أما وقد تطورت الازمة المصرية وتتجه نحو الأسوأ فيحضرني بأسى انقسام الشارع العربي والاسلامي مع أو ضد وغاب عن ذهن الجميع أن كل الاطراف هي مصرية وعربية واسلامية وأن الدم والتصعيد لن ينهي خلاف ولن يعيد مصر الى سالف اسقرارها وان الوفاق والتوافق هو الموقف الاجدى من كل الاطراف من مصر وخارج مصر.

اعتقد ان الفرصة التاريخية للاخوان المسلمين لاعادة انتاج مواقفهم التصالحية وخصوصا التنظيم العالمي ومنهم اخوان الاردن لطرح مبادرة توافق وحل للازمة والتناغم مع موقف القيادة الاردنية لاستثمار الموقف المعتدل لجلاله الملك والتواصل لتقديم مبادرة عربية واسلامية حيادية موضوعية بعيدا عن لغة الاتهامية والاصطفاف اللاموضوعي وتقديم نموذج من من الدولة الارنية وحكماء الاسلاميين للتدخل الايجابي ومحاولة تقديم نموذج عربي غير منحاز لوقف هدر الدم ودعوة الجميع الى العودة الى طاولة الحوار ضمانا لعدم استنساخ التجربة السورية.

اعتقد انا الاردن قيادة واسلاميين قادراً على قيادة تجربة جديدة لادارة مشهد المصالحة وان نترفع عن خلافاتنا الداخلية وعدم انتظار تعيين مبعوث دولي او مجلس الامن أو المنظمات الغربية فقط لتسوية خلافاتنا والاردن هو الاقدر على تقديم هذا النموذج الايجابي .

واتمنى عن يقرأ البعض هذه السطور بعيدا عن الانحياز والتطرف او التشكيك لأن الدم المصري الذي يراق وسيراق اغلى من مواقفنا الحزبية او الفكرية وقيم العروبة والاسلام التي نشأنا عليها تؤلمنا وهي تذوب امام الانقسامات الحزبية والفكرية التي فتتنا جميعا واذا لم نترفع عن لغة الاتهامية والاصطفاف سندفع جميعنا ثمنا غاليا لا يتمناه الا عدو او حاقد.