 سنة) تأثرت سلباً هي الأخرى ولكن قبل نحو عام حين تم الاستغناء عنه في الفندق السياحي الذي يعمل فيه بسبب الركود الاقتصادي. انضمام علي إلى صفوف العاطلين، وهو انضمام يتوقع أن يطول بعض الشيء في ظل تعقد الوضع السياسي ومن ثم الاقتصادي. وعلى رغم أن والده يحاول أن يطمئنه قدر الإمكان، إلا أن شعوراً يائساً يتملكه بأنه سيقضي بقية عمره عاطلاً من العمل وعالة على أسرته. طريقته في التفاعل مع وضعه ومشكلاته هي النوم. يستيقظ ليشرب كوباً من الشاي ثم يعاود النوم، وتجبره والدته على الانضمام إلى الأسرة حول مائدة الطعام ليعود أدراجه بعد الأكل إلى الفراش. وتمر الأيام وهو يهرب بالنوم، حتى بات النوم يهرب منه.

ومن هروب إلى مواجهة، لكنها أشبه بمواجهة شمشون مع أعدائه في اللحظات التي تسبق قراره بهدم المعبد على رأسه ورؤوسهم هي ما تختبره هانيا منير (25 سنة). فهانيا حلمت بمصر جديدة في 2011 وفوجئت بمصر مخيفة في 2012 ووجدت نفسها في مصر منذرة باقتتال وعنف دموي في 2013 فقررت أن تجاهر بغضبها أمام الجميع. تبحث في قائمة الأصدقاء عمن شاركوا في اعتصام «رابعة» وتحولوا إلى جبهة سب وشتم بالجيش والشرطة والشعب بعد فض الاعتصام وتنخرط معهم في جدل عنيف حول «رابعة» المسلحة المكفرة لكن من خارجها. وتقودها الصدفة إلى أصدقاء ينددون على صفحات «فايسبوك» و «تويتر» بمطالبات المصالحة ودعوات المهادنة مع أنصار الجماعة التي يجب حلها وحبس رموزها وأقصاء أنصارها، فتتهمهم بالفاشية وتنعتهم بالأنانية. وإذا مرت بضابط شرطة في الطريق تعمدت استفزازه لتتهمه بالعنجهية وتنعته بصفات العنف وسوء استخدام السلطة. وحين أوشكت على الإصابة بانهيار عصبي بعدما تحولت حياتها اليومية إلى سلسلة متصلة من الاشتباكات اللفظية والتناحرات الفكرية، لجأت إلى طبيب أمراض نفسية وعصبية نصحها بتناول مهدئات والخضوع لجلسات مطمئناً إياها بأن عيادته – بعدما أمسك الخشب درءاً للحسد- تنافس جاره اختصاصي المسالك البولية في إقبال المرضى لأول مرة منذ بدآ نشاطهما الطبي.

وعلى رغم الرواج الواضح لعيادات الأمراض النفسية والعصبية في الأشهر القليلة الماضية، لا سيما من قبل الشباب، يعد الإقبال نقطة في بحر التوترات النفسية والضغوط العصبية التي يرزح الجميع تحتها.

ويفرق أستاذ الطب النفسي الدكتور أحمد رمزي بين مشاعر القلق العادية التي تعتري أي شخص طبيعي في ظل وجود حالة موقتة من الخلل الأمني، إذ يشعر بالخوف على نفسه ومن حوله وبيته وممتلكاته، وقد يظهر هذا في صورة شعور بعدم الارتياح ويصحبه تعرق اليدين وآلام في المعدة. لكن لو تطور الأمر ليتحول إلى نوبات فزع ورعب ووساوس عن التعرض لأخطار مهولة تجعل صاحبها يشعر أنه في خطر رهيب وغير قادر على حماية نفسه، وما يصحب ذلك من سرعة دقات القلب وآلام عضلية وفقدان الإحساس في الأطراف أو بعضها، لدرجة تجعل البعض يعتقد أنه يتعرض لأزمة قلبية، فإن اللجوء إلى أقرب مستشفى هو الحل. الأخبار الطيبة التي يحملها عالم الطب النفسي هي إن الوضع الراهن لشباب مصر لا يدعو إلى القلق. «قليل من القلق لا يضر، شرط ألا يتحول إلى اكتئاب مرضي. فالقلق وارد في مثل تلك الظروف وعلى الجميع أن يحوله طاقة إيجابية سواء بالعمل أم الانخراط في نشاط نافع من شأنه أن يفيد الجميع لا سيما مع شيوع الحالة الثورية لدى الغالبية، أو حتى الاهتمام بهواية أو نشاط ما يصرف الفكر بعيداً عن مسببات القلق ولو موقتاً».

لكن تظل السلامة الشخصية هاجساً يقلق الجميع، شباباً وكباراً وأطفالاً، وهي معضلة يصعب حلها نفسياً باستثناء نصائح التحلي بالقليل من الصبر والكثير من الإيمان. الحياة اللندنية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :