على أثر الصدام الإعلامي بين تركيا وإسرائيل حول سفينة خرق الحصار على غزة ، ومقتل عدد من الأتراك على يد الجيش الإسرائيلي ، ارتفعت أسهم تركيا بشكل عام واردوغان بشكل خاص في العالم العربي.
عزز هذه الحقيقة الانسحاب الدراماتيكي لأردوغان من المنتدى الاقتصادي العالمي في سـويسرا لعدم السماح له بالرد على الرئيس الإسرائيلي بيرس ، مما اعتبر انجازأً يبرر استقبال اردوغان عند عودته إلى بلده استقبال الفاتحين ، مع أن مشكلته لم تكن مع بيرس بالذات ، بل مع مدير الندوة وهو صحفي مستقل من حقه ان ينظم الحوار.
هذا الصعود الإعلامي لتركيا عربياً ، وتقديم نفسها كحليف للعرب ضد إسرائيل فتح الباب للدراما التركية لتجتاح الفضائيات العربية بشكل يقارب الغزو الثقافي.
المسلسلات التركية التي أثارت إعجاب بعض سيدات البيوت تمثل مستوى متدنيا ً ، ففي كل مسلسل مؤامرة وخيانة زوجية ، وابن حرام مجهول الأب ، وغرفة المستشفى ، وتجسيد عادات وأعراف متخلفة فيما يتعلق بالزواج والحياة الاجتماعية وملكية الآغا للأرض والفلاحين.
حكم الأتراك الامة العربية أربعمائة سنة ليتركوها أكثر تخلفاً مما كانت عليه في العصر العباسي. وإذا كان المجتمع العربي قد تطور بسرعة بعد سقوط الدولة العثمانية ، فإن الريف التركي ما زال عند نفس مستوى التخلف الذي تركته السلطنة العثمانية.
اردوغان ُيوصف بالرعونة السياسية والإدارية ويقدّم نفسه كخليفة للسلاطين من آل عثمان. وتركيا لم تعد تتمـع بالسمعة الرفيعة في العالم العربي التي اكتسبتها مؤقتاً ، فقد تصالحت مع إسرائيل ، واستأنفت علاقاتها الاستراتيجية معها ، وكشفت عن طموحات اردوغان الذي يرى نفسه سلطانأً عثمانياً يقف على رأس المنطقة.
المحطات الفضائية في مصر والإمارات العربية المتحدة أوقفت بث المسلسلات التركية كرد على المواقف العدائية للدولة التركية تجاه العرب ، وكان يجب أن توقفها قبل ذلك لأنها تروج لسوء الاخلاق والتخلف والغش والتآمر ، ويبقى على محطات إم بي سي أن تأخذ القرار نفسه خاصة وأنها هي التي أدخلت الانحطاط التركي إلى كل البيوت العربية.
المسلسلات التركية على تعددها ليست أكثر من نسخ مكررة عن بعضها البعض ، ساقطة فنياً ومؤذية اجتماعياً ومرفوضة ثقافياً.
الراي.