لتطمئن هيفا بأن الحكومة أقدر على التعاطي والتعامل وابتداع الواوا لكل مواطن.. فالحكومة - أعزّها الله- في كلّ قرارٍ تتخذه تكون قد منحت كلّ مواطن واوا جديدة وأين منها واوا هيفا.. بالتحديد: فإن هيفا المفترى عليها بأنها تتعرى تلفزيونياً لا يحقّ لها مجرّد الالتحاق بصف البستان في أكاديمية الواوا الحكومية والتي تنهال تباعاً على رؤوس المواطنين بحيث أضحينا طرزانات ولم يعد لدينا أية قطعةٍ نرتديها أو نخلعها.. لقد بات كلّ مواطن واوا تسير على قدمين.وجاءت النكسة الحقيقية والمؤلمة بخسارة هيفاء للقب ملكة التعرِّي التلفزيوني لصالح دومينيك ودانا ليزيد من الظلم والإجحاف بحق رمزنا وفخرنا..
عندما كنّا صغاراً- ولا زلنا- وكان الواحد منّا يتعرّض لإصابة يبدأ بالصراخ والبكاء إلى أن يقوم أحد الكبار فيبوس الواوا حيث تكون تلك البوسة كمسكّن للألم ويتوقف المُصاب عن البكاء، أي أن الواوا كانت حقيقية وكانت البوسة نقية وعفوية.. وجاءت المناضلة هيفاء لتُعلِمنا وتعلِّمنا أن هناك واوا أخرى وأن البوسة لها مذاق وطعم آخر.. وبدأنا نُعيد صياغة مفاهيمنا عن الواوا وعن البوسة، تماماً كرياضة " ما إلك إلا هيفا" حيث بان كم هي الرياضة جميلة وشبقية ومكتظّة بالإغراء والشهوة وحيث كانت أرقى أنواع الرياضة التي نمارسها هي المعابطة والمدافشة والمخابطة.. كذلك حين كنا صغاراً كان الكبار يطلبون منّا أن نبوس التوبة كإعلان بعدم تكرار السلوك الذي استدعى أن نبوس التوبة لأجله.. وكنّا نبوس النعمة عندما نجد قطعة خبزٍ على الأرض.. أيضاً هنا كانت البوسة بريئة وطفولية وإن كانت التوبة يشوبها عدم المصداقية.. وجاء خبير البوس عادل إمام ليعلِّمنا أصول البوس في معظم أفلامه لكنه وبدهاءٍ وذكاءٍ واضحين فقد خلط البوس بالسياسة والذي يمكن تسميته " البوس السياسي أو السياسة البوسية" وقد خلدت لنا السينما المصرية عشرات البوسات المشتعلة حيث لا زالت الذاكرة منتعشة بعددٍ من الفنانين والفنانات ذوي اللقطات الساخنة مثل أنور وجدي ورشدي أباظة وعبد الحليم حافظ وحسين فهمي ونادية لطفي وناهد شريف وسعاد حسني ونجلاء فتحي وميرفت أمين و...
ما علاقة الحكومة؟
الحكومة – اعزّها الله- يمكن اعتبارها أستاذة البوس والواوا السياسية وبامتياز.. فهي في كل قرارٍ تتخذه يخرج الناطق الرسمي ليقدّمه لنا على أنه بوسة لكل مواطن، فيما يكون الواقع أن القرار يشكِّل واوا جديدة لكل مواطن.. لقد اهترينا من البوس الحكومي اسماً والواوا فعلاً.. فالحكومة تمنحنا يومياً واوات جديدة وتقول عنها بأنها بوسات.. لقد أصبحنا متخمين بالواوات وإمعاناً في الأستاذية تصرّ الحكومة على أن نخلع ملابسنا قطعة قطعة حتى بتنا طرزانات لا نملك أية قطعةٍ نرتديها أو نخلعها وهذا ربما ليس سيئاً لأنه يعمل على زيادة الشفافية والوضوح والمباشرة والأبواب المفتوحة والجاهزة.
إذن لنعيد صياغة ما سبق على النحو الآتي: كانت الواوا قديماً حقيقية وموجعة وكانت البوسة صافية وعلاجية.. وجاءت هيفاء بواوتها غير شكل وحقيقية لكنها شهيّة وبالبوسة غير البريئة الشهوانية.. وجاءت الحكومة بالواوا غير المعترف فيها لكنها حقيقية وموجعة وغير شهيّة وبالبوسة المعترف فيها لكنها كاذبة وغير بريئة.
هنا: الحقيقة أين؟ إنني أطلب اجتماعاً عاجلاً بين الحكومة وهيفاء وعادل إمام لعرض وبيان جميع الواوات والبوسات لمعرفة أيها الأشهى والأبقى..
ولتسلم الحكومة وهيفا لنا.. في انتظار سيمفونية " بوس الحمامة" والتي سينبثق عنها ومنها جدارية جديدة بعنوان " الحكومة والحمامة".