facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




تحية محبة واعتزاز إلى مخابراتنا العامة


د. معن ابو نوار
20-08-2013 08:43 PM

تحية من أعماق الوجدان إلى مخابراتنا الأردنية العامة ، التي عرفها هذا الباحث عبر خدمته العامة منذ اليوم الأول من قيامها ، وعبر تطورها حتى أيامنا هذه.

إنها تحية عرفان لدورها العظيم الذي لا غنى عنه في حماية كل أردني وأردنية، وكل حبة من ترابنا الوطني، وكل ما ننتمي إليه ، وكل قطرة من دمائنا، وأرواحنا وأمننا وسلامنا واستقرارنا ، ضد كل مفاجئة تتربص بنا ، وكل عدو ينوي خرابنا ودمارنا.

إنها تحية محبة وتقدير واعتزاز ، سبقنا في تقديمها قائدنا جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ، إلى مديرها الفطن المنتبه القدير ، وكل نشمي فارس من فرسانها الشجعان ، في رسالته السامية إلى مديرها معالي الفريق سعد خير ، التي كلفه فيها بصياغة استراتيجية الأمن الوطني الأردني.

ليست هذه العجالة موجهة إلى الغالبية العظمى من شعبنا الأردني الواعي المنتبه الفطن ، الذي أعطى خيرة وطليعة أبناءه وبناته للخدمة الوطنية في مخابراتنا العامة ؛ بل هي موجهة إلى الأخوة الذين وقعوا في مصيدة الغفلة ، ووسواس بعض الفضائيات ، التي سواء علمت أم لم تعلم ، لم تميز بين بعض أجهزة المخابرات التي وجهوا النقد إليها ، سوا صدقوا ، أم لم يصدقوا ، وبين مخابراتنا الأردنية العامة. وهي موجهة خاصة إلى القلة الضئيلة التي تكاد لا تذكر ، من الذين يدعون القيادة السياسية ، وهم منها براء، والذين يحتمون ويحصنون أنفسهم بحماية مخابراتنا العامة في حريتهم بما ينتقدونها به في دكانينهم وصالوناتهم من هراء. ذلك لأن مخابراتنا العامة هي المدافعة عن حريتهم ؛ وهي التي تحمي تمتعهم بحقوق الإنسان بما تقوم به من دفاع مكين ، وسهر دائم ، ومقدرة فائقة ، عن شرفهم وكرامتهم وأرواح أسرهم وأبنا وبنات وطنهم.

الأهمية الكبيرة لأجهزة المخابرات العامة في الدول المتطورة والمتقدمة التي تحاول أن تضمن أمنها واستقرارها الداخلي ، وحصانة وحماية أمنها الخارجي ومصالحها الإقليمية والعالمية، في حقيقة أنها أجهزة علم ومعرفة ومعلومات وحسب. وهي في مفهومها المؤسسي ومسؤولياتها لا تعنى بسيادة وتنفيذ الدستور والقانون بموجب السلطات الدستورية التنفيذية والتشريعية والقضائية، لكنها وبكل تأكيد ممكن تعنى عناية فائقة مختصة حتى بمجرد النية مهما كانت، ومن قبل أي كان في الوطن أو في بقية العالم، للنفوذ إلى وإصابة سيادة الدستور والقانون والأمن والنظام في الوطن، فتقدم حولها المعلومات الدقيقة الصادقة للسلطة الشرعية المختصة. المخابرات العامة ليست سلطة تنفيذية أو إجرائية، وليس لديها صلاحيات مانعة أو مانحة من الوجهة الديمقراطية وحقوق الإنسان خاصة في الحريات الخاصة والعامة. وهي مؤسسة تشكل بصيرة الدولة الذكية المنتبهة، وهي حصن الدولة ضد الإهمال والغفلة والمفاجأة، وهي قلعتها المنيعة ضد اختراقها من قبل أجهزة المخابرات الأخرى.

المهمة الرئيسة التي تقوم بها المخابرات العامة في ميدان الشؤون الخارجية هي أن تبقي الحكومة على إطلاع كامل حول ما يجري في الدول ذات العلاقة المؤثرة معها في جميع المجالات التي تتعلق بمصالحها العليا، خاصة إذا وجدت فيها أية نية رسمية أو غير رسمية للقيام بعمل أو إجراء يضر بأي مصلحة من المصالح العليا للوطن. وتقدم المخابرات العامة المعلومات الدقيقة الكاملة عنها إلى مرجعها المختص ، عادة رئيس الوزراء أو رأس الدولة، بموجب القانون.

أما مهمة المخابرات الرئيسة في الشؤون الداخلية فهي أن تبقي مرجعها على إطلاع كامل على أية نية أو محاولة تقوم بها أية جهة أو فرد أو جماعة أو دولة معادية أو ما شابه، بهدف إلحاق أي ضرر بالوطن أو أي مواطن ، أو أية مصلحة وطنية، وتقوم بإبلاغ مرجعها عنها قبل وقوعها بهدف منعها.

لذلك تعتبر المخابرات العامة عين الوطن الثالثة التي لا تنام أبدا، لكي ينام المواطنون جميعا بأمن وسلام ، وهي عقل الوطن الثاني الذي يبقى صاحيا منتبها حارسا لكي يتمتع الوطن بالثقة والراحة والاستقرار النفسي والروحي ، وهي ضمير الوطن الأمين على حريته وكرامته وحقه في جني ثمار كفاحه من أجل الحياة الأفضل. ولذلك تعتبر مؤسسة المخابرات العامة حارسة وحامية مؤسسات الوطن ومواطنيه ضد الوقوع في الغفلة وعدم الانتباه ، ورادعة للمفاجئات الخطيرة ضد أمنه وسلامه ومصالحه العليا. ولذلك يختار أبنائها وبناتها من خيرة أبناء وبنات الوطن، وأقواهم شكيمة وبسالة، وأكثرهم انتماء للوطن والمواطنين. ولذلك لا يخاف من المخابرات العامة أو يعاديها من داخل الوطن إلا كل من يعادي الوطن، أو كل من ينوي إصابة الوطن والمواطنين بأذى أو ضرر أو خطر يكرهون. ولذلك أيضا فإن تأييد المخابرات العامة هو تأييد للوطن ؛ ومساعدتها على القيام بواجبها المقدس خدمة للوطن؛ ومنحها الثقة والمحبة والأخوة والاعتزاز بها في قلب مصلحة الوطن.

الدولة التي ليس لها مؤسسة مخابرات عامة يخدم الوطن فيها أذكى أبنائه وبناته، وأشجع شجعانه، وأوفى الأوفياء له ، وأشد المنتمين له ، وأصدق المخلصين الأمناء إخلاصا وأمانة في خدمته، دولة يسهل زوالها في عصر معارك المخابرات الخفية السرية، وعصر الحرب النفسية الخطيرة التي تستعر هذه الأيام.

لقد حرص جلالة قائدنا الأعلى حرصا عظيما على تطوير وتنمية جميع عناصر قواتنا المسلحة الأردنية، ومن أهمها ، سواء للقوات المسلحة، أو للوطن كله ، مخابراتنا الأردنية العامة، التي تعتبر من أقدر مثيلاتها حتى في الدول المتقدمة. وهي تستحق منا جميعا، كل واحد منا، كل الثقة والتقدير والمحبة والإعجاب الذي نقدر عليه، لأنها منا، وهي لنا ، ومن أجل خير حياتنا الحرة الكريمة، ومستقبلنا الذي نكافح من أجله.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :