قبل شهر تقريباً، قرأت تحقيقاً في الزميلة «الغد» يتحدث عن تمكن الدكتور محمد الدباس من قسم الهندسة الميكانيكية في جامعة مؤتة من اختراع ثلاجة لا تحتاج إلى كهرباء أسماها «ثلاجة الفقراء».. حيث تمنى ان يكون اختراعه هذا بمثابة «حدث» استثنائي للطبقة الكادحة في الأردن والعالم.و يأتي اختراع الدكتور الدباس شعوراً منه بحاجة الناس له وخدمة للمجتمع في المناطق النائية وبكلفة بسيطة وصديقة للبيئة، حيث تعمل «ثلاجته» بمبدأ التبخر.( طبعاً هذا الاختراع الجديد جاء بوقته وعلى «الوجع» تماماً، لا سيما بعد ارتفاع أسعار الكهرباء الذي تفضّلت به علينا الحكومة الحنونة).
على أية حال.. عن طريقة عمل «ثلاجة المسخّمين» قال المخترع الدبّاس إن الابتكار الذي توصل إليه يوفر نظام تبريد باستخدام الطاقة الشمسية بدلاً من البطاريات أو الكهرباء من خلال تخزين هذه الطاقة، وباستخدام الطين أو مادة ماصة للماء كالإسفنج والماء، مؤكداً أن هذه الثلاجة لا تحتاج إلى كهرباء، فهي توظف مزيجاً من توصيل الحرارة والحمل الحراري، وعلاوة على ذلك فإنه يمكن صناعتها من المواد المتاحة الشائعة مثل الورق المقوى والرمل..
أتلاحظون؟؟؟ كلما ضيّق علينا وعلى عيشنا، كلما توسّعت عقول النشامى وجعلوا لنا من الضنك مخرجا..فبفضل الله صار لدينا «صوبة الفقراء /الجفت والحطب»..و»ثلاجة للفقراء حجر وطين « وغداً «غسالة للفقراء- دلو أمنشن وزرّ نيلة»، مروحة للفقراء « غطا علبة تانج».. «مكوى للفقراء-فردة كندرة 44»...ثم تتوالى الاختراعات التي تشفق على حالنا وتقاتل من أجلنا كي نبقى أحياء نرزق..مثل: سيارة للفقراء، تلفزيون للفقراء، موبايل للفقراء، راديو للفقراء، سشوار للفقراء، كمبيوتر للفقراء..والقائمة تطول وتطول ..
أتساءل أيهما أسهل أن نقلب حياتنا كلها ونخترع أدوات كهربائية واليكترونية ووسائل معيشية وطرق اتصال ومواصلات صديقة للفقراء ..ام نخترع حكومة «صديقة للفقراء»...فمهما اخترعنا واقتصدنا وانكمشنا وتقلّصنا ووفرنا ...الاّ إنهم ما زالوا يستطيبون قرشنا...
د.محمد الدباس أقول أعانك الله، جهدك مبارك لكن :
« 100 مخترع ما لحّق ع «حكومة»..
ahmedalzoubi@hotmail.com
الرأي