قراءه اوليه في التعديل الوزاري
أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
21-08-2013 08:27 PM
يبدو انه كلما اقتربنا من حسن الظن ببعض المسؤولين اطلوا علينا بما يخيب ظننا. و كلما املنا ان زمن رجال مضوا و تركوا بصمات و محطات مضيئه في تاريخ الاردن قد ينبلج من جديد, خرج علينا نهج من الاقصاء و الاغراق في التفريق بين مناطق الاردن ليثبت اننا حالمون.
ما يدور من حديث في الشارع بان دولة الرئيس لم يخرج عن نهج السنوات الاخيره في اقصاء الشمال الاردني و تهميشه و الابقاء على تمثيل ديكوري لذر بعض الرماد في العيون.
و كأنه لا يكفى ابعاد جزء غالي من اردننا العزيز من المؤسسات المختلفه ليستكملها دولة الرئيس بالتعديل الحالي الذي يشعر المراقب بان هنالك نهج في حرمان جزء غالي من الوطن بالمشاركه في تنمية الاردن. و يستذكر البعض في الشارع الاردني في الشمال بتندر ما قاله احد رؤساء الوزاره السابقين من ان الوزاره اعتمدت الكفاءه و الولاء و كأن لسان حاله و حال الوزاره الحاليه بان الشمال بكل قياداته و علمائه و مفكريه يخلو ممن تنطبق عليهم تلك الشروط.
ليس المقصود هنا تقسيم الوطن او طرح اقليمي او مناطقي و لكن من منطلق قناعتنا بان المشاركه و عدم الاقصاء هما ركيزتان اساسيتين للمحافظه على البلد و استقراره و ان من يقسم او يمارس الاقليميه هو من يمارسها بافعاله و ليس من يطالب بحقوقه حفاظا على الوطن.
و سيبقى نهر اليرموك يروي ظمأ معان و الطفيله و ستبقى حمامات عفرا و مياه العقبه تسكن الام اربد و المفرق و جرش و عجلون و ستبقى بادية الاردن تلهم كل عاشق لتراب الاردن.
الاردن سيبقى و التاريخ سيكتب. و كما كتب احرف هزاع و وصفي و شرف بحروف من نور فانه سيكتب كل من اقصى و الغى و همش بحروف اخرى. و سيكتب ان نهج السنوات الاخيره باقصاء مناطق اردنيه اصيله و عزيزه نهج خاطئ.
لقد توقعنا ان يخرج المسؤلين بدروس مستفاده مما حدث في الاردن و الجوار و اهم الدروس توسيع المشاركه و تحسس هم المواطن و توقعنا ان يشكر المسؤولون الشعب الاردني على وعيه و وطنيته و انكاره لذاته من اجل الوطن لنجد ان ما تعلموه لا يتعدى دروس الالتفاف و الظن بالقدره على غسل الادمغه و شراء الوقت. و هنا اؤكد بأن الاردني لن يضحي بامنه و وطنه مهما استفزته الحكومات و لكن لا يجوز ان يستغل احد ذلك لابتزاز المواطن او تمرير قرارات غير مقبوله.
التعديل باختصار اختزل الاردن بمدين و اطياف و همش مناطق باكملها و لم تنجو محافظات الشمال من ذلك و حتى اربد جوهرة الاردن عروس الشمال كان لها من التهميش نصيب. و كنا نتمنى ان يكون التعديل بدايه لعهد جديد و تصحيح مسار لنجد اننا كنا واهمون.
و نقولها و نؤكد اننا لن نخذل الاردن يوما مهما اقصينا و همشنا. لن نخذل ذره من تراب الاردن ما دامت سهول اربد تنبت سنابل القمح الذهبيه و ما دامت اعمدة جرش واقفه كهمم رجالها و سنواصل الدعوة للاصلاح بالقلم و الاسلوب المتحضر الى ان يغير الله الحال برجال من ايام وصفي و هزاع. فالاردن لكل الاردنيين شركاء و ساده و ليس اجراء او عبيد.
دامت الاردن عزيزه و دام الاردنيون شم الانوف اعزة كشجر البلوط و السنديان.