تبرز وسط الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في أردننا - حماه الله ورعاه – عجائب وغرائب ، تكاد لا تحصى ، وقد احترت في تفسير معظمها ، وأود أن أعرض بعضا منها ، فكلماتي غيض من فيض .تفرق حكوماتنا " الرشيدة " حيث لا تجوز التفرقة ، تفرق بين الغذاء والدواء ، إن خفض تاجر ما سعر سلعة ما – جدلا – فهو حر في تجارته ، وله أن يرضى بالربح القليل ، وبورك به وبأمثاله فقد نظر بعين العطف للمواطن المسكين ، أما إن خفض صيدلي ما سعر دواء ما ، وقنع بربح قليل ، فقد خرج على الملة ولا بد من عقوبة تناسب فعلته الشنعاء !! هل يحتاج المواطن المسحوق – أكثر من مبيضات الغسيل – الغذاء ولا يحتاج الدواء ؟ .
ُتشكل حكومة أردنية جديدة ، وتقدم بيانا وزاريا عظيما في طروحاته ، وتطلب الثقة من مجلس النواب ، ويزاود البعض في منح الثقة لتصبح ثقة ونص ، وتنالها ، وتعزف فرق الطبل والزمر والتهليل والتبريك ، كل يقدم التهاني لإبن عشيرته أو ابن منطقته الذي سيفعل العجائب ، وتمر 100 يوم ، وتعلن جهة ما نتائج استطلاعات رأي إلى ما آلت إليه شعبية حكومة " دولته " ، وتحل أزمات منها تسمم ، ومنها رفع أسعار ، وغير ذلك كثير ، وتبدأ الهمسات عن تعديل وزاري قادم ، ويتم تعديل أو أكثر ، لا يعدو " تبديل طواقي " ويزداد علو الأصوات الداعية لرحيل الحكومة ، فترحل غير مأسوف على " شبابها " فقد تولت المسؤولية عدة شهور فقط ، لينضم إلى نادي أصحاب المعالي السابقين سرب جديد من المنتسبين .. وُتشكل حكومة جديدة ، ويبدأ مسلسل التهليل والتسحيج من جديد ، ولا يتغير الحال أبدا . أليست أعجوبة أردنية أن نمدح ونقدح خلال أشهر قليلة ، وبنفس الرتابة ؟ .
ُتقرر الحكومة " الرشيدة " أو إحدى الهيئات التابعة لها ، صرف علاوة أو مكافأة ، ينال نصيب الأسد منها المسؤول الكبير ، وتتناقص القيمة لتصبح فتاتا يناله الموظف البسيط ، وكأن المسؤول الكبير لا يكفيه راتبه الذي يتألف من 4 خانات ، وأسطول من السيارات ، وسفر وانتقال ، وورش عمل ، وزيارات خارجية وما يتبعها من علاوات ومياومات ، وغير ذلك . أظن أن سبب صرف العلاوات والمكافئات لـ " الصغار " هو لتمرير العلاوات والمكافئات لـ " الكبار " فقط .
الرياضة بشتى أشكالها تهذيب للنفس ، وتدريب للجسم ، لكن الرياضة الأردنية في واد والروح الرياضية في واد آخر ، أي نسر أزرق وأي مارد أخضر وأي .. وأي ، تعصب وشتائم ، وإدعاء بالتفوق وكأن نادي برشلونة أو روما أو منشن غلاد باخ أندية أردنية ، فرقنا متواضعة الأداء والقدرات جدا ، لا تزيد قدراتها على تحقيق نصر هزيل على فريق أضعف منها وفد من إحدى دول وسط آسيا ، لنتخيل بعدها أننا عمالقة الكرة العالمية . جعلنا منها سببا للنزاع والشقاق ، وإثارة النعرات . لنمارس الرياضة لعبا وتشجيعا بشكلها الصحيح وإلا لنتركها ، ولا ندعيها .
الوطن بحاجة لمواطنيه ، والمواطن بحاجة لوطنه ، والجسم بحاجة لعقل ، الصحوة مطلوبة ، والتعقل يبدو غائبا في كثير من أمور حياتنا .
haniazizi@yahoo.com