رسالة من طفل الكرتونة إلى أمه
14-01-2008 02:00 AM
والدتي العزيزه التي لم اراها ..
قال الله تعالى :{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } فقد ذكر الله سبحانه وتعالى حقكما بعد حقه مباشرة، فأي حق وأي تشريف أعظم من ذلك،في درس التربية الإسلامية كان الموضوع عن بر الوالدين وبدأت المعلمة بالحديث الشريف التالي(عن ابي هريرة (رضي الله عنه) قال: جاء رجل الى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي، قال: امك، قال ثم من؟ قال: امك، قال ثم من؟ قال: امك، قال ثم من؟ قال: ثم ابوك) أثارني ذلك الحديث الشريف وخفت انني مقصر بحقك واخاف ان يحاسبني رب العالمين على ذلك القصور يوم القيامة فقد بينت لنا المعلمة أهمية بر الوالدين ولو بالكلمة فحتى أف يا امي هي من عقوق الوالدين ، ومن هنا احببت أن اكتب لك هذه السطور ، لاشكرك على كثير من الأمور التي كنت سبباً لها ولم تسمح لي ولك الظروف ان اراك وحتى ان ارسم لك صورة في مخيلتي واكون الابن البار بك منذ لحظة ولادتي.
أمي العزيزة
اشكرك لانك اخترت لي اعظم أب فقد دست على كل المبادئ والأعراف الإجتماعية التي كنت تعيشينها وتخطيت كل الحواجز والتقاليد وصممت أذناك عن صوت "أخوالي" وقد وضعوا فيك ثقتهم المطلقه عند دخولك وخروج من البيت أما ابي فما ان سمع بأنني انمو بداخلك فقد تغيرت ملامحه على الفور فقد كان ملاك طاهر وانسان شاعري حالم فرش لك الارض حريراً حتى اخذ حاجته منك ثم انقلب على الفور ذئب بشري يردد عبارات "بما انها سلمت نفسها لي ، اذا من الممكن ان تسلمها لغيري......فهي رخيصة "
امي العزيزة
اريد ان اشكرك لأنك اخترت لي حجر الحاوية كمهد لي فقد مدتني بوافر الدفئ والحنان الذي احتجته فقد تربيت مع القطط وبقايا الطعام وما زلت اشتم رائحة تلك الحاوية التي ولدت فيها واحن لها فقد تلحفت ببقيا كرتونه عندما اشتد البرد ورضعت من زجاجات فارغة حليب فاسداً ونعمت بدفئ المكان .
امي الحبيبه
عندما خرجت منك للحياة حبست الدمعة والصرخة والتي هي حق مشروع لي هل تعلمين لماذا ....انا اقول لك لكي لا افضحك بين الناس فأثرت ان آتي إلى الدنيا وبعكس كل اطفال العالم صامتاً لا باكياً ، فهل هذا من بر بك؟
امي الغالية
سألت المعلمه الطفل مؤمن الجالس بجواري عن سلوكه مع والدته فأجاب بأنه يقبل يدها عند الخروج للمدرسة ويقبل رأسها عند العودة وانها تمسح على رأسه في كل مره وتنتظره على شباك المنزل لحين عودته ....أعجبت المعلمه بسلوكه وطلبت منا التصفيق له بحرارة ....لقد صفقت له يا امي وانا لا اعرف معنى ما قام به ولم اشعر بشئ حيال فعله فهل هذا من بر الوالدين .
امي الحبيبة
اشكرك لانك لم تكبحي جماح شهوتك الرخيصة فما ان سمعت ذلك الكلام المعسول حتى اصبحت سلعة رخيصة هنا وهناك انت استمتعتي لثوان معدود وانا أتحملت ذلك العبئ الثقيل لشهوتك ما دمت حياً ، المجتمع يا امي لم يرحمني فنظرات الجميع ترمقني بذنب الزنا وانا لم ارتكبه بالأمس يا امي عندما تشاجرت مع زميلي بالمدرسة علا صوته بشتمي واخذ يصيح هذا ابن الحاوية هذا اللقيط ..لم استيطع إلا ان اهجم عليه وعندما هممت بضربه تذكرت ان إدارة المدرسة سوف تطلب مني إحضار ولي أمري ....عندها استسلمت لضرباته المبرحة ولم اقاوم ولو بكلمه واحده .....
امي الحنونه
غداً بعيد الأم سوف اضم هدية وفرت ثمنها من عطايا المحسنين ومعها وردة حمراء إلى صدري ومن ناحية قلبي وأضعها بقطعت كرتون تشبه التي ولدت بها بالقرب من الحاوية عسى ان تزوريها بعيد الأم وتصلك هديتي ، وأكون بار بك وارد لك طلقه واحده من طلقات النفاس.
امي الحبيبة
لم استطع ان اكمل شكري لك لان دمعتي .......