القضية الشركسية، افتعال الانفعال وتواطؤ أممي *محمد عودة
mohammad
18-08-2013 05:56 PM
القضية الشركسية، افتعال الانفعال وتواطؤ أممي في 28 يونيو 2013 و في مبنى البرلمان الأوروبي عقد مؤتمر "أبخازيا وأوروبا - الطريق إلى التفاهم والتقارب." في الواقع، كان هذا المؤتمر بديلاً عن اليوم التقليدي للثقافة الشركسية، الذي يعقد سنوياً من قبل اتحاد الشراكسة في اوروبا (يورو خاسة).و وفقاً لمنظمي هذه الفعالية-بأن هذه الخطوة تساهم في تعزيز وتنمية و توحيد الشعب الشركسي، وذلك لأن أبخازيا، مثل الأعضاء الآخرين من شعوب شمال القوقاز هي جزء لا يتجزأ من المجتمع الشركسي العالمي و لا يجوز أن تفصل أبخازيا عن الجسد الشركسي، فبحسب قول مؤسس يورو خاسة ادميرال ديزديمير بأنه و أعضاء منظمته يعتقدون بأن جميع شعوب شمال القوقاز هم شراكسة، وبالتالي، كل واحد منهم لديه الحق في طرح و مناقشة مشاكله في اليوم الشركسي في البرلمان الأوروبي.
ولكن في الوقت نفسه،شن الكثيرون من رؤساء المنظمات الشركسية في العالم حرباً اعلامية شعواء ضد الأبخاز و اعتبروا خطوة يورو خاسة غامضة جداً و بنفس الوقت مسيئة لقضية الشركس فعلى سبيل المثال، قال أحد الناشطين من الحركة الوطنية الشركسية (الأردن) "عدنان كوديبيردوك "و الذي يعمل بنشاط على تعزيز فكرة التطرف الشركسي للفصل بين الشركس و بين الشعوب الاخرى في شمال القوقاز) بأن إعطاء الأبخاز الحق في طرح مشاكلهم في اليوم الشركسي في البرلمان الأوروبي يعد سرقة لمجهود عدة سنوات لناشطين شراكسة و يحرمهم بذلك إمكانية الحوار المباشر مع البرلمانيين الأوروبيين، و بأن طرح مسألة الوقفات التضامنية امام السفارات الروسية في العالم يوم 21/05 من كل عام بالنسبة له هو اكثر اهمية من طرح و نقاش مشاكل التنمية الاقتصادية والاجتماعية في أبخازيا.و لكن و مع كل هذه الخلافات حول إعطاء ابخازيا الكلمة في اليوم الشركسي و تبادل الإتهامات بين ممثلي المنظمات الشركسية و بين منظمة يورو خاسة لاحظت بأن و لا واحدة من المنظمات الغربية الداعمة لقضية الشركس بهذا الموضوع و خاصة مركز السيطرة الأمريكي في المنطقة - مؤسسة جيمس تاون. لم تصدر اطلاقاً اية تصريحات حول الموضوع و تصوري لذلك،هو عدم وجود القدرة لدى هذة المؤسسات المدنية للتأثير على البرلمان الأوروبي في مسألة منحه الكلمة لأية جهة يراها مناسبة و تستحق الوقوف خلف هذا المنبر و أتوقع بأن مؤسسة "جيمس تاون" تسعى حالياً لإستخدام هذه الفرصة السانحة لتخدم اهدافها التي نعرفها جميعاً لمحاولة زعزعة استقرار الوضع في شمال القوقاز ,و ذلك بإثارة النعرات العرقية بين شعوب القوقاز الواحد. فمن الممكن أن سبب عدم اظهار اي اهتمام من قبل مؤسسة جيمس تاون حينها بالخلاف الشركسي في البرلمان الاوروبي ،كان يجري وفق مخطط رسم بدقة لتحويل الانتباه بعيداً عنهم لكي يتابعوا لعبة الاستفزازات و اللعب على وتر النعرات من خلال أشخاص و للأسف هم محسوبون على القيادات الشركسية.وهكذا، يبدو أنه في الوقت الحاضر لا تزال هناك قوى تسعى لمحاولة اللعب على الخريطة الشركسية بمساعدة من المنظمات الشركسية ،و التي تنحصر مهمتهم بتأليب الرأي الشركسي العام ضد اخوتهم الابخاز و العمل على ضرب العلاقات الاخوية التاريخية بينهم و ذلك لإدخال البلبلة و الفرقة بين أبناء المجتمع الشركسي الواحد.هذا الوضع يتطلب الوقوف طويلاً عنده و يحتاج منا دراسةً و تحليلاً واضحاً لتقييم تصرفات هؤلاء الأفراد و الذين يعتبرون انفسهم قادة لمنظمات الشتات الشركسية ،فإصرارهم هذا على إثارة الصراع بين الشركس والأبخاز، لا و لن يخدم مصالح الامة الشركسية و قضيتهم و إنما يخدم مصالحهم الشخصية فقط ,فإلى متى سنسمح لأشخاصٍ تحكمهم اهوائهم المزاجية و المصالح الشخصية فقط في تحديد مستقبل الامة الشركسية الواحدة ؟ فكم يحتاج الشراكسة الأن الى ترتيب بيتهم الداخلي و تقويته حتى لا ينطبق عليهم المثل الذي يقول" بيته مهرهر و جاي يتمختر ".
*محمد عودة/ باحث مختص بقضايا القوقاز ومقيم في موسكو