الاسلاميون يدعون لتظاهرات جديدةرغم سقوط 83 قتيلا في "يوم غضب" دام في مصر
17-08-2013 03:38 AM
عمون - (ا ف ب) - دعا تحالف اسلامي مؤيد للاخوان المسلمين الجمعة انصار الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي لمواصلة التظاهر الاسبوع القادم رغم سقوط 83 قتيلا على الاقل في "يوم غضب" دام في اشتباكات جديدة تحولت الى ما يشبه حرب شوارع في مناطق متفرقة بين قوات الامن ومتظاهرين مؤيدين لمرسي.
وخلال يوم الجمعة، سقط نحو 83 قتيلا في اشتباكات بين انصار مرسي الاسلاميين وقوات الامن في ثماني مدن مصرية على الاقل.
ودعا "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، تحالف الاسلاميين الرئيسي، في نهاية هذا اليوم الدامي الى "التظاهر السلمي طوال الاسبوع القادم ليكون اسبوع +رحيل الانقلاب+".
ووضعت الحكومة المصرية هذه الاحداث في اطار مواجهة "مخطط ارهابي" تقوده جماعة الاخوان المسلمين، بعد يوم من اعطاء وزارة الداخلية قواتها الضوء الاخضر لاستخدام الرصاص الحي.
وسقط 39 على الاقل من انصار مرسي في اشتباكات مع وقات الامن في ميدان رمسيس بوسط القاهرة.
وقال احد الشهود لوكالة فرانس برس انه احصى 27 جثة في مسجد الفتح حيث اقام انصار مرسي مستشفى ميدانيا، بينما ذكر شاهد عيان اخر انه شاهد 20 جثة، مضيفا ان "جثثا اخرى كان يجري ادخالها الى المكان" فيما كان هو يغادره.
من جهته، قال مصور لفرانس برس ان 19 جثة اخرى على الاقل وضعت في مسجد التوحيد في شارع رمسيس على مقربة من الميدان.
واشتعلت النيران في مبنيين كبيرين في محيط ميدان رمسيس بؤرة مواجهات اليوم في القاهرة.
وقال التليفزيون الرسمي ان قوات الجيش والشرطة سيطرت بشكل كامل على الميدان في وقت متاخر من ليل الجمعة.
وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها انها القت القبض على 263 من العناصر المسلحة من انصار جماعة الاخوان المسلمين.
وبدات احداث اليوم الدامية عقب صلاة الجمعة حيث خرج المئات في تظاهرات مناهضة للسلطات الجديدة في مدن متفرقة تلبية لدعوة وجهتها جماعة الاخوان لاحياء "يوم غضب" ردا على فض اعتصامين رئيسيين لها في القاهرة الاربعاء، في عملية قتل فيها وفي اعمال عنف مرتبطة بها 578 شخصا.
وفي القاهرة، التي عاشت منذ الصباح اجواء متوترة ترافقت مع اجراءات امنية احترازية بينها نشر اعداد اضافية من قوات الامن، وقعت اشتباكات في محيط ميدان رمسيس وسط العاصمة تخللها اطلاق نار من اسلحة رشاشة، كما اظهرت لقطات تلفزيونية.
وبحسب شهود عيان، عمد بعض المتظاهرين الى القاء انفسهم عن جسر قريب خوفا من قوات الامن التي كانت تتقدم باتجاههم.
ووضعت 39 جثة على الاقل في مسجدي الفتح والتوحيد في منطقة ميدان رمسيس عقب الاشتباكات بين قوات الامن والمتظاهرين المؤيدين للرئيس الاسلامي المعزول، بحسب ما افاد مصور لفرانس برس وشهود عيان مستقلون.
وقال امير مقار لفرانس برس عبر الهاتف من رمسيس انه شاهد "عددا من مناصري مرسي مصابين باصابات مختلفة ويتلقون العلاج في مستفى ميداني في مسجد".
وتصاعدت اعمدة الدخان الاسود في سماء ميدان رمسيس، الذي تقع فيه محطة القطار الرئيسية بالبلاد، بعدما اشعل انصار مرسي النيران في اطارات السيارات، وذلك بحسب الشاهد ذاته.
وقال الصيدلي احمد ابراهيم عبر الهاتف وهو يشارك في مسيرة رمسيس "انا هنا ضد عودة حكم العسكر وليس تاييدا لمرسي".
واضاف "نهتف +الشعب يريد اعدام السفاح+"، في اشارة منه للفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري الذي قاد عملية عزل مرسي مطلع تموز/يوليو الماضي.
وفي انحاء اخرى من البلاد، افادت مصادر طبية رسمية عن مقتل 44 شخصا.
وقال مصدر امني ان 10 قتلى بسقطوا في مدينة السويس على قناة السويس شرق البلاد بعد ان فضت قوات الامن اعتصام لانصار مرسي في ميدان الاربعين الرئيسي في المدينة.
وسقط 9 قتلى في مدينة الفيوم وسط البلاد و 8 فتلى في مدينة دمياط شمال البلاد.
وفي مدينة العريش في شمال شبة جزيرة سيناء، استهدف مسلحون يعتقد انهم متطرفون اسلاميون الجمعة بالصواريخ مقار حكومية بعد اندلاع مواجهات بين قوات الامن وانصار مرسي اسفرت عن مقتل 4 متظاهرين واصابة 19 اخرين، بحسب ما قالت مصادر امنية وطبية وشهود عيان لفرانس برس.
