الإعلام الحكومي .. إلى أين ؟! .. مصطفى الفاعوري
18-08-2013 04:14 PM
يعد إعلام المؤسسة الحكومية جزءا من مؤسسات الدولة وصوتها الذي يستمع إليه الجمهور المتلقي ويعرف انجازاتها كما انه يمثل وحدة قياس نشاط المؤسسة الحكومية ومدى نجاحها في تحقيق أهدافها المرسومة والمحددة من قبل الجهات العليا وتوافقها مع خطط عمل التشكيل الحكومي والمؤسساتي للدولة .
إن إعلام المؤسسة الحكومية مطالب بالترويج لنشاطات مؤسسته الحكومية وأعمالها وانجازاتها ، وبرامجها المختلفة بأسلوب مهني فاعل ، يضمن لها إيصال رسائلها بدقة ووضوح ، على كافة المستويات الوطنية والإقليمية والدولية ، وحيث أننا نجد عندما تتشكل الحكومات المتعاقبة ويوجد بها وزارات مختصة بالإعلام أو ما يطلق عليه مسمى وزير دولة لشؤون الإعلام , وتحدث غالبا" أمور وقضايا مهمة كثيرة يتوجب من خلالها الإدلاء بتصريح رسمي لتصويب معلومة خاطئة , أو لتعريف المواطنين بفوائد قرار حكومي أو بنتائج و حيثيات تلك القرارات , ولكن للأسف لا نرى أو نسمع من ذلك شيء , إلا عند حلف اليمين الدستورية للتشكيل الحكومي أو عند اقتراب موعد التعديل الحكومي .
إن التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم في مجال الاتصال ، وثورة المعلومات ، والمواقع الإخبارية الإلكترونية وتقنيتها ، تقضي بإعادة النظر في تنظيم "الإعلام الحكومي" ، بصورة تواكب هذه التطورات ، وطريقة تعامل الحكومة مع وسائل الإعلام. .
إن المتتبع للإعلام الحكومي المرئي والمسموع يجد بأن هنالك فجوه عميقة في مواكبة التطور الهائل بالمجال الإعلامي وتكرار للبرامج منذ عشرات السنين أكل عليها الدهر وشرب , حيث أننا صرنا نستذكر الزمن الجميل للمؤسسة الإعلامية الحكومية بشقيها ( المرئي والمسموع ) بالثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي وفي قلوبنا حسره على ما هو عليه الواقع اليوم , بينما عندما ننظر إلى المؤسسات الإعلامية الخاصة والتي لم يمضي على تأسيسها إلا بضع سنوات فأنك ترى التجديد ومواكبة العصر بالبرامج المختلفة لتواكب اختلاف الأذواق والأعمار والمستويات التعليمية المختلفة , وبإمكانيات ماليه ليست بالكبيرة ولكن بجهود شخصية واستثمار للكفاءات الإعلامية ووضع أسس عمليه وعلميه لذلك وفق برنامج زمني واضح الأهداف للارتقاء بتلك المؤسسات بفترة زمنية قصيرة , فكل يعمل بكامل طاقته ليحقق الانجاز أو ليكون جزءا" منه .
وختاما" فانه يجب على الحكومات العمل على تطوير الإعلام الرسمي وذلك من خلال العمل على تقليل مركزية إدارة الإعلام , وإتباع نهج إدخال العاملين في مكاتب الإعلام التابعة لوزارات الدولة والمؤسسات الحكومية في دورات تطويرية لمواكبة أخر المستجدات في الإعلام العالمي , والبعد كل البعد عن وضع الشخص غير المناسب بالمكان المناسب وفقا" للأهواء أو للعلاقات الاجتماعية المختلفة , حيث انه في اغلب الأحيان تكون وظيفة الناطق الإعلامي وظيفة فخرية , و العمل بكل جهد على ابتكار وتنفيذ أفكار جديدة للبرامج المختلفة , ويتم ذلك بحسن اختيار مقدميها , وبأتباع أسلوب حضاري وبسيط في طرح المواضيع التي تمس هموم الوطن والمواطن بحيث تكون قادرة على إيصال مشكلة أو فائدة ما بأسرع وأفضل الطرق ووفق أعلى معايير الشفافية والحيادية .
الدكتور / مصطفى خليل الفاعوري
Mustafa_Faouri@hotmail.com