انتقل إلى دار الحق المرحوم عماد القسوس من أسرة بترا ، وقبل فترة علمت بوفاة المرحوم عصام عريضه ، وعلى امتداد ربع قرن لمعرفتي لبعض رموز الصحافة الأردنية والكتابة فيها ، أترحم على من فقدنا من أعمدة العطاء ، وأتمنى العمر المديد لمن ما يزالون في مواقع الخبر والكلمة والاحتراق بالأحرف وموعد الصدور وأرجو أن تسعفني الذاكرة لإسداء المودة والشكر والعرفان للعديد من الأسماء والشخصيات والتي ساهمت في مسيرة الكلمة بإخلاص وصبر وتضحية وعرفتهم بدرجات متفاوتة بين المعرفة الشخصية والمودة والاحترام وزمالة المقال . ابدأ بالاعتذار أن سقطت بعض الأسماء دون قصد وإنما للنسيان ، واذكر الأسماء مع حفظ الألقاب : فوز الدين البسومي ، هاشم خريسات ، عبد الله حجازي ، عمر عبنده ، إبراهيم العجلوني ، محمد العبوشي ، سمير الحياري ، علي ابو طبنجه ، كارولين فرج ، حيدر مدانات ، احمد سلامه ، المرحوم احمد المصلح ، نبيل الشريف ، محمد جميل عبد القادر ، فهد الفانك ، سليمان عربيات ، فخري قعوار، صلاح جرار وغيرهم ممن لا تحضرني اسماءهم.
خلال الأعوام الماضية من المشوار مع الكلمة والتي تزيد عن الربع قرن ، وبعد الاستراحة خارج الوطن ، ارجع للذاكرة ولصحفنا ومواقعها الالكترونية لقراءة المقالات والتعليقات والاستمتاع باللغة العربية بعد الإشباع باللغة الانجليزية ، وللحقيقة المجردة أن ثمة حرفية عالية لدى العديد من الكتاب وأهل الصحافة في الوطن وذلك مقارنة مع العديد من المدارس الصحفية الأجنبية ، ولعلها مناسبة لتوجيه التقدير للأقلام الواعية الناضجة المسؤولة والتي تتناول العديد من القضايا المحلية والعامة والدولية ببعد نظر وحيادية وإبداع ، ولعل مشوار الكتابة بعد سنوات وسنوات يوضح خطوات المسيرة والأعمال المنجزة خلال العقود الماضية والتي تلزمنا قراءتها الرجوع إلى الحقيقة وقت حدوثها وتصور مرور تلك السنوات مثل لمح البصر .
أوردت هذه العجالة التوثيقية للوفاء إلى العديد ممن تشرفت بمعرفتهم خلال المداومة على الكتابة في العديد من مؤسساتنا الصحفية ، ويدعوني الواجب إلى توثيق مضمون ذلك ضمن مشوار الانتقال بين كتابة القصة والمقالة والتحقيق الصحفي والتعليق ، حيث استطعت الهروب من مصيدة الصحافة إلى مجرد الكتابة .
استعرض السنوات الماضية بعد خبر رحيل المرحوم عماد القسوس ، واشعر بمدى قصر مشوار العمر والحاجة لتدوين العديد من الذكريات في الوقت المناسب ونشرها توضحيا للحقيقة والوفاء لأصحاب الفضل والخير والعطاء .
مع مسيرة الصحافة والخبر ، هنالك العديد من الجند المجهولين وراء الخبر سواء في الجريدة أو وكالة الأنباء أو المحطة الفضائية أو المطبعة والتحرير والترجمة والتدقيق اللغوي ، وكم اشتاق للحظات قبل تحول المقال إلى خطاب ومراجعة المطبعة والحصول على البروفة الأولى والثانية وتدقيقها واعتمادها والعديد من الطرف والنوادر في رحاب مؤسساتنا الإعلامية وأسرتها الممتدة من البوابة وحتى سقف الحرية وقصتي معها عبر الأيام والسنوات ومشوار انتظار صدور المقال بفرح خاص .
في ذمة الله العديد من الأعزاء والذين غادروا قبل إلقاء تحية الوداع ، ومع زحمة الحياة تذوب العديد من الذكريات وخصوصا الصحفية والإعلامية ، فهل ندرك أهمية تحول دفتر المذكرات الشخصية إلى صفحات ترصد تفاصيل ما يحدث قبل مغيب الحدث وتحوله إلى مجرد نقاط مبعثرة هنا وهناك ؟
أرجو بعد فترة كافية من الكتابة سرد العديد من مراحل الانتقال من خطوة إلى أخرى قبل فوات الأوان.
ولرواد بترا وأسرتها ولرموزنا الإعلامية والصحفية الأمنيات بدوام العطاء وطول العمر .
fawazyan@hotmail.co.uk