شخصياً أميل إلى خيار الفصل بين ما يجري إخوانياً وبخاصة مؤخراً في مصر والأردن، مستنداً في هذه القراءة إلى غير رافعة لعل أولها تجربتي المتواضعة والقصيرة في إعلام مجلس النواب، إذ كنت قريباً بحكم وظيفتي من نواب الأخوان أي نواب حزب جبهة العمل الأسلامي، لا بل واشتركت معهم في غير لقاء حواري وأكثر من مؤتمر ، كمؤتمر العلاقة بين الإعلام والبرلمان في قصر المؤتمرات بالبحر الميت عام 2007..

أما رافعتي الأخرى فتستندُ إلى متابعتي الحثيثة والموصولة ودون انقطاع، لمعظم ما يجري إخوانياً على الساحة الأردنية وبوجه خاص في السنين الثلاث الأخيرة، ولمعظم ما يتقاطر من أخبار وما يتواتر من معلومات تأتينا تباعاً سراعاً عبر وسائط الميديا المختلفة من القطر المصري الشقيق..

أردنياً وفيما يخص تقلبات الطقس الإخواني المحير أيديولوجياً حتى للأخوان أنفسهم ، بين الخطب والإعتصامات والتصريحات على الفضائيات ، والتي لا جامع يوحدها أو مشترك فكري يشرعها، وذلك وفق مقولة أن لكل شيخ طريقة فقد يقول واحدهم في الصباح شيئاً يصرح بنقيضه مساء اليوم ذاته، وهم في هذا التغير المناخي يشبهون أيلول والذي قد يكون (طرفه مبلول) كما نقول بالعامية أو ربما يكون حاراً أو جافاً ، أقول..أني و فيما يتعلق بإخوان الأردن سأحاول أن أمسك عليَ قلمي وحتى اشعارٍ مؤجلً قد يكون في مقال قادم..

أما على صعيد ما يجري في مصرالكنانة، والتي نُؤمّن بقولنا آمين على ما قيل أنه حديثٌ منسوب الى الرسول عليه الصلاة والسلام هو (خير أجناد الأرض جند مصر فهي في رباط الى يوم القيامة )، فقد استبشرنا خيرا بإنحياز المصريين إلى خيار صناديق الانتخاب، والتي جاءت بمرسي رئيساً للمصر (الدولة المدنية) و(لجميع المصريين ) بحسب مرسي نفسه في خطاباته الأربعة أمام الجيش ومجلس الشعب (الخ)، غير انه سرعان ما انقلب أيلولياً من النقيض الى النقيض ، حين حنث بقسمه الدستوري وراح ومعه إخوان حزب الحرية والعدالة يطلقون سراح السجناء الإرهابين وإطلاق يد أعوانه ليعيثو فساداً وظلماً لمصر والمصريين..

وفي خطابه قبل الأخير الأثنين الماضي كشف الفريق أول عبد الفتاح السيسي النقاب عن غير معلومة في غاية السرية والأهمية ، فعن المسوغ الرئيس لإقالة الرئيس مرسي باح السيسي امام الشعب بأنه ومعه سبعة من قادة الجيش والمخابرات والأمن، قد اجتمعو بمرسي بناءً على طلبهم لإمرً خطير لا يقبل التأخير يتعلق بمصير مصر والمصريين ..
إلى ذلك فإن هناك أيدٍ خارجية بدعم من الداخل تخطط لتقسيم مصر إلى ثلاث دول دينة ومدنية وقبطية ، وذلك وفق سيناريوهات موضوعة وإعادة رسم خرائط أطلعو مرسي عليها ، ناهيك بمعلومات غاية في خطورة تتحدث عن وجود مئات الالاف من الارهابين دخلوا شبه جزيرة سيناء ، والتي بذلك اصبحت ساحاً مشاعاً هملاً لتنظيم القاعدة ولم تستثنِ المعلومات تواجد حماس أيضا..

غير أن مرسي وعلى الرغم من خطورة ما حدث به السيسي ورفاقه راح يطلب منهم ما لا يمكن تنفيذه ، إذ أمر بأن يرسل السيسي مدربين وسلاح إلى الجيش الحر السوري وأن يأتي، بعض قادة هذا الجيش لتدريبهم في مصر والأنكى من ذلك كله إصداره عفوا رئاسياً عن إرهابيين داخل المعتقلات المصرية ..!