(ابنة الغيم) للغزوي ضمن إصدارات عجلون مدينة الثقافة الأردنية
22-08-2013 03:39 AM
عمون - محمد جميل خضر - يتأبط المكان، الكاتب الزميل رمزي الغزوي في كتابه الجديد «ابنة الغيم»، يحمله شبراً.. شبراً، قامة.. قامة، وخصال ذاكرة لا تموت. ويقرأ في الكتاب الصادر عن وزارة الثقافة في 213 صفحة من القطع المتوسط، كواحد من إصدارات عجلون مدينة للثقافة الأردنية، تفاصيل الأمكنة والحارات والشجر والحجر والعادات والتقاليد والطقوس وعنفوان الصبا، بحدب شجيّ شهيّ، معتدّ باللغة كجدار أخير ضد العاديّة والعاميّة والاستسهال. الغزوي يستعيد عبر نصوص الكتاب المنجز في مطبعة السفير لصاحبها خالد حتر، والمُصَمَّم من قبل الكاتب سمير اليوسف، عادات بعينها، عاشها وتفاعل معها في مدينة عجلون وما حولها.
هنا في نصوص تتقاطع بين النَّفس القصصي والصورة الشعرية الوصفية المحدقة في تفاصيل المشهد، وبين أجواء المقال الصحفي وتجلياته، لا يعود المكان مجرد مسجد أو كنيسة، ولا يعود الزمان مجرد يوم في رمضان أو لحظة من غروب أو موعد مع السفر أو العودة أو الليل أو النهار، بل يتعدى أثر اللحظة الملتقطة السرد ومرادفاته إلى خلق حوارية مع الأشياء المحيطة واللحظات المتحققة حروفاً في الكتاب، فإذا بالأنسنة تتحول إلى هاجس لدى الغزوي، ويصير القمر في زمن المكان ومعانيه بطلاً، والشجرة بطلة، والحارة والمسجد و(المزنّرة باللبن) وطقوس الزفاف والفاردة والزفة و(القليّة) وقطط شباط و»أبو الجود» و(الخرفيش) والدالية والزيتونة المعتقة و»تفاح المجانين» وغيرها وغيرها جميعها أبطالا داخل أفياء النص، ومقارباته وفي عمق لغته المسترسلة مع لحظتها وتداعياتها وطرافتها وخصوصيتها.
76 عنواناً يتضمنها كتاب الغزوي الجديد المرفوع إهداؤه إلى: «أمّنا عجلون، ابنة الغيم، فنستقي شعراً ومطراً وبيلساناً». تبدأ من «القلعة نزق البراكين» ولا تنتهي عند: خُمرةُ العروس، ورد الغريب، خيط من زيت، طعم القبلة الأولى، بلوط ونرجس، أنا عكازك يا جدي، اغتيال القرية، المجد للحب والدحنون يا جدتي، غيمة القهوة، درب القدس، (العكوبة)، بنت العيد، تلعبوا (دحول)، شجرة الفقيرة، أسكدنيا، صبايا وادي العريس، شهر مشمشي، قمح ومنجل، بطيخ بجبنة، بوظة جبل الشيخ، كرات البطم وعيدان ملوخية وغيرها من العناوين.
«ابنة الغيم» هو الإصدار الثالث عشر للغزوي الحاصل خلال مسيرته على خمس جوائز أدبية، بعد ثلاث مجموعات قصصية: «غبار الخجل» 2000، «مواء لجلجامش» 2003 و»موجة قمح» 2005، وبعد عدد من قصص الأطفال والكتب الموجهة لهم، وبعد ديوانيّ شعر: «خيط من زيت» و»مدن عاجزة نفسياً» وعدد من الإصدارات الخاصة بمقالاته ونصوصه وخواطره. الراي.