بعض البوح يا عمان .. "تضمين"
خالد أبو الخير
19-08-2013 02:20 AM
ليس في يدي أن أوسد شعرك الحرير يا عمان، ولا أن أغني ما ضَممْتِهِ بين العين والنون، فبعض العشق في هكذا زمن.. جنون، وكلام العقل في سوق "حرامية" سرقة الحقائق، واحتكارها وإنكارها جنون يليه جنون.
قصتك معي أبسط من زقزقة عصافير في سفوح اللويبدة ومطالع ماركا الشمالية، أعتق من سوق الخضار القديم وامتداد المهاجرين، وأبهى من درجاتك التي تقلع بمتسلقيها إلى الذرى.
قصتي قصة عشق بسيطة، لم يبخل بظله على تفاصليها صنوبر وكرمة وياسمين، ومدرج وجبل تاج وأشرفية وجوفة.
ليس الانتماء كلاما، وإن كان حفنة من ترابك تساوي الدنيا وما فيها، ونشقة من هوائك ورشفة من مائك تعادل المنتجعات والأبراج السامقة والشواطئ كلها.
يقيسون أرضك بالدونمات، وأقيس نبضك بقلبي وشراييني، يُحدثون ويهدمون مبانيك القديمة، ويقصفون أشجارك لتوسيع غابة الرخام، غابة الصمت الصلد، بدل غابة تغريد العصافير وهتاف الأغصان، وأظل أهوى التمشي العذب في وسط البلد، والاتكاء على جدران تبوح بنزر من تاريخك ولا تبوح، وأشجار ما فتئت إخوتي، لها مثلي حق الحياة وحق الشمس والمطر . اعذريني فقلما اعترفت بامتداداتك الجديدة، لأن العشق كالمحراب.. قديم .. مقيم.
ودهمك الربيع، وأنا لا أعرف إلا ربيعاً يعلو ثغره البِشْر، في عين غزال التي كانت قبل أن يدهمها تلوث وبنايات، ووادي السير، حين كان الماء سيراً ينفث الأوكسجين والنسور وصوت مهور الريح تصهل في المدى، بدل عوادم سيارات.
دهمك ربيع ليس كالربيع، يرفع فيه سائرون شعارات صادمة، شعارات ما مرت قبلاً ببال دواة، ينادون بها بكل شيء، وينقمون على كل شيء، ولا ذكر لكِ فيها ولا مكان. وأنا الذي أحبك، ولطالما فنيت في عشقك، أي شعار أرفع، غير شعار: أحب عمان.
..سامحيني يا عمان، فبعض العشق، كما يقول نزار "تضمين"، وبعض البوح تضمين.