وقال مصدر امني ان "المسلحين استهدفوا استراحة للمحافظ بثلاثة صواريخ كما استهدفوا مديرية الزراعة في العريش".
وقال مصدر طبي ان "ثلاثة متظاهرون سقطوا في اشتباكات بين قوات الجيش وانصار الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي بالاضافة لسقوط 12 جريحا"، وكان
وفي مدينة الاسماعيلية الواقعة على قناة السويس، قتل اربعة اشخاص واصيب 11 اخرون بعدما اطلق الجيش الرصاص لتفريق تظاهرة مؤيدة لمرسي امام مسجد الصالحين في المدينة الساحلية، بحسب ما افاد مصدر امني.
وفي شرق مصر، قالت مصادر طبية ان "شخصا قتل في اشتباكات بين انصار الرئيس المعزول محمد مرسي والشرطة اثناء محاولة اقتحام مركز شرطة العرب ببورسعيد" على قناة السويس.
وقال شاهد العيان اسلام البلاسي لفرانس برس عبر الهاتف ان "انصار الرئيس المعزول مرسي هاجموا قسم شرطة العرب بالاسلحة الالية بعد تشييع احد ضحايا فض اعتصام رابعة"، مضيفا ان "الجيش ناشد المواطنين بعدم النزول للشارع".
ومساء، دعا متحدث باسم جماعة الاخوان المسلمين الى انهاء تظاهرات الجمعة وتنظيم مسيرات يومية.
وفي وقت مبكر من صباح الجمعة، قتل شرطي واصيب ثلاثة اخرون بينهم ضابط في هجوم شنه مسلحون على حاجز امني في القاهرة الجديدة صباح الجمعة، بحسب ما اعلن التلفزيون الرسمي. وقبيل اندلاع التظاهرات الغت اعداد كبيرة من الكنائس المصرية الخدمات والاجتماعات اليومية تحسبا لاي احداث عنف قد تطاولها، وذلك بعد يومين متواصلين من الاعتداءات التي طاللت عددا كبيرا من الكنائس عبر البلاد وخصوصا في الصعيد (جنوب مصر).
واعلن الانبا مرقص اسقف شبرا لفرانس برس انه "تم الغاء الخدمات والاجتماعات اليومية في الكنائس بحسب ظروف كل كنيسة"، موضحا انه "جرى احراق 40 كنيسة ودار خدمات على مستوى مصر" في الايام الماضية.
وكانت اعمال العنف التي عمت مختلف انحاء البلاد الاربعاء، في واحد من اصعب ايام مصر في تاريخها الحديث، دفعت الحكومة الى اعلان حالة الطوارىء لمدة شهر وفرض حظر للتجول في 14 محافظة مصرية بينها القاهرة والاسكندرية من الساعة 19,00 الى الساعة 6,00 بالتوقيت المحلي.
وقالت الحكومة في بيان الجمعة انها "والقوات المسلحة المصرية والشرطة وشعب مصر العظيم يقفون جميعا يدا واحدة في مواجهة المخطط الارهابي الغاشم من تنظيم الاخوان على مصر".
وطالب البيان المصريين بالتمسك "بوحدتهم الوطنية والانصراف عن أي دعوة للإنقسام في ضوء الأحداث التي تشهدها البلاد".
وفيما باتت تنزلق البلاد نحو موجة عنف خطيرة، حيث قتل نحو 650 شخصا منذ الاربعاء، تواصلت ردود الفعل الدولية المنددة بقمع المتظاهرين، فيما بلغت العلاقات المصرية التركية مرحلة اكثر تعقيدا مع تبدل سحب السفير والغاء مناورات عسكرية.
في المقابل، اعلنت السعودية والاردن تاييدهما لما تقوم به السلطات المصرية، وحذر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز من المساس بالاستقرار في مصر. معلنا دعم بلاده للسلطات المصرية في مواجهتها "ضد الارهاب"، مؤكدا ان ذلك "حقها الشرعي"، ومحذرا من ان "التدخل" في شؤون مصر الداخلية "يوقد نار الفتنة".
في موازاة ذلك، نظم الاسلاميون في دول عدة، على راسها المغرب والاردن وفلسطين والسودان وباكستان وتركيا، تظاهرات تأييد لجماعة الاخوان المسلمين في مصر، مطالبة باعادة الرئيس المعزول الى السلطة.
بدوره، اعلن وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ان بلاده تقف الى جانب مصر في سعيها لفرض القانون، مؤكدا ان اهمية مصر تتطلب من الجميع "الوقوف ضد كل من يحاول العبث بأمنها وامانها".
ودفعت اعمال العنف المتواصلة وطريقة تعامل السلطات مع التظاهرات المناهضة لها نحو توتر اضافي في العلاقة بين انقرة والقاهرة، اذ قررت مصر الغاء تدريبات عسكرية بحرية مشتركة مع تركيا احتجاجا على "التدخل في الشان المصري"، بحسب ما اعلنت وزارة الخارجية.
وجاء ذلك بعدما اعلنت كل من القاهرة وانقرة الخميس استدعاء سفيرها للتشاور.