قبل أشهر قليلة،سمع أبناء منطقتي أن جلالة الملك سوف يأتي لزيارة الحديقة التي تبرع بها إلى المنطقة فتوافد المواطنون وهم يحملون أوراقا صغيرة ليعطوها لجلالته أو لمن ينتدب عن جلالته ، وحقا جاء مندوب وكانت النساء في غاية البهجة بعد أن وصلت أوراقهن.هذا موقف لا يعبر عن حب الشعب لملكه وحسب،بل يظهر أن الشعب لا يثق سوى في الملك لحل مشاكلهم بعد أن تيقنوا من أن حكومات سابقة غير آبهة بهم، فطوال العام نقرأ في الصحف أن جلالة الملك تفقد إحدى المناطق وحل مشاكلها،التي لم تستعص على الحكومات المتعاقبة بل كانت غير آبهة بها، ولعل زيارة الملك العام الماضي إلى محافظة الزرقاء وأمره للوزراء بحل مشاكل ثاني محافظة في المملكة عددا وتلوثا وفقرا لدليل دامغ عن التقصير الذي تفشى بالحكومات ولولا تفقد الملك لما حلت مشاكل في البادية والأغوار والزرقاء ومنطقتي الأكثر تلوثا في الأردن لواء الهاشمية- الزرقاء.
ظل السؤال الصعب لماذا لا تقتدي الحكومات بجلالة الملك وتنطلق إلى المحافظات ، ولماذا تنجز مشاريع الديوان الملكي بسرعة كبيرة بينما مشاريع الوزارات تحتاج إلى أعوام من المطالبة وأعوام من السعي وعقود من التطبيق، ولعل هذه المعادلة كانت توصلنا إلى حل إشكالية حبه وولاءه للملك وبغضه للحكومة .
تفاءل المواطنون برئاسة المهندس نادر الذهبي للحكومة ، وذلك لأن الشعب ارتاح إلى تاريخه في قيادة سلطة العقبة وتأهيلها اقتصاديا ، ولأنه رجل أفعال يشهد له تاريخه وليس كلامي الذي قد يعده البعض نفاق وتقرب ، ولأخوته للباشا محمد الذهبي الذي قاد أهم جهاز أمني في البلد إلى أعلى مستويات الرقي والضبط كما أشرت في مقال سابق ،وتظل نقطة جوهرية تطمئن المواطنين وهي أن نادر الذهبي من رجال الملك .
فبعيداً عن المصطلحات التي شغلتنا لكتابة مقالات و حوارات، مثل الديجتال ، أو المحافظين ،أو الليبراليين ، فكل هذا لا يعنينا فنحن لسنا في ظرف الترف الثقافي ،بل في أشد الحاجة الماسة لمن يخدم الوطن وفي الحال دون مسميات ، ولا نحتاج لعبقرية احد ر لإغناء الأثرياء بل في إنقاذ مواطن سيعجز عن المتطلبات الأساسية، وكما قلت بعيدا عن المصطلحات والمزايدات ثمة رجال أوفياء يثق فيهم الملك بأنهم يبحثون عن الأردن وليس عن أنفسهم، لبناء هذا الوطن مستغلين الكرسي الذي يجلسون عليه لخدمة الوطن والمواطن وليس خدمة أنفسهم ومعارفهم.
هؤلاء الرجال ناجحون في حياتهم خارج الوظيفة الحكومية والتي تتحول لهم كتكليف وليس تشريف ، ولا يحتاجون إلى منصب يزيدهم مكانة .
وحتى نخرج من الإنشاء ،فما جعلني استبشر بما سيقدمه نادر الذهبي حجبه لمنصب التحكم عبر المستشارين الإعلاميين ، ولقاءه الشخصي مع الصحفيين و زيارته إلى المحافظات سيما محافظات الزرقاء ، والمفرق ولواء الرصيفة و الرمثا ، فكم تمنى المواطن أن يُكسر الحاجز العاجي،ويخرج الرئيس إلى الشعب ،فيرى حياتهم، ويستمع لهمومهم ، ويبدأ بالأمر لإتمام مشاريعهم.
نعم استبشر بك خيراً وأتمنى أن لا تكون فترة حماس كما يحصل مع أي مسؤول جديد بل عهد ميداني لرئيس وزراء لم يعين في رئاسة الوزراء بل استلم غرفة طوارئ ،لشعب أصيب بصدمة اقتصادية أتأمل منك أن تكون كما عهدنا برجال الملك أوفياء مبتكرون ميدانيون.
فأنا أفكر دوما إذا حلت علي فاقة أو مصيبة أن لا أرجو بعد الله لا نائبا ولا وزيرا بل أتجه فورا إلى الديوان فلا يشعر المواطن سوى هناك بالأمان،فهل تكسر الوزارات حاجز الكسل برئيسها الذهبي .
http://omarshaheen.maktoobblog.com/