وطني الأردن أغذيه .. بدمي وبروحي أفديه
هكذا تعلمت منذ صغري ، وهكذا علمت طلابي عبر مسيرة عملي في سلك التربية والتعليم لمدة 29 عاماً ، وهكذا تأملت من وطني بأن يمنحني الانصاف بان أكون وعلى قدر ما علمت وتعلمت أحد جنده الذين يكدون لأجله ويكافحون في سبيل حمايته وإبراز صورته المشرقة التي نفخر ونعتز بها شامى على الجبين .
أنا الدكتور (يحيى مريحيل البداينة) حاصل على شهادة البكالوريوس في التربية الابتدائية والماجستير مناهج واساليب تدريس والدكتوراة في المناهج وطرق التدريس وعلى نفقتي الخاصة التي لا أزال أدفع جزءاً من الالتزامات المالية المترتبة بسببها ، حيث أنني من أوائل الخريجين بدرجة البكالوريوس في محافظة الطفيلة عام 1980م ، وقد عملت خلال فترة خدمتي معلماً ومساعد مدير ومدير ومشرف تربوي لمدة 8 سنوات ، ومنذ عام 2004 سنة حصولي على درجة الدكتوراة وأنا لم أترك باباً لدى جامعاتنا الأردنية الا وطرقته ، ولكن دون صدى أو جدوى ، وحين لم أجد مؤسسة جامعية أنضم الى كادرها في الأردن عبر بحث واستجداء طويلين ، آثرت السفر الى خارج الدولة (السعودية) لأستطيع اعالة أسرتي المكونة من 7 أفراد والانفاق على أبنائي ، حتى اضطرتني الظروف الى العودة هذا العام الى بلدي الأردن لأتمكن من متابعة أولادي عن قرب ، وعساني أجد لي نصيباً في التعيين بجامعة الطفيلة التقنية ، وأزيد على ذلك أن طلبي رفض لدى الجامعات الأخرى بحجة أن لي حق التعيين وأولوية العمل في جامعة الطفيلة ، التي وجدت بالدرجة الأولى لتخدم أبناء المنطقة .
لا أدري هل يبقى الانسان المجد والمثابر رهيناً للواسطة وروابط القرابة التي تعج بها جامعاتنا وخاصة جامعة الطفيلة التقنية ؟ فمعظم زملائي ممن عملوا في مديرية تربية الطفيلة وممن حصلوا على درجة الدكتوراة بعدى قد تم تعيينهم ، فهل من ليس له واسطة ينتهك حقه وتضيع جهوده سدى ليبقى يقول في نفسه : ليتني لم اتعلم ، نظراً للاحباط واليأس الذي يواجهه ؟
إن جامعة الطفيلة التقنية التي اعتبرناها كأبناء منطقة بوابة ونافذة خيرة تطل على أبناء الطفيلة ، جرت مجرى آخر في التعيينات تحكمه عدم العدالة والانصاف وتقديم وتأخير المعينين حسب الأمزجة والواسطات يقف عقبة كبيرة في وجه الاصلاح الذي بدأه جلالة الملك بنفسه وشدد عليه ، وهذا ما لا يقبله جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه ، ولا وزارة التعليم العالي.
الوطن بحاجة الى أبنائه ونحن له نخدمه ونحرسه بالمقل ونفتديه بالمهج والأرواح ، فأين الجهات المعنية من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومجلس التعليم العالي مما يجري من إبطاء واعاقة واحباط لهمم أبناء الوطن والتعدي على حقوقهم في التعيين ؟ ولماذا يبقى المواطن الأردني آخر ما تفكر به الجامعات سواء في التعيين أو الدراسة ؟ وأين رئاسة الوزراء التي في الوظائف العليا ؟ وهل من تعينوا في جامعاتنا وجامعة الطفيلة تحديداً قد انطبقت عليهم تللك المعايير ؟ أم أنها شكلية فقط ؟
لا أظن أبداً أن أترك وطني للحظة لأسافر الى السعودية لولا أنني ظلمت وأغلقت جميع السبل أمامي وأصابني الاحباط ، ولا أعتقد أن الهروب من الوطن فضيلة أبداً ، الوطن الذي نشمخ ونعتز به وبقيادته أينما حللنا ، أين الانصـــــاف ؟ أين العــــــدل ؟
رسالتي هذه شكوى أكتبها بوجع وحرقة وألم ، وأطلب انصافي لأنال حقوقي كأي مواطن أردني له الحق بالعمل في المكان الذي يناسب مؤهلاته ، وخبراته التربوية التي تعدت 20 دورة في مجالات مختلفة في علم التربية .
رسالتي أوجهها الى سيد البلاد حفظه الله والى كافة الجهات المعنية المسؤولة لتكون بمثابة صيحة لاحقاق الحق ورد كل مخالف الى رشده ، ليبقى الوطن الأردن طاهراً دوماً لا تلوثه بعض الأيدي المشوهة والضمائر الميتة ، وكلي أمل ورجاء بأن الوطن سينصفني وقائد الوطن سيكون لي النصير والعون بعد الله .
والله من وراء القصــــد ، ، ،

المتظلم : الدكتور يحيى مريحيل البداينة
هاتف : 0772113580