نعلم أن الشموع توقد لتنير ما حولها ولكن في الحقيقة هي تحرق نفسها , وبالتالي إن بعض الدول العربية والمسلمة حال تلك الشموع , فتسعى الدول الطامعة والحاقدة على الإسلام أن تشعل الخيط الذي يتوسط كل شمعة من تلك الشموع ,لا لإنارة المكان بل لتحترق وتصبح شيء من الماضي . فضرب الدين الإسلامي وفكره هو المقصد الأول والآخر لها ومهما كلف ذاك , فتضخ المليارات لتجنيد العملاء والخونة والبلطجية ومدهم بالسلاح لتفجير براكين الفتنة والتي ما إن تخمدها الروابط الدينية والإنسانية والوطنية حتى تتفجر من جديد , وهذا ما سمعناه من تصريحات ـ نائب وزير الدفاع الأمريكي السابق رامسفيلد ـ على إحدى الفضائيات والذي قال فيها : " إن النجاح الأكبر والذي تم تحقيقه في غزوا العراق هو خلق الفتنة بين طوائفه ".
ويقصد بذلك السنة والشيعة , وجرى الأمر كذلك على سائر دول العرب والمسلمين في كل حدب وصوب إلى يومنا هذا , وقاعدة ذاك العدو اللدود لطرح الآخرين " فرق تســـ’ـــــــــد " وهي ما تم به ضرب ديننا وأخلاقنا ومبادئنا في عقر دارنا وإيجاد الشرخ الكبير فينا , ولم ينتهي المشروع الصهيوني عند هذا الحد بل ووضعت الدوائر الحمراء حول دول تعتبر عائقا أمام مخططاتهم والتي يتقدمها توسيع رقعة دولة إسرائيل وهو ماكان ينادى به ويخطط له منذ سنوات . فأشعلت نار الربيع العربي حتى أصبح خريفــا بالنسبة لنا ـ وإن كان حق مكتسب للشعوب العربية والمسلمة تغيير من طغى وبغى فيها ـ ولكن الذي لم يكن في حساباتنا أن تجـرَّ تلك الدول لخطر كبير وقاتل ألا وهو " الفتنــــــــة " والتي أصبحت وأمست بسببها دولنا تتقسم, كما ويحرق فيها الحجرالشجر والبشر , ونحن مكتوفي الأيدي عاجزين لا نحرك ساكنا .
ومن هنا نتذكر ما فعله ذاك الصعلوك اليهودي " شاس بن قيس " بإشعال نار الفتنة بين الأوس والخزرج عندما ذكرهم بيوم بعاث , وهو يوم تقاتلوا فيه سابقا, فأرادوا التأهب للقتال من جديد لولا أن زجرهم ونهاهم النبي صلى الله عليه وسلم .فكان كلامه الماء الذي أطفيء به نار تلك الفتنة .فأعلموا أن تمسكنا بأصولنا الدينية والوطنية والإنسانية هو ذاك الماء , وهو السد المنيع الذي يتصدى لتلك السيول والتيارات الجارفة للمهالك , فيا أرباب الغفلة لاتكونوا كحصى السيل يجر من القمم إلى الط’ـمم , واعلموا أنه لاتضمد جراحنا التي تنزف اليوم الإبما نادى به أحد الشعراء :
أبي الاســـــــــــــــلام ولا اباً لي سواه إذا افتخروا بقيــــــــــس أو تميم
وبالتالي لا نريد أن تاخذنا العاطفة ونترك تحكيم العقول , فالخوف الأكبر هو دمار الحاضر بإهلاك القوى القائمة على الدين الإسلامي حتى لا تتمكن من بناء المستقبل لها وللأجيال القادمة, فنحن قوم أعزنـــــــــا الله بالإسلام فإن ابتغينا غير الأسلام دينا أذلنــــــــا الله .